مدرسة على عبد العال البرلمانية المشتركة

الإثنين، 30 مايو 2016 04:23 م
مدرسة على عبد العال البرلمانية المشتركة
محمد حسن الألفي

أتصور أن الوضع كان سيمثل للمصريين سهرة يومية ممتعة و متجددة ، لو أذيعت بالفعل وقائع جلسات مجلس النواب الحالى . ويكشف القرار الحكيم بعدم عرض الغسيل المنشور ، عن إدراك مبكر للبقع المنتشرة على الثياب . لا اقصد بالقطع وبالطبع إلى أنها بقع معيبة ، أو سوداء ، بالعكس ، نوابنا فل مزهزه . لكن الناس بعد أن فاتتهم متعة المتابعة اليومية لجلسات البرلمان ، واستسلموا لمسلسلات من نوع آخر ، تراجيدي كحادث الطائرة المصرية ، وغيره ، وكوميدى ، كتصريحات خالد حنفى وزير التموين أحيانا ، عادوا إلى متابعة مسلسل" برلمان عب العال: تأديب وتهذيب وكمع وإصلاح " . والحق أن المصريين فى بيوتهم لم يذهبوا طوعا لمشاهدة العرض المتجدد ، بل ذهب إليهم العرض بفقراته المبدعة وأبطاله ونجومه ، من اختراع الدكتور رئيس المجلس .
صدمات الدكتور ، الأستاذ الجامعى كثيرة ، وكسيرة ، ومفجعة ، ناهيك عن غياب الحضرة والهيبة والمقبولية..
تتجمع معظم الصدمات والاحباطات فى لغة عربية محطمة على لسانه تحطيما ، على نحو يجلب العار والخجل لكل من يجهل نحو ولسان لغة قرآنه ووطنه ، وهو من بلغ أعلى مراتب الدرجات العلمية .
لكن تلك آفة صغيرة ، وإن بلغت حجم جبال الهيمالايا ، بالقياس إلى أداء رئيس البرلمان فى إدارة أعضاء البرلمان ، والجلسات .
بالطبع ، لو كنا نتفرج على الهواء لرأينا العجب ، من أعضاء ، ومن رئيس .
يؤخذ على الدكنور على عبد العال رئيس مجلس نواب مصر أنه يتصرف بطريقة السيد ناظر المدرسة ( وهنا عليك عند النطق أن تفخم الدال وتقلقلها ، وتمد ألف الناظر ، وتنزل بالظاء منسحبة )، وطبعا حين يكون هناك ناظر مدرسة ، يستدعى العقل ، على الفور ، الصورة النمطية للمرحوم الفنان حسن مصطفى ، أشهر ناظر لأشهر مدرسة .. أضحكت وأفسدت جيلا بأكمله.. هى مدرسة المشاغبين . طبعا ، أيضا الأجيال الحالية لا تحتاج مدارس تبويظ اخلاق اوتبويض يرقات البلطجة والتجرؤ، والاستهتار . لا يشعر الناس أن رئيس المجلس يحسن إدارة المجلس ، وأنه يتعنت ، وأنه يتعامل مع نواب الشعب المصرى بوصفهم فى سنة أولى حياة برلمانية ، وهذا بالطبع لا يعيبه ، وهم لابد أن يكونوا أدركوا انهم فعلا مبتدئون ، تنقصهم الخبرة والعركة ، لكن المشكلة والكارثة أن الشيخ حسنى الضرير مصمم أن يقود البسكليتة بذات نفسه .!
وأخطر ما يطرأ على المرء، فى منصب عام ، أن يعتاد التجرؤ على كسر الشعور بأن ما يقوله خطأ، خصوصا إذا التزم المحيطون به الصمت قرفا أو خوفا أوطمعا ، أو توريطا ، لكى تتراكم سوءاته ، ويكون العقاب بحجمها .
من وقت لآخر ، تخرج فرمانات ، دون تمهيد كاف ، ودون شرح ، ودون استمالة ، ودون بيان .
أعضاء البرلمان المصرى ممنوعون من الكلام على شاشات الفضائيات فيما يخص السياسات النقدية ، بناء على خطاب اشتكى فيه البنك المركزى من تعليقات ومداخلات ومناقشات تحدث فيها برلمانيون بغير علم كاف ، فأربكوا الحالة المالية ، وعليه يجب منع العضومن ارباك الحالة المالية ، والإ أحيل إلى أوضة الفيران ، وفي الظلمة الظلماء ستقرصه الفيران !
لجنة القيم هى أوضة التأديب والتقليم .وتذكروا مصير فلان وعلان .. والإ
والحق أن برلماننا الحالى شديد التنوع ، والأطياف ، وهاتان صفتان تدقان على قدرة الرئيس عبد العال على الاستفادة من ميزة التنوع ، فيتجنب نقيصة منح الكلمة لطيف ، ومنعها عن طيف آخر .
والنواب ، فى مجملهم ، لا يرضيهم كتمهم كتما ، بأمر تخويفى من" عب العال" . فالنواب ولدوا لينطقوا .. ليقولوا.. ماهو صحيح وما هو خاطئ وفق عقائدهم السياسية والوطنية وأجنداتهم الخاصة ، وبالطبع ، وفق ثقافاتهم ، عمقا أوضحالة .
يمنح الدستور للمواطنين حرية التعبير ، ومن باب أولى هى حق للنواب المعبرين عن حريات الناس وحماية الدستور، لكن " السيييىد ناذر المضرصة"، يحرمهم من ابداء الرأي فى السياسات النقدية . يتحجج مصرفيون كبار بأن بعض الذين قالوا تنقصهم المعلومات ، إذن وفروا المعلومات !
ويتحجج آخر بأن النواب الذين تحدثوا الى" التوكتوكشو" ، لم يصونوا سرية المعلومات النقدية التى كشفت فى جلسة لاحدى اللجان المتخصصة .
وفى هذه لك حق يا دكتور ، ويجب مؤاخذة من سرب وكشف ونبه وحذر بما سرب وكشف ، فاستفاد تجار ولصوص . لكن لا يجوز أخذ العاطل بالباطل ، واضرب المربوط ليخاف السايب ، فالحق كله سايب فى سايب ، ولن تجدى قط سياسة تشميع الأفواه وتغرية الألسنة بالغراء وهات الفلكة يا جابر .
مد الرجلين طريقة قديمة فى المدارس ، علمتنا الخوف والتردد ، وذكرتنا بالسجون ، والعودة إليها بقذف النائب الناطق دون إذن إلى أوضة فيران البرلمان ، هو عمل لا يحمل اي احترام للشعب الذى اختار نوابا ليواجهوا الأسود ، ولا يلقى بهم لمواجهة عض وقرص الفئران .
لكن .. يمكن للشعب كله ان يفعل ذلك عوضاعن حاجة عب العال لتأديب النائب ، لو وافق النواب فعلا على مشروع قانون يمنح الحكومة مائة جنيه سنويا ، مع الترخيص ، لكل من لديه راديو في السيارة !
هم يضحك وهم يبكى ، وواضح بحق ان صنف الخيال عالى ورائق ، ويبعث على السلام الاجتماعى ويرسخه ، بأكثر مما يستفز سخط الناس واستغرابهم .
ما هذا الجفاف العقلى ، وما هذا الجفاء الوطنى ، كيف تعقلون ؟
هى ناقصة .. استجلاب لكراهية الناس ، ووغضبهم بل وسخرياتهم .. وكله يصب فوق كتفى الرئس السيسي ، رغم أنه لم يختر النواب ، بل اختارهم الشعب .
لوكنت اسمع أغانى ومحطات أجنبية هل يتم الدفع بالدولار ولا الاسترلينى ولا اليورو ؟!
وماذا عن التليفزيون.. كم سندفع وبأي عملة ؟ وهل الدفع حسب الحجم أم الماركة أم المحتوى يعنى ؟!
ارحمونا .. برلمان يستحق عبد العال .. وعب العال يستحق برلمانه .
خشوا فى الجد وخلصوا التشريعات الجادة ، وكفى مزحا ، وشجارا ، أضحكتم علينا الناس. نحن نستحق الأفضل .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق