خالد جلال .. هذا الرجل من مصر

السبت، 23 يوليو 2016 04:41 م
خالد جلال .. هذا الرجل من مصر
هاني سامي

قليلا فى وطننا هم الفنانيين الذين يملكون مع مساحات ابداعهم حرفية أو ملكة الشأن الادارى لمؤسسة كبرى ، وابرز هؤلاء هو المخرج الكبير خالد جلال الذى قدم لمصر عددا كبيرا من الوجوه الجديدة على مستوى التمثيل وكافة المجالات المسرحية الاخرى عبر احد اهم المشروعات الفنية وهو " ستديو مركز الابداع "
خالد جلال احد اهم المخرجين الذين يحمل ابداعهم مساحة شديدة الخصوصية تميز ما يقدمه من ابداع دوما وهذا سببه النبوغ المبكر وتطوير نفسه بشكل مستمر منذ ان كان يدرس فى الجامعة بكلية التجارة وانشأ فرقة " لقاء " وحصل من خلال عروضها على الكثير من الجوائز كمخرج ومؤلف .
لم يكتفى خالد جلال بذلك فبعد بذوغ نجمه على مستوى جامعات مصر قرر ثقل موهبته فالتحق بمعهد الفنون المسرحية وأظهر تفوقا بالغا تسبب فى حصوله على منحة فى دراسة الاخراج بايطاليا وبعد عودته لم يكن هناك اكفأ منه لتولى مسئولية مسرح الشباب بقرار من رئيس الوزراء مدعوما بتزكية من وزير الثقافة ، وكان هذا امر فذا حيث لم يكن المخرج الشاب قد تخطى الثمانية وعشرون عاما ومع ذلك كان على قدر السئولية التى منحت له وحقق تطويرا ونجاحا مذهلا لمسرح الشباب فى تجربة فريدة من نوعها .
تسبب نجاحه رغم صغر سنه فى توليه العديد من المناصب المسرحية منها منصب مدير مركز الابداع الفنى ثم رئاسة البيت الفنى للفنون الشعبية و الاستعراضية والاشراف الكامل على مركز الابداع ومشروع ستديو الممثل ، ومنتوقف هنا بعض الشىء لنكشف عن كم المواهب والوجوه الجديدة التى اكتشفها خالد جلال فى اطار عروض مسرحية صادمة للنظام الحاكم وكشف عوراته وتعرية اخطاءه رغم تقديم تلك العروض على مسرح حكومى تابع للنظام الذى يهاجمه سواء قبل او بعد الثورة وهذا كان أمرا مدهشا واظن انه حدث لوجود بعض المسئولين الشرفاء الذين دعموا وجود خالد جلال وساندوه حينما هاجم النظام فى عقر داره عبر مسرحيات مثل " قهوة سادة " ، " بعد الليل " وغيرها الى ان وصل لخشبة المسرح القومى مخرجا لعرض " الاسكافى ملكا " .. واجه اتهام بأنه صار مدجنا واعماله تقتصر على مسارح الدولة فقط فانتهز اول فرصة وقدم عدة عرض ناجحة للمسرح الخاص منها على سبيل المثال " مرسى عاوز كرسى " ، " لما بابا ينام " وغيرها وكعادته حقق نجاحا كبيرا يخرس به كل الالسنة ولا يدل على ذلك سوى النجاح الساحق لمسرحيته الحالية " اهلا رمضان " على مسرح الهرم .
وسط ممارسة ابداعاته تصدى خالد جلال للادارة حينما تم اسناد إدارة صندوق التنمية الثقافية له وكانت فترة قصيرة تولى بعدها رئاسة قطاع الانتاج الثقافى وحتى الان وهو المنصب الذى رفضه الكثير بسبب حساسيته الشديدة لانه القطاع الذى ينظم الانفاق المالى على كل قطاعات وزارة الثقافة ولكن كعادته ابلى خالد جلال بلاء حسنا وقاد القطاع ومازال بخطى ثابتة واثقة ليثبت قدرات لافتة فى الادارة ايضا .
لم تتوقف ابداعات خالد جلال عندم المسرح ، فقد خاض تجربة التأليف السينمائى عبر عدة اعمال ايضا حققت نجاحا ملحوظا منها " الانسة مامى " و " 1/8 اشرار " وغيرها ويعرض له الان فيلم " عصمت ابو شنب " بطولة النجمة ياسمين عبد العزيز
كثيرا هى التكريمات وشهادت التقدير والجوائز التى حصل عليها خالد جلال ولكن ما يستحق الكثير من التأمل هو منحه مؤخرا الدكتوراه الفخرية من جامعة ميونخ الالمانية ، والامر الجيد هنا ليس فى الدكتوراه ولكن فى الجهة المانحة لها وحيثيات منحها لخالد جلال ، فا ميونخ من اهم واعرق واكبر جامعات العالم كما انها منحت نحو اربعة عشر عالما جائزة نوبل فى السلام ، اما لماذا منحت خالد جلال الدكتوراه فهذا هو الامر الذى يدعو للفخر هو الحيثيات كما ذكرنا فقد قالت ميونخ " نمنح الدكتوراه الفخرية للفنان والمخرج المبدع خالد جلال تقديرًا لأدواره وإسهاماته في الحقل الثقافى والفنى التنويرى وعلى مجهوده في نشر ركائز الثقافة العربية والقيام بالتثقيف الجماهيري والفنى لدى الشباب والحفاظ على الهوية الثقافية المصرية.
خالد جلال .. نشكرك على جهودك الثقافية والفنية فى وطنك ونشكر القدر انك مبدع من ارض مصر .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق