صور.. تفاصيل خطوبة أصغر عروسين في الدقهلية.. «العريس» يقلد محمد رمضان ويُطلق على نفسه «الأسطورة».. ووالده: لا مجال للسخرية من المشاعر.. و«القومي للمرأة»: جريمة سببها الفقر والجهل

الجمعة، 14 أكتوبر 2016 01:13 م
 صور.. تفاصيل خطوبة أصغر عروسين في الدقهلية.. «العريس» يقلد محمد رمضان ويُطلق على نفسه «الأسطورة».. ووالده: لا مجال للسخرية من المشاعر.. و«القومي للمرأة»: جريمة سببها الفقر والجهل
حمدي سليمان

حالة من الغضب سادت الأوساط الحقوقية والاجتماعية، عقب خطوبة طفلين لم يتجاوز عمرهما الحادية عشر عامًا، بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية.

وشهدت قرية دقادوس، مسقط رأس إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، بمركز ميت غمر، احتفال ضخم تجمع فيه المئات من أهالي القرية وسط أضواء الليزر، بحضور باقة من المطربين الشعبيين و6 راقصات، لإحياء خطبة الطفل يوسف ناصر حسن، 12 عامًا، على ابنة عمته غرام رضا محمد، 11 عامًا، واستمر الحفل حتى فجر اليوم التالي.

وتواصلت بوابة «صوت الأمة» مع والد الطفل العريس، الذى قال: إن الحفل كان لإعلان زواج أحد أبنائي، عبده، لكن الأنظار التفتت إلى شقيقه الأصغر.

وأكد والد الطفل، أن الطفلين على علاقة عاطفية ببعضهما البعض، مضيفا: «التليفزيون والأفلام وفيسبوك لم تترك طفلًا صغيرًا، هما يحبان بعضهما، فلماذا لا نحفظها منذ الصغر، ونحاول أن نربطهما ببعضهما البعض، إلى أن يكبرا ويتزوجا».

وتابع والد الطفل:« نحن فضلنا أن نقيم حفلا، يفرح فيه الجميع، ويقضي الجميع ليلة سعيدة، وأفرح بأبنائي في ليلة واحدة، ويشاركني في فرحتي جميع الأقارب والأهل والأصدقاء والجيران، وننشر السعادة بين الناس».

«حفل خطوبة ليس زواج»

وأكد والد العريس أنهما لن يتزوجا حتى يبلغا السن القانونية، وهما من اختارا الخطوبة، حيث اشترى والده شبكة بـ20 ألف جنيه، وتعاملت الأسرة مع الأمر بجدية، مضيفًا أنه لا مجال للسخرية من المشاعر، حتى إذا كانت مشاعر الأطفال، فالخطبة لا تعيق تعليمهما.


وانتقد ناصر حسن، والد العريس، ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: «لا دخل لأحد في حياتي وابني، أنا حر تمام الحرية، ومحدش له علاقة بي، وأنا لم أقم بشيء خاطئ، أنا قمت بحفل خطوبة معلنا لابني ولبنت أختي، ولو في خطأ أو ضرر لن أدفع إليه ابنتي»

وعلى خطى الفنان محمد رمضان، يمتلك العريس يوسف ناصر، أكثر من حساب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، جميعها تحمل اسم «الأسطورة»، وصور للفنان محمد رمضان، في دوره بمسلسل الأسطورة، فهو الفنان الذي اعتاد الطفل أن يفعل مثله ويقلده دائمًا.

«إدانات حقوقية»

وانتقد رضا الدنبوقي، مدير مركز المرأة للإرشاد، إقامة حفلات خطوبة وزفاف للأطفال، وقال إن تكرار حالات زواج الأطفال سببه عدم تنفيذ القانون، وعدم الالتزام بحقوق الطفل، وعدم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضد الوالدين، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الزواج المبكر يعنى بالضرورة حرمانًا من التعليم، ويعد مخالفة لنص المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لعام 2008، والتي تنص على أنه «لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج؛ للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيًا كل من وثق زواجًا بالمخالفة لأحكام هذه المادة»، وكذلك مخالفا للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر.

وقال «الدنبوقي» إن ما حدث هو تمهيد لزواج مبكر، ويعنى حرمان الأنثى من الفرص المتساوية في التعليم والتطور والنمو وفق اتفاقية حقوق الطفل، كما يعنى الانعزال عن الحياة العامة والمشاركة المجتمعية، وبالتالى فإن الزواج المبكر يوضح مدى الفجوة في التمكين ما بين الرجال والنساء.

وأوضح المدير التنفيذى لمركز المرأة للإرشاد والتوعية، أنه سيتقدم، السبت المقبل، بطلب للمحامي العام للتحقيق في الواقعة، وتقديم ذويهم للمحاكمة، فضلًا عن الاتصال بخط نجدة الطفل التابع للمركز القومي للأمومة والطفولة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأدانت نجوى الدماصي، مقرر المجلس القومى للمرأة بالدقهلية الواقعة، ووصفتها بـ«الجريمة»، وقالت: «الفتاة التي تتزوج قبل الـ18 سنة هي طفلة، لم تمنح فرصة كافية لتنضج من الناحية العاطفية والاجتماعية والجسدية والعقلية، ولم يتح لها المجال لتطوير مهاراتها وتنمية إمكاناتها المعرفية واكتشاف ذاتها ومعرفة مدى قدرتها على تحمل المسؤوليات العامة والأسرية وتصبح أسيرة وضع لم تتنبأ به وتنعدم مشاركتها في المجال العام».

وأرجعت «الدماصي» انتشار هذه الظاهرة في محافظة الدقهلية إلى «جهل وفقر الأسر في الريف، ما يجعلهم يتعجلون بزواج أبنائهم في الصغر لتحقيق مكاسب نوعية مثل العزوة والارتباط العائلي بين عائلتي العروسين».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق