ضغوط إسرائيلية لوقف تسليم (جمال عبد الناصر) لمصر

الإثنين، 30 مايو 2016 04:21 م
ضغوط إسرائيلية لوقف تسليم (جمال عبد الناصر) لمصر
عبد الفتاح علي

في الساعة التي تحركت فيها أول مظاهرة يوم 25 يناير 2011 متجهة إلى ميدان التحرير، تطالب بتعديلات سياسية واجتماعية في مصر، كان نائب رئيس الوزراء الروسي يوقع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عقد تصنيع حاملتي الطائرات المروحية ميسترال لتخدم في ثاني أقوى جيوش العالم.
لكن تأتي الرياح بما تشتهي سفن الميسترال، تتغير دفة السفينة بدلا من موسكو، تكون القاهرة عاصمة الجيش العاشر عالميا، لتعلن للجميع ان الترتيب العالمي للجيوش سوف يحدث به تغير جذري نهاية سبتمبر 2016، وقت أن تدخل الحاملة الثانية الخدمة في القوات المسلحة البحرية المصرية.
وتعتبر صفقة الميسترال الأسرع من نوعها في العالم، نظرا للظروف التي أحاطت عملية البيع والمنافسة الهندية الكندية للحصول على الميسترال المصرية، فقد وقف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في سبتمبر من عام 2014 ليعلن أن باريس لن تكمل تسلم الميسترال لروسيا، رضوخا لضغوط حلف الناتو والأمريكان.
وبعد عام وفي نفس الشهر تقريبا (2015) وقعت مصر العقد مع فرنسا، وفي نفس الشهر من هذا العام (2016) ستكون حاملة الطائرات المروحية الثانية (السادات) في مصر.
في مدينة سان ناريز، قدمت إحدى قنوات الأخبار الفرنسية تقريرا قصيرا حول البحارة المصريين الـ 350 الذي قدموا المدينة لتلقي التدريبات اللازمة على متن السفينتين، وفي هذا التقرير كان رد الفعل إيجابي للغاية.
فد كانت سمعة البحارة المصريين في الانضباط والسلوك يفوق البحارة الروس الذي سبق لهم القدوم إلى المدينة قبل سنتين للحصول على دورة تدريبية قبل أن تلغي باريس العقد الروسي بسبب أحداث أوكرانيا والقرم.
وهو ما دفع جان كلود بلانشارد عضو المجلس البلدي لمدينة سان نازير لاستقبال الدفعة الثانية من المصريين بعد أن لمس إعجاب أهالي المدينة بالبحارة المصريين، الذين ترسو حاملة الطائرات الأولى "جمال عبد الناصر" أمام المرسى الشعبي الذي دائما ما يذهب إليه أغلب السكان لقضاء الإجازة الأسبوعبة والاستمتاع بقرص الشمس وهو يعانق مياة المحيط الأطلنطي.
سان نازير، لم يعكر صفوها على مدار السنوات الخمسة الماضية سوى أمرين الأول كان سرقة معدات إلكترونية من على متن الميسترال، وقت أن كانت تصنع لروسيا في نوفمبر من عام 2011، وقتها أطبقت الشرطة والأمن السري على المدينة حتى تم العثور على تلك المعدات ولم يعثر على السارق.
المرة الثانية كانت قبل أسبوعين تقريبا عندما أعلنت شركة إس تي إكس مالكة أكبر أحواض السفن في العالم، عن التشغيل التجريبي لأكبر سفينة سياحية في العالم "هارموني أو ذا سي" التي صممتها وصنعتها فرنسا لصالح شركة أمريكية، وقتها هبط على المدينة مئات الصحفيين والمهتمين لهذا التشغيل التجريبي، وسرعان ما عاد الهدوء إلى المدينة مرة أخرى.
في المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها الخمسين ألفا بها قاعدة بحرية للقوات الفرنسية، ومركزا لصناعة وصيانة أكبر وأغلى اليخوت في العالم، وبها أيضا أكبر بحيرة طبيعية وأكبر ناد لرياضة الجولف في العالم.
وبحسب المسئولين الفرنسيين فإن مصر سددت الدفعة الأولى من عقد توريد السفينتين، والمقدرة بـ 475 مليون يورو، وكان من المفترض أن تتسلم شركة المجموعة الفرنسية الصناعية العسكرية الدفعة الثانية، إلى أن هذا لم يحدث بحسب صحيفة لوباريزيان، لكن السلطات الفرنسية أكملت جانبها من الاتفاق حتى الآن، (بعد أيام من كتابة المقال أكد مصدر مطلع أن الدفعة الثانية قد دفعت في موعدها).
ومع ذلك خرج بيار لولوش عضو لجنة الشؤن الخارجية بالبرلمان الفرنسي مصرحا بأنه يعتقد أن السعوديون يمولون الصفقة لصالح مصر، وأن التأخير في الدفعة الثانية لن يستمر طويلا.
المسئولون الفرنسيون لم ينفوا الضغوط الإسرائيلية لتأخير تسليم الميسترال الأولى (جمال عبد الناصر) المقررة في الأول من يونيو، دون توضيح الأسباب، لكن المراقبين ذكروا أن التأخير قد يكون بسبب المفاوضات المصرية الجارية على جانبين الأول مع شركة "روس أوبورون أكسبورت" الروسية لتزويد القاهرة بالأجهزة الألكترونية التي صنعتها موسكو خصيصا للسفينتين قبل إلغاء التعاقد مع باريس، والثانية مع وزارة الدفاع الروسية للحصول على أنظمة التسليح الروسية التي سبق تصنيعه لنفس الحاملتين.

الغريب أن موقع إخباري مجهول ذكر أن المسئولين الأمريكان علموا أن القاهرة سوف تطلب حاملة طائرات ثالثة من نفس الطراز، وهو أمر أزعج الإسرائيليين، وطالبوا الأمريكان ببذل ضغوط أكبر على فرنسا لمنع هذا الأمر، لأنهم اعتبروا أن الحاملة الثالثة ستكون مهددة بشكل مباشر لأمن إسرائيل، إذا مافكرت القاهرة السيطرة تماما على البحر الأحمر باثنين من هذا النوع من السفن.



-2-
"الهجامين" يسيطرون على ألمانيا.. والجهاديين يثيرون الفزع في "بون" عاصمة السلفيين


من الطبيعي أن تعتاد أذنك على اللغة العربية في مدينة بون الألمانية، فالأتراك قد غزو بلاد هتلر، وصاروا أكبر جالية أجنبية هناك، وفي بون باتت اللغة العربية بلهجاتها المختلفة هي الأكثر شيوعا من اللغة الأم.
ولم يعد هناك متر مربع في شارع ستينستراس الشهير والمفعم بالحياة لا يزاحمك فيه تركيا أو عربيا، وأغلب الأتراك والعرب هناك يقعون في حب أردوجان، بدرجة لا يتخيلها أحد، فهو بالنسبة لهم فاتح، حتى لو لم يكونوا إسلاميين.
ومع ذلك يطلق البعض على مدينة بون عاصمة السلفيين في أوروبا، فعناك ما يقرب من ألف سلفي فيها وحدها، منهم 100 سلف من أصل ألماني، و600 يحملون الجنسية الألمانية ومن أصول عربية.
النقاب واللحية الحمراء الطويلة باتت من معالم بون، التي تحتضن عشرة مساجد في تلك المدينة الصغيرة، أغلبها يخضع للسيطرة السعودية والقطرية والتركية.
أشهر مساجدها " مسجد الملك فهد" في منطقة باد جودسبرج والذي بات مركزا لتعليم الفقه الوهابي، ومنطلق الجهاديين إلى سوريا والعراق.
في شارع ستينستراس الذي يحظى بإقبال كبير من السياح، ممر طويل جدا مخصص للمشاه في قلب بون، الذي لا يخلو من مقاهي وحانات ومحلات ضخمة وكبيرة، مشغولة بشكل دائم، خاصة وأن المدينة تستقبل مئات من الوافدين لحضور مؤتمر التغيرات المناخية الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في هذه المدينة التي كانت عاصمة لألمانيا قبل الوحدة.
وبعد الوحدة انتقلت الحكومة إلى برلين العاصمة التاريخية، تاركة مبانيها ومقراتها هدية للأمم المتحدة.
صحيح أن في المدينة جامعة عريقة لها تاريخ ومرتبة ثابتة في قائمة الجامعات الأهم في العالم، إلا أنها تشتهر بأنها مدينة كبار السن، فالمراهق ما أن يبلغ السن القانوني حتى ينتقل سريعا إلى فرانكفورت أو ميونيخ ومنها إلى بقية مدن ألمانيا الزاخرة بالشباب.
لكن الغريب أن الأغنياء الكثر المنتشرين في بون، لا شكوى لديهم سوى من معدلات سرقة المنازل التي ترتفع بشكل مخيف، وأصابع الإتهام دائما ما تشير إلى المافيا التركية التي استوطنت مدن عديدة في ألمانيا خاصة في الجنوب.
حتى أن مجلة دير شبيجل نشرت تحقيقا تصدر غلافها الأسبوع الماضي يرصد معدلات السرقة المرتفعة في هذه المدينة الهادئة، التي لا يوجد فيها باب إلا وعليه قفل إلكتروني، مزود بجهاز إنذار مربوط بشبكة الشرطة الداخلية.
ففي ألمانيا بشكل عام ومدينة بون بشكل خاص هناك حادث سرقة منزل كل ثلاث دقائق، اضطرت شركات التأمين لدفع ما يقرب من نصف مليار يورو(خمسة مليارات جنيه)، لدرجة أن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير كشف عن أن عدد حالات السطو على المنازل بلغ 167 ألف حالة.
رئيس المدينة ذي الأصل الهندي أشوك الكسندر شريداران طالب سكان بون بترك الإضاءة طوال الليل وترك التلفزيون في وضع التشغيل طيلة فترة سفر الأسرة، للتمويه على اللصوص(الهجامين)، وهو الأمر الذي سخر منه سكان بون، الذين مازالوا يطلقون عليه عمدة أوسلاندر، أي العمدة الأجنبي، لدرجة ان أحدهم علق على هذه النصيحة، قائلا "اللصوص يرسلون برقية شكر لعمدة المدينة على هذه المعلومة".
طبيعي جدا أن تجد صافرات سيارات الشرطة تدوى في كل مكان وفي كل وقت، وهي تمخر عباب الأمطار التي لم تتوقف منذ لحظة وصولي وحتى مغادرتي تلك المدينة الواقعة على نهر الراين.
الغريب أن أشهر معالم بون كان منزل الموسيقار العالمي بيت هوفن، وقلعة جودسبورج، والمتحف المصري المقام داخل جامعة بون، الذي يحتكر سياح بون تقريبا، كل هذا بجوار التطرف، الذي بات متغلغلا في قلب العنصرية الأوربية.


 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة