«الأثاث».. صناعة ضائعة تبحث عن لقمة العيش

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 03:56 م
«الأثاث».. صناعة ضائعة تبحث عن لقمة العيش
هيثم مراد

ما إن تدخل دمياط، وتجلس على أحد مقاهيها، تجد أناس متوجعة.. متألمة.. بسبب توقفهم عن العمل، وتعطل ورشهم، وتشريد عمالهم، وعندما تتجول في شوارع المحافظة، تجدها خالية من معروضات الموبيليا، فلم تعد دمياط قلعة الصناعة كما عرف عنها، إنما يواجه أبناؤها الآن العديد من التحديات من أجل الاستمرار والحفاظ على «لقمة العيش».

وعندما تقترب من أحدهم، لا تجد إلا الحسرة والألم على مهنة ضاعت وسط غلاء أسعار الخامات، دون تحرك من المسؤولين، حيث بلغ عدد صناع الأثاث الآلاف.


«آلاف من العمال مشردة وصناعتهم ضاعت وبيوتهم خربت..لا بيع ولا شراء»، هكذا يحكي عمال صناعة الأثاث، بدمياط، مأساتهم لبوابة «صوت الأمة».

ويبدأ حازم مرجان، صاحب ورشة نجارة، حديثه، قائلا: «مشينا العمال من وقف الحال، بعد غلاء الخامات وارتفاع أسعارها الجنونية، اللي بتزيد يوميا، وضعف حركة البيع».

ويضيف محمد شهبو، عامل دهانات: «يوم نشتغل وعشرة لأ»، مؤكدا أن العمل لم يعد كالمعتاد، وأصحاب العمل هربوا من غلاء الخامات، فأصبح حالهم «موقوفًا»، كما أن عددَا من العمال تم تسريحهم بينما تم تقليل عدد آخر في أماكن أخرى.

ويقول محمد أبو النجا، أحد صناع الأثاث، «الورشة اتقفلت.. وبدور على شغل تاني عشان لقمة العيش، بعد ما اتأكدت إن مفيش فايدة من الاستمرار في المجال»، مضيفًا أنه أغلق ورشته، نظرًا لعدم تحمله نفقات العمل وموافقة متطلبات سوق العمل وأسعاره الغريبة، مشيرًا إلى أن استمرار العمل بهذا الشكل سيغتال الصناعة برمتها.

«صنع فى دمياط»

ومن جانبها، أقامت المحافظة، العديد من المحاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بإقامة معارض لترويج الأثاث الدمياطي، وتطوير صناعة الأثاث وإدخال تكنولوجيا جديدة.

وتدخلت الغرفة التجارية، لتفعيل التصدير، لكن دون تصدي لجشع التجار وهيمنة أصحاب مخازن الأخشاب، والمستوردين على الأسعار، والخامات التي أشعلت فتيل الأزمة منذ عدة شهور.

ويقول محمد زهران، أحد صناع الأثاث، «قبل البحث عن التكنولوجيا والتطوير لابد من توفير الخامات أولًا».

ويضيف محمد سلامة، أحد الصناع، «احنا بنبني حالة من الاحتكار مجددا، فمن يتعاقد على صفقات الخشب المصنع هم من أوقدوا النيران بأسعار الخامات والأمر هايفضل كده محلك سر».

«الكيانات العمالية»

وتناسى أعضاء الكيانات العمالية، بدمياط، دورهم في الحفاظ على مقدرات الصناعة وحماية أبنائها من الهجمات الشنيعة التي تشنها تجار الخامات واحدة تلو الأخرى، بل اكتفوا بالتصوير في المحافل والمؤتمرات.

يذكر أن العدد غير الرسمي الذي يعمل في صناعة الأثاث، يصل إلى نحو 45 ألف صانع في 28 ألف ورشة، بحسب اللجنة النقابية لصناعة وتجارة الأثاث «محل تأسيس»، بينما بلغ عدد المسجلين في نقابة البناء والأخشاب 6 آلاف ورشة ومعرض يعمل بهم ما يزيد عن 15 ألف صانع.



 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق