«البرلمان ينتفض لعجوز المنيا».. استجواب لوزير الداخلية بسبب الأزمة.. «نادي»: غياب الأمن يضع الكثير من علامات الاستفهام.. «سليم»: الواقعة لا تعبر عن الإسلام.. و«طلعت»: بيان عاجل لحكومة «إسماعيل»
الخميس، 26 مايو 2016 02:41 م
تجردت جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، أمس الأربعاء، في سابقة غريبة من نوعها على المجتمع المصري الذي يتصف بالأصالة والنخوة، حيث قام مجموعة من الأشخاص في قرية «الكرم» بمحافظة المنيا، لينتقمون من شاب ثلاثيني، في أمه العجوز التي تبلغ من العمر 70 عاما.
وقام هؤلاء الشباب بتعرية السيدة وتركوها وسط الشارع والمارة فريسة مجردة من ملابسها، لتزحف العجوز حتى تختبىء تحت سيارة لتناولها إحدى السيدات ملابس "تستر بها نفسها"، في حالة تغيب تام للضمائر والمشاعر الإنسانية والأخلاقية، وذلك بعد هروب ابنها المدعو أشرف، قبل اشتعال وتفاقم المشلكة، إثر انتشار شائعة بإقامته علاقة عاطفية مع سيدة مسلمة، وهذه الشائعة التي أدت إلى الاعتداء على 7 منازل وحرق بعضها.
«غياب الأمن»
أكد النائب شريف نادي نائب دائرة بندر ملوي وعضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، على أنه أودع استجوابًا لوزير الداخلية بمجلس الشعب، حول ما شهدته محافظة المنيا من فتنة بقرية "الكرم" التابعة لمركز أبو قرقاص، تسببت في تشريد العديد من الأسر التي حرقت منازلها، بسبب شائعة وقيام المتورطين في الأحداث بنزع ملابس سيدة مسنة وسحلها عارية دون أن يقدم أمن المنيا الجناة للعدالة حتى الآن.
وكشف نادي، أن عددًا من نواب لجنة حقوق الإنسان طلبوا التضامن معه في استجوابه لوزير الداخلية، بعدما وقفوا على التفاصيل المريعة للأحداث التي شهدتها المنيا.
وأضاف، أن لقاءًا مرتقبًا بين وفد من النواب ووزير الداخلية، سيضع أمام الوزير حقائق القصور في المنظومة الأمنية للمنيا في الوقت الحالي، بعدما صدم النواب بمعرفة أن المجني عليهم حرروا محضرا شرطيا في اليوم السابق للأحداث، يثبتون فيه تلقيهم تهديدات، ومع ذلك غاب الأمن في يوم الوقائع بشكل يضع الكثير من علامات الاستفهام
«تقصي حقائق»
تقدمت الدكتورة نادية هنري، ببيان عاجل لاستجواب وزير الداخلية، بسبب واقعة سحل سيدة مُسنة في قرية الكرم بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا على خلفية حادث طائفي.
وجاء نص طلب الاستجواب كالتالي: "أتقدم لمعاليكم باستجواب موجه إلى معالى وزير الداخلية حول ما حدث بقرية الكرم لمحافظة المنيا من اعتداء بعض المنتسبين للجماعات المتطرفة على أسر مسيحية بالقرية على خلفية شائعة بأن مواطنًا مسيحيًا له علاقة بزوجة صديقه المسلم، ورغم التقدم ببلاغ إلى الشرطة بكل التهديدات التى هُددت بها الأسر المسيحية بالقرية إلا أن الشرطة لم تتحرك لتقع الطامة الكبرى، حيث هجموا على منزل المواطن أشرف عبده، حاملين البنادق الآلية وضربوا المواطن عطية عياد زوج أخت المواطن أشرف عبده ثم جروا والده ووالدته بعد أن جردوها من ملابسها تمامًا وسحلها فى شوارع القرية وحرقوا منزله وكرروا الأمر مع منازل أسر مسيحية أخرى بالقرية".
وتابعت: "ما حدث في المنيا جريمة ضد الدستور والقانون والدين والإنسانية ولم تحدث في بلاد الواق واق، ولم تحدث في أشد العهود جهلًا وظلامًا.. تجريد سيدة مُسنة من ملابسها وسحلها في شوارع قريتها، خطر على مصر - شعب وحكومة وبرلمان - ويسجل صورة كريهة لمصر بين دول العالم لتستغلها الجماعات الكارهة لمصر فى الكيد لها وتشويه صورتها.
وأضافت: "معالي الأستاذ الدكتور رئيس المجلس، إن مهمة وزارة الداخلية تنفيذ القانون وضبط المجرمين والمخالفين له إلى النيابة العامة لتباشر شئونها وصلًا إلى قضاء مصر العادل ولكن ما حدث في قرية الكرم جعلني أتساءل بصرخة قوية صادرة من أعماقى: أين دولة القانون؟ أين بيت العائلة المصرية؟ أين حقوق المواطنة؟، إن مصر وطن نعيش فيه مسلم ومسيحى، فإذا شعر المسيحى بالخوف وانعدم عنده الإحساس بالأمن والأمان فإن مصر تصبح مهبطة الجناح وبساق واحدة.
«لا تُعبر عن الإسلام»
أدان الدكتور محمد سليم عضو مجلس النواب عن محافظة القليوبية، أحداث قرية الكرم بمحافظة المنيا، قائلًا: إن هذه الأحداث لا يجب تعميمها في سلوك المجتمع المصري وخاصةً أن المصريون كلهم على قلب رجل واحد والكل يعلم هذا.
وقال سليم، في تصريحات صحفية: أنه يدين وبشدة هذه الأحداث المؤسفة التي لاتُعبر عن الإسلام والمسلمين، مضيفاُ، أن تجريد سيدة يتنافى مع قيم جميع الديانات، ولا يجب أن يكون هذا سلوك المصريين في وقت بناء مصر.
وأضاف عضو مجلس النواب عن محافظة القليوبية، أنه يجب على الجميع أن يعلم أن مصر الآن هي دولة مؤسيات يحكمها الدستور والقانون ولا يحكمها قانون الغابة، ولهذا يجب على الذين لهم حقوق التوجه إلى الجهات المعنية بإسترجاع الحقوق وليس أن يقوم كل واحد منا بأخذ حقه بيده، ويجب الضرب بيد من حديد على رأس كل من تسول له نفسه إشعال الفتن وتعريض أمن البلاد للخطر.
وطالب سليم، شيخ الأزهر ووزارة الأوقاف ووزارة الداخلية بالتدخل لوقف أي صراع طائفي أو مذهبي قد يتجدد في وقت لاحق.
«مسائلة وزير الداخلية»
أكد النائب جون طلعت عضو مجلس النواب عن دائرة شبرا، على أنه سيتقدم ببيان عاجل ضد وزير الداخلية لمسائلته عن واقعة سحل وتعرية سيدة مسنة بقرية الكرم بمركز أبو قرقاص بالمنيا.
وقال طلعت في تصريح له: كنت أتمنى نفي الواقعة لأن عقلي رفض تصديقها، ولكني سأمارس دوري التشريعي بعد بيان الأنبا مكاريوس أسقف الإيبراشية الذي أكد حدوثها.
كان أسقف المنيا، قد أصدر بيانًا منذ قليل، أكد فيه على أن 300 شخص، جردوا سيدة من ملابسها وتعدوا عليها بسبب شائعة ارتباط نجلها المسيحي بفتاة مسلمة.
