السلفيون في مؤتمر بالكويت: الأزهر ليس من أهل "السنة".. ومؤسس "الوهابية" من رموز الإسلام.. والمذاهب الأربعة من الفرق الهالكة.. وأزهريون: المؤتمر "مسيس".. والأزهر هو المعني بتحديد أهل "السُنة والجماعة"

الإثنين، 14 نوفمبر 2016 03:06 م
السلفيون في مؤتمر بالكويت: الأزهر ليس من أهل "السنة".. ومؤسس "الوهابية" من رموز الإسلام.. والمذاهب الأربعة من الفرق الهالكة.. وأزهريون: المؤتمر "مسيس".. والأزهر هو المعني بتحديد أهل "السُنة والجماعة"
سارة الحارث – حسن الخطيب


عقد عشرات من علماء السلفية –الوهابية- قادمون من 25 دولة عربية وإسلامية، مؤتمر بالكويت العاصمة، السبت الماضي، تحت عنوان: "المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة"، ردًا على المؤتمر الذي عقد نهاية أغسطس الماضي بالعاصمة الشيشانية "جروزني"، ونص في توصياته على استبعاد الفكر السلفي من مفهوم أهل السنة والجماعة.

 

وزعم الحاضرون بالمؤتمر الذي ترأسه مفتي موريتانيا، الشيخ أحمد بن المرابط، على أن الهدف من وجودهم هو: "الدفاع عن منهج أهل السنة والجماعة وتبرئته من تحريف الغالين وانتحال المبطلين"، متطرقين في بيانهم الختامي إلى أئمة المذاهب الفقهية الأربعة والألقاب التي عُرف بها أهل السنة لاسيما موقع السلف بين أهل السنة والجماعة.

 

وفي تليمح واضح إلى أن مذاهب أهل السُنة الأربعة، من الفرق الهالكة التي حذر منها الحديث النبوي، استقر الحاضرون على أن التعامل مع مذهب السلف كأنه مكوّنا من مكوّنات أهل السنة والجماعة "خطأ محض، بل هم أهل السنة والجماعة، وما عداهم من الفرق ممن خالفهم في الأصول أو تدثّر بشعارٍ غير شعارهم فرق ذمها رسول الله"، ويعتبر ذلك ردًا ضمنيًا على ما جاء في مؤتمر الشيشان الذي استبعد السلفيين تمامًا وتسبب وقتها في خلافات فقهية واسعة حول المفهوم المحكم لأهل السنة والجماعة، كما اُتهم المؤتمر "جروزني" بأنه محاولة لتأسيس ما اسموه بـ"الإسلام الروسي"، في إشارة إلى دور خفي لروسيا في تنظيمه.

 

ولتأكيد رؤيتهم وجه الحاضرون الدعوة إلى "جميع الطوائف" للعودة إلى ما اسموه بـ "السنة المحضة"، زاعمين إن كل ما هو غير سلفي لا يندرج تحت مسمى "أهل السنة والجماعة". واستشهدوا في ذلك بتجربة  أبو الحسن الأشعري، مؤسس المذهب الأشعري، الذي "رجع عن عقيدته الكلامية إلى عقيدة السلف أهل الحديث".

 

وهاجم البيان الختامي الذي القاه الشيخ عبدالعزيز السعيد، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الثورات والخروج على الحكام، مطالبين بالإبقاء عليهم حتى لو كانوا ظالمين.

 

كما رفض الحاضرون  نسب "جماعات الغلو والتطرف إلى رموز الدعوات الإصلاحية، ولا سيمًا ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب". 

واثار مؤتمر الشيشان الذي ترأسه شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، غضب السلفيين  وجدد التساؤلات حول المقصود بـ"أهل السنة والجماعة"، خاصة انه اقتصره على : "الأشاعرة وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكيةً".

 

وردًا على مؤتمر الكويت، ألمح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، أن المؤتمر "مسيس"، قائلًا "الأزهر ليس طرفًا في أي عملية سياسية، ولايمكن استدراجه للحديث عن دعمه لتيار معين على حساب تيار آخر، فالأزهر الشريف مؤسسة دعوية وتعليمية في المقام الأول لجميع المسلمين، ولايميز بين أحد منهم".

 

وأضاف فى تصريحات لبوابة "صوت الأمة" أن انعقاد مؤتمر بدولة الكويت عن التعريف بأهل السنة والجماعة أمر يرجع إليهم، فنحن لم نشارك فيه، ولن يكون الأزهر طرفا في أي عملية سياسية تدعم طرفا على حساب طرف آخر.

 

ومن جانب قال الدكتور عبد المهدي عبدالقادر، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن بيان مؤتمر الكويت تجاوز الأزهر في دوره ومنهجه، متسائلًا كيف لمجموعة من العلماء، أن تتفق على أن الأزهر بكل تاريخه ليس من أهل السنة والجماعة.

 

وأضاف أنهم زايدوا أيضًا على جماعات كثيرة في حين أن الحديث في "الأعمال العلمية يجب ان يكون مراعي الدقة كاملًا ومراعي الحق، بحيث تكون الكلمات كاملة التحقيق والوضوح".

 

وتسأل مستنكرًا كيف لمؤتمر ديني أن يتم بدون حضور ممثلين عن الأزهر، ونعترف به أو نسمع لتوصياته.

 

أما الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء، قال أن مؤتمر "جرزوني" والذي عقد في الكويت جاء ردًا على المؤتمر الشيشاني، وهي أمور سياسية في المقام الأول لادخل للأزهر الشريف بها.



وأوضح عثمان لبوابة "صوت الأمة" أن الأزهر معني بتعريف من هم أهل السنة والجماعة، وتعريف الأزهر لأهل السنة والجماعة لاتقوم على اقصاء فريق دون آخر، ولكنها توضح موقف الأزهر الشريف من تلك التيارات.

 

وشدد على أن الفقهاء الأربعة هم من أهل السنة والجماعة، ولا خلاف على ذلك، مبينا أن المذهب الآشعري الذي يسير عليه الأزهر هو المذهب الصحيح الوسطي، وهو من أهل السنة والجماعة، منبها أن الخلاف الذي يدور حول اهل السنة والجماعة، وفكرة الإقصاء والانتفاء حول أن كل فرقة تدعي الخيرية عن غيرها أمر معلوم، واخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم.

 

الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أكد على أن مؤتمر الكويت الذ عقد بالأمس ماهو إلا رد على مؤتمر الشيشان، وأن القول بأن المذهب الآشعري ليس بمذهب أهل السنة والجماعة فهو أمر غير صحيح فالمذهب الأشعري هو المذهب الصحيح والمذهب الوسطي الذي ينتهجه الأزهر وعلماءه.

 

واشار النجار إلى ضرورة النظر في توصيات المؤتمر، وعقد جلسة لهيئة كبار العلماء للنظر فيما ورد فيها من توصيات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة