«فادية».. حكاية شقاء عمرها خمسون عامًا

السبت، 27 أغسطس 2016 06:53 م
«فادية».. حكاية شقاء عمرها خمسون عامًا
ياسمين عبدالفتاح-خديجة جاويش

امرأة خمسينية، رسمت تجاعيد وجهها ملامحها وبشرتها السمراء، رحلة شقاء لم تعرف يومًا طريقًا للراحة منذ أن باتت مسئولة عن أسرة بأكملها، أصيب زوجها بفشل كلوي، أبت أن تمتد يدها لجيوب الآخرين، حملت لواء الكفاح لأسرة متمردة على واقع أليم،.. كلمات قلما تصف حال «الست فادية».

رحلة يومية
مع الساعات الأولى من منتصف الليل تبدء «فادية» رحلتها لجلب قوت أسرتها حاملة على رأسها «طشت» به بعض الفطائر، متجهة إلى محطة قطار محافظة الشرقية في طريقها إلى قلب المحروسة، ومع شروق فجر يوم جديد تطأ قدمها القاهرة بعد رحلة تستغرق 7 ساعات يوميًا.

ومع آذان الظهر تصل «فادية» إلى رقعة أرض صغيرة بجوار مترو الدقي، لتبدء معاناتها اليومية واضعة قطعة ورقية على رأسها لعلها تحميها من شدة حرارة شمس الصيف، رافعة يدها إلى السماء أن تتحصل على مبلغ يسد جوع أسرتها.

صعوبات الحياة
«أيام سودة وأدينا عايشين، غليت عايشين ورخصت عايشين».. بيأس شديد وبصوت منخفض تستهل «فادية السيد محمد رمضان» حديثها معلقة على غلاء الأسعار، والتي تواجهه بمكسب يصل إلى جنيهان في الفطيرة الواحدة، معبرة عن حالة من الرضا اليقينية قائلةً: «راضية برزقي»، وتتحصل في اليوم ما بين 20 إلى 25 جنيهًا، تنفق منها على تعليم نجلها وعلاج زوجها.

أسرتها
تروي «فادية» قصة حياتها بنبرة صوت يملئها الحزن قائلة: «بناتى متعلمين معاهم دبلومات متجوزين وابنى طالب فى 3 ثانوى أزهري وزوجي لايعمل وبيغسل كلى على حساب الدولة، وعندي فيروس c من 8 سنين ومباخدش علاج له حتى الآن».

أمنياتها
تصمت السيدة الخمسنية للحظات، ثم تعود من جديد بصوت يشوبه الحزن، ودموع كادت أن تغطى على جفونها قائلة: «الدولة مبتساعدنيش بأي حاجة ولا مليم ولا بأخذ فلوس من أي شخص ونفسي أروح بيتي بدري وأعيش من غير بهدلة، ومعنديش دخل تاني».

معاناة يومية
أمنيات بسيطة تحلم بها سيدة في أواخر عمرها بعد أن نال منها الشقاء والتعب، تتمنى أن يصل صوتها لأحد من المسئولين لعله يكتب لها نهاية رحلة طويلة من العناء والمعاناة اليومية، في صورة تحية وتقدير من الدولة لكل أم صامدة لإنعاش فؤادها واشعارها بأن في هذا الكون انسان يذكرها ويهمه أخبارها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق