«اللحوم الفاسدة» تجتاح المحافظات..القلق يضرم قلوب أهالى القرى والمراكز بعد ضبط الحيونات المميتة فى المحلات.«هيئة الرقابة علي الأغذيه»: 10 ألاف جنية غرامة «كلام فارغ».. و«خبراء» يطالبون بتغليظ العقوبة

الأحد، 07 فبراير 2016 09:49 م
«اللحوم الفاسدة» تجتاح المحافظات..القلق يضرم قلوب أهالى القرى والمراكز بعد ضبط الحيونات المميتة فى المحلات.«هيئة الرقابة علي الأغذيه»: 10 ألاف جنية غرامة «كلام فارغ».. و«خبراء» يطالبون بتغليظ العقوبة
صوره ارشيفية
سوزان يونس

«الضمير، الأمانة، الأخلاق».. شعارات قلما تجدها فى وقتنا هذا، أخلاقيات دخلت فى منحدر الإنقراض مع ضمائر أسكنها حب الذات.

وأنتشر مؤخرًا ضبط للحوم فاسدة، في العديد من الأماكن، لمنافذ بيع مختلفة بمحافظة أسيوط، وألقت أجهزة الأمن القبض على جزار متهم بذبح الحيوانات المريضة، وبحوزته 150 كيلو لحوم.

وكان قد تلقي مدير أمن أسيوط، عبدالباسط دنقل، إخطارا من مأمور قسم أول أسيوط، يفيد بورود معلومات لمباحث التموين مفادها قيام «م.م.ع»، جزار، ومقيم بدائرة قسم أول بذبح حيوانات مريضة ومحمومة وغير صالحة للاستهلاك، وسبق ضبطه في العديد من تلك القضايا. وبعد انتهاء الإجراءات وإعداد مأمورية من مباحث القسم ومديرية التموين والصحة والطب البيطرى، تلاحظ قيام الجزار بتنظيف ذبيحة مقسمة إلى أربع أرباع وتلاحظ عدم وجود أي أختام مما يدل على أنها مذبوحة خارج المجازر الحكومية، وقامت لجنة الطب البيطري بمعاينة اللحوم المضبوطة وهي غير صالحة للاستهلاك وتم تحريزها تمهيدًا لإعدامها.

وعلى إثر ذلك حاول المتهم إحداث إصابة بنفسه بسكين صغير لكن تمت السيطرة عليه ما تسبب في إصابة معاون مباحث قسم أول أسيوط، النقيب مصطفى عبدالرازق، بجرح قطعي باليد اليسرى، وتحرر المحضر اللازم وجار العرض على النيابة. اسيوط تعيد للأذهان وقائع مشابهه شهدتها محافظات أخري مثل: الفيوم في الفيوم حيث تداول معلومات حول جزارًا يبيع لحوم الماشية المريضة والنافقة، بعزبة المماليك التابعة لقرية تلات بمركز الفيوم.

وأكدت التحريات صحة المعلومات، ومن ثم أمر مدير أمن الفيوم، بتشكيل حملة من قسم مباحث التموين، ضمت ضباط ومفتشين وأفرادًا، وأسفرت عن ضبط «حسنى. س. ف»، جزار مقيم بحي الروبى بالفيوم وبحوزته لحوم فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، بلغ إجمالى المضبوطات 300 كيلوجرام. منوفيه حيث قيام "وليد. م. إ"، 32 سنة، بيطرى، و"السيد. م. ع"، 24 سنة، بيطرى، مقيمان بقرية البتانون، دائرة مركز شبين الكوم،وبحوزتتهم 5 سكاكين، حال تقطيع أجزاء من ماشية نافقة، تقدر بحولى 60 كيلو جرام، ووضعها داخل جوالين من البلاستك، ومحمله على تروسيكل "بدون لوحات".

وبالفحص تبين أن الذبح تم بعد نفوق الحيوان، وأنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى. وبمواجهة المتهمين، قررا أن اللحوم المضبوطة بحوزتهما، ليست للاستهلاك الآدمى، وأنها تستخدم فى إطعام الكلاب.

وفي الجيزة حيث شاهد موظف شاب يسير في طريقه المعتاد بجوار ترعة عبدالعال في بولاق الدكرور، عندما شاهد منظرا غريبا لفت انتباهه، إذ رأي شابا يحمل في يديه أدوات الجزارة ويسلخ حمارا، شك في الأمر فأبلغ رجال المباحث، كانت المفاجأة أن الجزار الشاب يبيع لحوم الحمير وغيرها من الحيوانات النافقة إلي محل، يحولها بدوره إلي «مفروم» يشتريه المواطنون علي أساس أن المصري مادام قادرا علي هضم الزلط فلن تستعصي عليه الحمير.

اعترف الجزار الشاب بأنه اعتاد الاستيقاظ مبكرا كل يوم ليتجول بحثا عن الحيوانات النافقة الملقاة في الشواطئ والترع، ثم يسلخها ويقطعها ويبيع الكيلو الواحد بـ٥ جنيهات لصاحب محل في شارع ناهيا. ومن ثم داهمت الشرطة المحل بإذن النيابة وعثرت في مخزنه علي ١٧٥٠ كيلو جراما من اللحوم الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، بينها لحوم حمير وخيول وأحشاء حيوانات نافقة مخلوطة بلحوم بقرية مستوردة.

واعترف صاحب المحل بأنه يخلط هذه اللحوم الفاسدة بالتوابل والبطاطس حتي لا ينكشف تغير طعمها، كما اعترف بأنه يبيع منتجاته لأصحاب المطاعم والمواطنين.

قال الدكتور عصام محمد، رئيس لجنة الصحة وحماية المستهلك في الجيزة، إن لحوم الحيوانات النافقة تؤدي إلي إصابة من يتناولها بأمراض في الكبد والفشل الكلوي.

كانت الجيزة قد شهدت وقائع مماثلة عديدة في السنوات الماضية أبرزها محل كباب شهير كان يبيع لحوم الحمير، إضافة إلي واقعة أخري في منطقة البساتين العام الماضي.

قال الدكتور ياسر الصيرفي، مدير عام وكبير أطباء بيطريين، إن اللحوم الفاسدة يتم التحفظ عليها، والتعامل معها بعد قرار النيابة العامة والذي يقضي في الغالب بإعدامها، وأكد أن طريقة تعامل البائعين مع اللحمة، وعدم مراعاة ضميرهم يؤدي إلي فساد اللحمة في متاجر البيع.

وأشار إلي أنه لا سبيل لوضع رقيب علي ضمائر البائعين، ومن ثم حدد الحل كيفية تعرف المواطنين علي اللحوم الفاسدة ولحوم الحمير.

وأكد أن خطورة لحمة الحمير تكمن في أنها لا يستطيع التعرف عليها المواطن العادي أو الدكتور الغير متخصص في المجازر، نظرًا لأنها مشابهة للحوم العادية ولكن تظهر عليها بعض الأوصاف أثناء الطهي.

وتابع «الصيرفي»، بأن اللحمة بعد السلخ تكون مشابهة للحمة "البقري"، ولكن مع طهيها يكون طعمها "مسكر"، وبعد الطهي تنتج طبقة من الزيت ثقيلة وبها مادة تجعل منها لزج "ملزقة"، ويكون لونها داكن أكثر من لحمة الحيوانات العادية مع أنها تكون أقل دهون لدرجة الانعدام.

وعن مخاطرها، قال الصيرفي، إنها عندما تتدخل في مصنعات اللحوم مثل الهامبورجر، والسجق، والكفتة المجمدة واللحمة المفرومة المجمدة تختفي بعض المواصفات العادية أمام العين ويصعب عدم معرفته بدون اختبار معملي، مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم أكلها.

وفي نفس السياق قال الدكتور، نبيل عبد الجابر يس، أستاذ ورئيس قسم الرقابة الصحية علي الأغذية، إن الجزارين الذين يتم ضبطهم بلحوم غير صالحة، يتم مصادرة لحومهم وإعدامها، وتوقيع غرامة 10 ألاف جنية.

وأشار«يس» أن الغرامة، عقوبة غير رادعة حيث يعود الجزار للعمل مرة أخري، ضارب بالقرارات عرض الحائط، وشدد علي ضرورة تغليظ العقوبة علي هؤلاء، لتصل إلي السجن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة