أسباب الخارجية الأمريكية فى تصنيف «فتح الشام» تنظيمًا إرهابيًا (تحليل خبري)

الجمعة، 11 نوفمبر 2016 12:53 ص
أسباب الخارجية الأمريكية فى تصنيف «فتح الشام» تنظيمًا إرهابيًا (تحليل خبري)
فتح الشام "النصرة سابقًا"
محمد ربيع


على الرغم من أعلان «فتح الشام» -النصرة سابقًا- انفصالها عن تنظيم القاعدة الإرهابي مؤخرًا، إلا أن قرار الخارجية الأمريكية، الصادر منذ قليل، بإدراجها على قوائم الإرهاب، جاء ليؤكد على أن الشهور القادمة –من بداية يناير- سوف تشهد تغيراً نوعيًا فى السياسة الأمريكية الخارجية، خاصة فيما يرتبط بالملف السوري.


الخارجية الأمريكية تضع "فتح الشام" على قوائم الإرهاب


فقد وصف بيان وزارة الخارجية الأمريكية، مؤكدًا على أن الجماعة لا تزال تمارس نشاطها المُسلح، الشبيه بتنظيم القاعدة، في التحركات وأسلوب العمليات، رغم محاولات أميرها أبو محمد الجولاني نفي تلك التهمة، وهو أمر طالما غضت واشنطن الطرف عنه، بل تجاهلت الدعوات الدولية، التى رفضت أن تُمثَل الجماعة ضمن وفود المعارضة السورية، فى مؤتمر "جنيف2"، وتركت الكرة حائرة بين أقدام الروس والداعمين لـ«فتح الشام».
من الواضح أن معادلة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، قد ألقت بظلالها على القرار السياسي الأمريكي، منذ الوهلة الأولي، خاصة وأن رائحة توجهات «ترامب»، بدأت تفوح مع بيان الخارجية الأمريكية، وهناك إحتمال ثانٍ، أن دولة المؤسسات فى الولايات المتحدة، كانت قد قطعت بالقرار منذ فترة، لكنها وبحسب إستراتيجية "تحديد الأدوار"، تأخرت فى إصداره، لرفع الحرج عن إدارة الرئيس أوباما، التي كانت تتلاشي قدر الإمكان، الصدام مع الدول الإقليمية الداعمة للجماعة، والتى كانت تُسمي «فتح الشام» ضمن جبهات المعارضة المعتدلة، وتركت الدور الصدامي لسكان البيت الأبيض الجدد.

الإحتمال الأخير يدعمه تأكيد الوزارة عبر موقعها الرسمي، بأنها ستفرض عقوبات عسكرية على الفصيل، ومعاونية، معتبرة أن أي تعامل مع الحركة يحرم صاحبه من أي حقوق له على أرض الولايات الأمريكية، وتركت مصطلح "معاونيه" مفتوح للإجتهاد، ولم تقطع أن كانت تقصد دولًا بعينيها أم تنظيمات وكيانات.
في الـ 28 من يوليو الماضي، أعلن زعيم جبهة النصرة فك ارتباط جماعته المقاتلة في سوريا عن تنظيم "القاعدة"، بعد نحو 3 سنوات من القتال تحت رايتها.
إنهاء تبعية الجبهة عن القاعدة الأم، جاء بعد ضغوط خارجية ودولية وخاصة من الدول الداعمة للفصائل المسلحة السورية في حربها ضد «الأسد» حيث كانت مصنفة باسمها القديم ضمن قوائم الإرهاب الدولي، وأن مثل هذا القرار قد يساعد قياداتها في الجلوس على مائدة الحوار.
كما الحال في السابق حينما انضمت إلى الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض ثم تراجع الجولاني في اللحظة الأخيرة، بعدما رضخت للضغوط من مؤيدي فكرة الجهاد بالسلاح.
كافة المؤشرات، كانت تدل على أن أبو محمد الجولاني ما زال يسير بجماعته على خطى تنظيم القاعدة، وهو ما تضمنه بيان الخارجية الأمريكية الخميس، بأنه على الرغم من محاولات فتح الشام لتمييز نفسها عن جبهة النصرة من خلال وضع شعار جديد وعلم جديد، إلا أنه لا تزال المبادئ نفسها تحت هذا الاسم الجديد، وأنه سواء سمت نفسها فتح الشام أو النصرة فإنها لا تزال مجموعة تابعة للقاعدة في سوريا.
إلى جانب ذلك ظهر الجولاني في إطلالته الأولى بوجهه، وهو يرتدي نفس الزي العسكري الذي كان يرتديه بن لادن، ولم يقنع هذا التغيير الأطراف المحاربة للإرهاب في سوريا والمتمثلة في سوريا وإيران ودول التحالف، وهو ما أعلن عنه البيت الأبيض مجرد تغيير مسميات، مؤكدا استمرار استهداف التنظيم المتطرف.
وأيضًا مباركة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الانفصال عن القاعدة بشكل رسمي، وهذا ما يعزز فكرة أن ما قامت به النصرة ليس تحولا جذريًا بل سياسيًا للذهاب إلى دمشق عبر بوابة السياسة.
الأمر لم يكن سهلًا أن تتخلي القاعدة الأم، عن أقوى أذرعها المسلحة في بلاد الشام، لكن الانصياع السهل أكد أنها مجرد لعبة للهروب من قوائم الضربات الأمريكية والروسية.
وتخوض «فتح الشام» في الوقت الحالي معارك شرسة أسمتها «ملحمة حلب الكبري» هدفها فك الحصار النهائي عن المدينة بمساندة جيش الفتح الإسلامي، أكبر تكتل للفصائل المسلحة ضد قوات بشار الأسد والمليشيات الشيعية الموالية له، والمدعومة من إيران.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق