انفراد.. انشقاق في صفوف «بيت المقدس».. مجموعة «التوحيد والجهاد» تطلب نقض بيعة «البغدادي» والعودة للقاعدة.. ومصادر تكشف: الفكرة بدأت من عناصر سافرت سوريا وهربت من التنظيم

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2016 06:11 م
انفراد.. انشقاق في صفوف «بيت المقدس».. مجموعة «التوحيد والجهاد» تطلب نقض بيعة «البغدادي» والعودة للقاعدة.. ومصادر تكشف: الفكرة بدأت من عناصر سافرت سوريا وهربت من التنظيم
عناصر "أنصار بيت المقدس"
سارة الحارث

كشفت مصادر قريبة من تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، عن أزمة اندلعت داخل صفوفه منذ حوالي الشهرين، وتحولت إلى تهديد بالانشقاق، لو استمر التنظيم في بيعة "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم داعش، التي تمت نهاية 2014. نقض البيعة يضرب صفوف «داعش» 


وأوضحت المصادر التي خيرت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات خاصة بـ"صوت الأمة"، أن هناك فصيل داخل "أنصار بيت المقدس"، كان ضمن صفوف جماعة التوحيد والجهاد، التي تأسست عام 2003 على يد الطبيب خالد مساعد، وكان تدين بالبيعة حينئذ لأسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، واستمرت على البيعة حتى تكًون ما عُرف بـ"مجلس شورى المجاهدين-أكناف بيت المقدس"، وبدأت فكرة بيعة "داعش" تجول بين أركان التنظيم الوليد، حتى أعلنوا البيعة فى التاريخ سابق الذكر.

سوريا حاضنة الإرهابيين 
وأضافت المصادر أن الاتصالات بين عناصر "أنصار بيت المقدس" في سيناء، وآخرين كانوا ضمن صفوفها سافروا إلى سوريا، كانت هى العامل الأساسي فى تحريك الانشقاق الداخلي، خاصة وأن الذين سافروا إلى سوريا، قد هربوا من "داعش"، وبعضهم تسلل إلى دول أجنبية ضمن اللاجئين، وآخرين انضموا إلى تنظيمات تتبع القاعدة، وقد أوعزوا خلال اتصالتهم بزملائهم فى سيناء، بنقض البيعة لأسباب غير معلومة للمصادر حتى الآن.

واستندت المصادر فى التأكيد على معلوماتها، على أن الإصدارات الأخيرة لأنصار بيت المقدس، تجاهلت كتابة توصيف "ولاية سيناء"، وهو الشعار الذي كان يكُتب على كل بياناتها المصورة منذ إعلان بيعتهم للبغدادي.

في نفس السياق كان تقرير لمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، الذي حذر فيه مما اعتبره ربيع جديد يتنظر تنظيم القاعدة.

وقال التقرير الصادر اليوم الثلاثاء، إن الهزائم المتلاحقة لتنظيم "داعش" يعني إنهاء لما اسماه بـ"مشروع الخلافة الداعشية"، متوقعًا أن يصب هذا الفشل في كفة تنظيم "القاعدة" من خلال ترويج الأخير لرجاحة فكرة على فكر "داعش" ومن ثم استقطاب "الدواعش" الفارين.

ورأى المرصد أن "القاعدة" سيكون في موقع قوي لأنه سيحاول الترويج لكونه التنظيم المحافظ على نفوذه في بعض المناطق رغم المنافسة الشديدة والمزايدات التي كان ينتهجها "داعش" ضده منذ الإعلان عن الخلافة المزعومة في يونيو 2014.

ومضى التقرير محذرًا من الاطمئنان لهذا التحول الأخير على الساحة السياسية، إذ يتعامل البعض مع أن "القاعدة" تنتهج في فكرها استهداف الغرب وليس المسلمين ما يعنى أن دولنا ستكون في مأمن من ضرباتها على عكس "داعش" الذي كان يستهدف الحكومات والشعوب العربية. وتابع أن فكر "القاعدة" لا يعنى أننا سنكون في مأمن كما نتصور خاصة أن التطرف "يغذي بعضه"، أي أنه قابل للتحول إلى أفكار أكثر تطرف مثلما حدث مع "داعش" المنشق عن "القاعدة".

عودة ازدهار القاعدة 
حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال لـ"صوت الأمة" أن صعود "القاعدة" وارد جدًا في ظل الفشل "الداعشي"، مشيرًا إلى أن "القاعدة" تمر بمرحلة فخر بفكر مؤسسها أسامة بن لادن الذي رأي الخلافة أمر مؤجل، وهو الشئ الذي استنكره "داعش" على "القاعدة" معتبره " تنظيم صاحب فكر مشوه".

ولفت إلى أن فشل "الخلافة المزعومة" يعنى نجاح مباشر لفكر "القاعدة" الذي يرى أن المشهد غير ممهد لـ"خلافة" بعد. وتوقع أن يتسبب هذا التحول في انتقال عناصر "داعشية" إلى "القاعدة" أو على الأقل تفريغ "داعش" من عناصره.

وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك، تبقى "القاعدة" تنظيم فقد قوته ولن يقوى على استغلال "الفشل الداعشي" بالشكل الأمثل من ترويج ومزايدة، مرجحًا أن يستقبل "القاعدة" البيعات المتوقعة باعتباره التنظيم الأوحد على الساحة وليس الأقوى.

بدوره قال مختار الغباشي، مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الحديث عن صعود للقاعدة في ظل تراجع "داعش" يجب أن يراعي فروق جوهرية بين التنظيمين، قائلًا إن "داعش" مثلُا لديه مقومات التمكن من الأرض والتصدى لقوى سياسية عسكرية تتصدى له، فيما لم يكن لدى "القاعدة" ذلك الأمر الذي قد يقلص من عملية انتقال "الدواعش" إلى "القاعدة".

ولفت إلى أن النتائج الممكن ضمانها بخصوص تراجع "داعش" تتمثل في تقلص عدد المنضمين إليه أو منع تمدده في مزيد من المناطق أو حتى إجباره على سحب قواته، مشيرًا إلى أن ذلك سيعمل على وقف تمدد "داعش" بشريًا، عكس ما كان يحدث خلال العامين الماضيين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق