الإقتصاد التركى فى مرمى نيران الهجمات الإرهابية.. 10 مليارات دولار خسائر السياحة نتيجة الأحداث.. تراجع أعداد السياح الألمان والروس ينذر بكارثة.. توقعات باقتطاع نقطة مئوية كاملة من «النمو» التركى

الأربعاء، 29 يونيو 2016 04:47 ص
الإقتصاد التركى فى مرمى نيران الهجمات الإرهابية.. 10 مليارات دولار خسائر السياحة نتيجة الأحداث.. تراجع أعداد السياح الألمان والروس ينذر بكارثة.. توقعات باقتطاع نقطة مئوية كاملة من «النمو» التركى
هيثم محمد ثابت

قتل 36 شخصا بينهم أجانب مساء الثلاثاء في اعتداء نفذه ثلاثة انتحاريين في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول، في هجوم وصف بأنه الأكثر دموية، من بين الهجمات الثلاثة الاخيرة التى شهدتها تركيا العام الحالي وقد شهدت تركيا سلسلة تفجيرات منذ عام 2014 وتتزايد تلك التفجيرات فى شدتها.

وصرح رئيس الحكومة التركية للصحفيين في موقع الهجوم إنه "وفقا للمعلومات الأخيرة، قتل 36 شخصا"، لافتا إلى أن "الأدلة تشير إلى داعش".

-ضرب الاقتصاد والسياحة

وقال البرلمان التركي السابق سوات كينيكليوجلو: "لسوء الحظ، ما نراه هو آثار جانبية لسياسة تركية كارثية في سوريا جلبت الإرهاب إلى قلب إسطنبول". واستكمل: "تلك التفجيرات تستهدف بوضوح خلق جو من الفوضى وضرب الاقتصاد والسياحة".

وألقت أنقرة اللوم على داعش وحملته مسؤولية العديد من الهجمات التي استهدفت مناطق في تركيا تمثل مقصدا للسياح الغربيين.

لكن بوجه عام لم يعلن داعش مسؤوليته عن تنفيذ الهجمات رغم سرعة إعلان ضلوعه في تنفيذ اعتداءات بأماكن أخرى.

-اقتصاد تركيا

يُعرف اقتصاد تركيا كسوق ناشئة من قبل صندوق النقد الدولي ومتطورة بشكل كبير، مما يجعل تركيا واحدة من الدول الصناعية الجديدة. وتشهد تركيا نموًا سريعًا في القطاع الخاص، إلا أن الدولة لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في الصناعة والأعمال المصرفية، والنقل، والاتصالات.

وتركيا هي الدولة 17 من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي و15 من حيث الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القوة الشرائية) وهي عضو مؤسس في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية(1961) ومجموعة العشرين للاقتصاديات الرئيسية (1999). منذ 31 ديسمبر 1995، وتركيا أيضًا جزء من الاتحاد الجمركي في الاتحاد الأوروبي.

وعقب تولى حزب العدالة والتنمية السلطة أواخر 2002، اتخذ خطوات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. خلال هذه الفترة، وضعت الحكومة لوائح جديدة بهدف الانضباط المالي وخصخصة المشروعات المملوكة للدولة ولكن التفجيرات الإرهابية المتعاقبة قد آثرت على اقتصاد الدولة .

-سلسلة متعاقبة من التفجيرات

وعكست سلسلة التفجيرات الارهابية منذ 2014 والهجمات الانتحارية فى اسطنبول ونزاع الكرملين والمشكلات الروسية وتفجيرات مطار أتاتورك الدولى وغيرها من تفجيرات صورة لم تنتهي بل تزداد حدتها جعلت قطاع الاقتصاد التركي يواجه مشكلات عديدة أبرزها فى قطاع السياحة

-مما دفع خبراء اقتصاديون الى الاشارة الى أن تلك الأعمال الارهابية سوف تؤثر سلباً وبصورة كبيرة على قطاع السياحة وهبوط ايرادته بما يزيد عن 25% أي ما سيكلف تركيا ما يزيد عن 10 مليارات دولار ، حيث استهدف التفجير الاخير مطار أتاتورك الدولى مما سيجعل السياح خاصة الألمان والروس الذين يحتلون الصدارة فى سوق السياحة التركية الى التفكير فى زيارة دول أخرى.

كانت بيانات من وزارة السياحة قد أظهرت أنَّ إجمالي عدد السياح الذين زاروا تركيا العام الماضي انخفض 1.6% ، ولم تكن الدلائل مبشرة خلال الموسم السياحي.

-خبراء: تراجع للإيرادات بنحو 10 مليارات دولار

ويؤكد  خبراء اقتصاديون إنَّ الهبوط في قطاع السياحة قد يؤثر على الاقتصاد الأوسع. فتراجع الإيرادات بنحو 10 مليارات دولار سيمحو ما يزيد عن نصف نقطة مئوية من النمو الاقتصادي الذي تستهدفه الحكومة هذه السنة، والبالغ 4.5% ، خاصة ان قطاع السياحة يساهم بنسبة تزيد عن نصف الايرادات فى ميزان المعاملات الجارية ، فإنَّ هذا سيؤذن أيضاً بمتاعب لآمال البنك المركزي في إمكان خفض العجز من الناتج المحلي الإجمالي .

ويعتقد بعض الخبراء الاقتصاديين أنَّ السياحة قد تتسبب في تراجع أكبر للاقتصاد. وقال أحدهم "إذا استمرت الهجمات الارهابية وازدادت الأمور سوءاً، فإنَّ التأثير قد يكون كبيراً، بحيث يقتطع نقطة مئوية كاملة من النمو الاقتصادي."

-دعم طارئ لقطاع السياحة

تلك التأثيرات السلبية دفعت رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى تقديم خطة لعرض دعم طارىء على قطاع السياحة تتضمن منحة قدرها 87 مليون دولار وتسهيلات لتمكين الشركات من إعادة هيكلة ديونها، ولم يتضح بعد هل ستساعد الخطة القطاع المنهك والذى أصبح أكثر انهاكاً وتدهوراً من قبل خاصة مع تفجيرات الأمس.

-خسارة السياح

فلم تخسر تركيا السياح الروس فقط عقب اسقاطها طائرة حربية روسية قرب الحدود مع سوريا والتى ساهمت فى توتر العلاقات بين الدولتين وما تمر به روسيا من أزمة اقتصادية بل خسرت اليوم الكثير من السياح حول العالم .

وقال الخبير الاقتصادي في "مورغان ستانلي" اركان ارغوزيل إنَّ عدد السياح الروس هبط نحو مليون العام الماضي إلى 3.6 ملايين، وإنَّ ذلك الهبوط قد يتفاقم هذه السنة.

وأضاف "على أساس محادثاتنا مع ممثلي القطاع، لدينا الانطباع بأنَّ عدد السياح الروس قد يهبط وفقا للسيناريو الأكثر حدة إلى أقل من مليون هذا العام".

وأصبحت الأوضاع فى تركيا غير مبشرة للرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم الذين يحرص على إظهار أن الاقتصاد ماض في مساره على الرغم من ضعف حالة الامن وتكرار الانفجارات جعل الحزب الحاكم وأردوغان فى مأزق فلابد من إجراءات جديدة وسريعة للنهوض بالاقتصاد ودفع عجلة التنمية ووضع استراتيجيات لعودة السياحة للبلاد التى انهكها الإرهاب الاسود.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق