«السجاد اليدوي».. «في ذمة التاريخ» (فيديو)

الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 12:37 م
«السجاد اليدوي».. «في ذمة التاريخ» (فيديو)
سحر فاروق الحمداني

على الرغم من أن محافظة أسيوط، تشتهر من قديم الزمان بصناعة «السجاد السياحي اليدوي»، بمختلف العقد من الصوف، والحرير، وكذلك الكليم الأسيوطى الفلكلورى «الجوبلان» وكانت علامتها المميزة، إلا أن هذه الحرفة هجرها أربابها بعد أن واجهتها عقبات كثيرة ومنها ارتفاع أسعار الخامات، وعجز الصناع عن تسويق منتجاتهم، وانتشار مصانع السجاد المميكن والموكيت، وتراجع معدلات السياحة.

يقول أبو ضيف محمد أحمد، مدير جمعية السجاد السياحي، بأسيوط، أن صناعة السجاد اليدوي والجوبلان اندثرت في أسيوط، بعد أن كانت أسيوط هي الرائدة في صناعة السجاد اليدوي وتشتهر به على مستوى العالم، بسبب ارتفاع أسعار الخامات، وعدم وجود سوق لترويج المنتجات من السجاد والجوبلان، وهو ما دفع أصحابها الى ترك الحرفة.

وأضاف، أن محبي السجاد اليدوي والجوبلان، كانوا يأتون من جميع المحافظات، بالإضافة إلى الوفود الأجنبية من دول أمريكا، وإيطاليا، وبريطانيا، وروسيا إلى أسيوط، وكانوا يجدون متطلباتهم في السجاد من أشكال ورسومات وأحجام، وكانت «السجادة»، تباع بـ 4 آلاف جنيه، لافتًا إلى أن السجاد الأسيوطي من أعظم السجاد لانه خامات طبيعية من الصوف البلدي وخالية من الألياف.

وطالب «أبو ضيف»، أن تتبنى الدولة هذه المهنة وتوفر لها سوق للتصدير ويعاد إنتاج السجاد من جديد، وأن يوازي أجورها بأجور المهن الأخرى.

«أنواع السجاد اليدوي»

وأشار، إلى أنه أطلق عليه اسم السجاد الأسيوطي لأن أسيوط تشتهر به، وهو انواع منها في السنتيمتر المربع 6.15 عقدة، ونوع (9 و16 و25) عقدة، ومؤخرًا أصبح الـ(25 عقده و36) من فترة قصيرة، وكانت خامات السجاد الـ (6.15) عقده متوفرة، وغير مكلفة ولا يحتاج مكان مخصص واسع لانه ممكن تضع النول في الغرفة المتواجدين فيها وتستعمله في أي وقت صباحا أو مساءا، قائلًا: «بعد كده اللي عايز يرتقي أكتر يعمل السجادة الـ 9 عقده بتكون العقدة أصغر وأضيق وتتميز بالمتانة والجمال في الرسم».

ويقول: «كانت الفتيات تميل لهذه الصناعة أكثر من الذكور، وكنا بنأخذ البنات المتسربات من التعليم في جمعية السجاد السياحي ونقوم بتعليمهن وتدريبهن على الشغل والإنتاج واتقان الرسومات وكيفية تقسيم السجادة، حتي تصبح لديها خبرة عالية وبعد زواجها كنّا نعطيها نول في منزلها لمساعدة زوجها أو مساعدة أسرتها».

«انتهاء صناعة السجاد اليدوي»

وأشار «أبوضيف»، أنه عندما بدأت شركة دمنهور صناعة السجاد المميكن أنتجت سجاد خفيف وارخص في السعر، اتجه المواطنين لشرائه وتركوا السجاد اليدوي لغلاء أسعاره.

بعدها العمل في المهنة أصبح قليل وكل من لديه أنوال باعها أو سقف بيها بيته أو عمل منها سلالم، وحاليًا 1 % من أصحاب المهنة اللي شغّال فيها وأغلبهم للتسلية.

وأضاف«أبوضيف»: «الشغل اندثر والإنتاج واقف.. وعدم التسويق قضى على الصناعة، وعلشان نقدر نعيد الصناعة من الجديد لازم يكون فيه دراسة للتسويق وقتها يكون فيه أمل أن الشغل يرجع من جديد وممكن المنتج يتصدر ويجيب عملة صعبة لانه مطلوب فعلا في الدول الأجنبية».

وقال عبد الناصر حسين، أحد صناع السجاد، أن السجاد الأسيوطى يتميز بجودة خاماته وبراعة صانعه فى اخراج لوحه فنية رائعة، من حيث التصميم الذى يغلب عليه الطابع التاريخي، لافتًا أن قرى النخيلة ودرنكة وبني عديات ومنطقة الجاهدين وغرب البلد في مدينة أسيوط.

وأضاف، أن أسيوط اشتهرت بصناعة السجاد اليدوي والجوبلان قديما، لكنها اليوم أصبحت أطلال تنعي من بناها، ولم يعد لهذه المنتجات سوقا رائجا وفي الماضي كان يتم تسويق المنتجات في بازارات الأقصر وأسوان، لكن بعد الأحوال الاقتصادية المتردية لا يستطيع أحد شراء قطعة سجاد من الحرير الطبيعي الذي يصل سعر المتر فيه إلى نحو 5 آلاف جنيه، بينما يصل المتر في السجادة الصوف ألف جنيه.

وقالت عايدة حليم، أحد العاملات في صناعة السجاد، إن السجاد اليدوي كان من علامات أسيوط المميزة، أما حاليا فهي اندثرت تماما لأنها لم تعد تغطي تكاليفها، والسجادة الواحدة بتاخد حوالي 6 أشهر، ولا تجد من يشتريها، وأصبحت عبء على أصحابها مما جعلهم يتركونها وهو ما خلف عشرات العاطلين عن العمل الذين ورثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق