أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي يدعو لتأسيس "جيش إلكتروني" لمواجهة داعش

الأربعاء، 18 مايو 2016 08:18 م
أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي يدعو لتأسيس "جيش إلكتروني" لمواجهة داعش

دعا أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي الدكتور محمد البشاري اليوم الأربعاء إلى ضرورة تأسيس ما سماه بـ"كتائب" أو "جيش" إلكتروني قوي يكون موزعا على دول العالم الإسلامي وغير الإسلامي ومجتمعات الأقليات للتصدي لأفكار تنظيم (داعش) الإرهابي.

وقال البشاري، الذي يشغل أيضا منصبي عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي وعضو الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم، في مقابلة مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان على هامش مشاركته في مؤتمر الإفتاء الدولي الذي اختتم أعماله مساء اليوم – "إن مواجهة داعش يجب أن تكون إلكترونيا حيث أنها تروج لأفكارها الهدامة باستخدام ما يزيد على 12 لغة وهو ما مكنها من تجنيد أكثر من 30 ألف مقاتل عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وشدد البشاري، وهو أيضا رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا ورئيس معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، على أن المعركة مع "داعش" لا يمكن أن تؤتي أهدافها؛ إلا إذا كانت هناك مواجهة إلكترونية حقيقية وقوية..لافتا إلى أن "داعش" تستخدم كل الوسائل والتقنيات الحديثة في إيصال المعلومة وتغرد يوميا 100 ألف تغريدة وتبث 46 ألف معلومة، إضافة إلى 150 ألف ساعة على اليوتيوب للترويج لأفكارها الهدامة وجذب الشباب إليها.

وقال "إن شبابنا اليوم "من الجيل الثالث والرابع" لا يقرأون الكتب .. وإذا قرأوها لا يفهموا الخطاب الديني المؤسساتي التقليدي، علاوة على أن هناك إشكالية كبيرة تتمثل في التشكيك بالمؤسسات الدينية"، لافتا إلى أن الإسلام السياسي وجماعات العنف اجتهدت منذ سنوات بالعمل على التشكيك في المؤسسات الدينية وبالتالي أصبح الشباب لا يعتمدون على الفتاوى الرسمية والاجتهادات الفقهية لهذه المؤسسات وباتوا يبحثون عن المعلومة الدينية عبر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وهو ما يجعلهم فريسة للجماعات القتالية التي اختطفت الإسلام.

وأضاف أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي "مغربي" الجنسية "إننا أجرينا مؤخرا دراسة حول هذا الموضوع وتبين فيها أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة كانوا يبحثون عن الاجتهادات الفقهية في منابر قتالية مثل مواقع التوحيد والجهاد والمنبر والجهاد".
وأرجع بشاري - في ورقته البحثية "مفهوم التكفير وأثره على واقع الأقليات المسلمة " – أسباب ظهور التكفير عند الأقليات المسلمة إلى عدة عوامل منها الجهل وقلة العلم بهذه المسألة ومعرفة الكفر من موارده الأصلية للكتاب والسنة وكذلك الإطلاع على فهم السلف الصالح .. وإتباع الهوى والأغراض النفسية والحزبية في التكفير للمخالف وذمه والقدح في عرضه بالكفر دون تبصر بالعلم .. وإتباع المذاهب البدعية والأقوال الشاذة وتقليد الأصاغر في العلم والدين في إطلاق الكفر على الدول والمجتمعات والأفراد.

وتضمنت الأسباب كذلك .. الاستهانة بمحارم الله وأحكامه الشرعية وعدم الأخذ على يد المكابر والمعلن بالمفهوم الخاطئ للكفر ثم بيان المفهوم الصحيح له بقوة البرهان مع الأخذ في الاعتبار أن كل سبب من هذه الأسباب يحتاج إلى بسط في العرض والتحليل وضرب الأمثلة والتدليل .. انتشار الفكر التكفيري جهارا نهارا في هذه المجتمعات والتي بها أقليات مسلمة واستطالة أصحابها وتبجحهم بباطلهم .. تساهل بعض العلماء وتقصيرهم في توضيح وتبيان هذا المسلك لتصحيح تلك المفاهيم وتعليم الناس والقيام بمسئولياتهم في التصدي لتلك الأفكار التكفيرية وكذلك إلجام بعض العلماء وتكميم الأفواه للبعض وظهور أنصاف الدعاة والعلماء ليتصدروا الموقف .. التضييق على حملة الفكر الإسلامي السليم والدعوة الإسلامية الملتزمة بالقرآن والسنة وهو ما يولد اتجاهات منحرفة تعمل تحت الأرض في جو مغلق بعيدا عن النور والحوار المفتوح.

من جهته، قال قاضي المحكمة العليا الشرعية بفلسطين ماهر خضير إن الجهاد نوعان هما جهاد الدفع وجهاد الطلب، وما نعول وننادي به هو جهاد الدفع "أي ندفع عنا ما يأتي إلينا من أعداء"، أما جهاد الطلب فهو غير مطلوب في هذا العصر وفي هذا التوقيت.

وأضاف خضير – لمراسلة وكالة أ ش أ – إن ما يقوم به الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي هو جهاد للدفاع عن النفس وتحرير للمقدسات والوقوف سدا منيعا أمام هجمات المستوطنين واليهود على المواطنين وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة في القدس الشريف .. وزاد "إننا ندافع عن أنفسنا وعن فلسطيننا وعن مقدساتنا ضد المغتصبين اليهود".

وأشار إلى أن العلماء تحدثوا عن أنواع عديدة للجهاد منها الجهاد بالكلمة على المنبر والجهاد بالكتابة والجهاد بالسلاح إذا كان يقابله السلاح وغيرها..قائلا "برأيي الفكر يجب أن يواجه بالفكر والقوة أيضا بالقوة ؛ لأن اليهود لا يفهمون إلا هذه اللغة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق