«القنال».. من «حي إجرامي» لـ «صرح تجاري» (صور)

الخميس، 08 ديسمبر 2016 01:32 م
«القنال».. من «حي إجرامي» لـ «صرح تجاري» (صور)
نيرمين الزهار

عالم آخر يجمع الأسر التي تعيش في مستوى متدني، بمقومات حياة شبه منعدمة، يحوي داخله جميع الجرائم، من السرقة والقتل والاغتصاب لتجارة المخدرات، هكذا يمكن وصف العشوائيات بصفة عامة، خاصة منطقة «القنال» العشوائية بمحافظة بورسعيد، التي توصف من قِبل المسؤولين والأهالي بـ «الإجرامية»، الذي أعلن المحافظ عادل الغضبان، البدء في تطويرها، لتحويلها من حي إجرامي إلى حي يمكن العيش فيه بطريقة آمنة.

«خارج نطاق الخدمة»، وصف دقيق لحي يعاني من عدة مشاكل في احتياجات الحياة الأساسية، بدءً من انعدام الصرف الصحي والكهرباء وعدم وجود مياه تصلح للشرب، إضافة إلى الجهل والأمية وانتشار المرض، كما أنها أصبحت مأوى للمجرمين وتجار المخدرات والسلاح.

قوارض، حشرات ناقلة للأمراض، كلاب ضالة تعقر المار أمامها، مشهد مأساوي ينشأ فيه الأطفال، فهذا الواقع الأليم لم يختاره أي طفل ممن نشأوا في هذه المنطقة، فالموت بات لا يفرق بين كبير وصغير في المنطقة.

وتقول فاطمة، إحدى ساكني حي القنال، «اللي في السجن على الأقل عارف هيخرج امتى وعارف إن خارج أسوار السجن حياة مستنياه، أما احنا هنا ميتين مش عايشين».

ومن منزل متهالك أفسدته عوامل التعرية، تروي فاطمة «أنا ساكنة هنا من 10 سنين بعد وفاة جوزي، وشغالة سريحة، ببيع حلويات للأطفال، احنا هنا مش عايشين بنتمنى الموت في كل دقيقة».

«احنا في غابة مش في منطقة، هنعيش ونموت محدش يعرف عننا حاجة»، بهذه الكلمات يشكو حسين نافع، الحال الذي وصلت إليه منطقة القنال، قائلا إن أبسط الحقوق التي يحتاجها المواطن وهي الأمان غير متوافرة، فالرجال يخشون الخروج من منازلهم للعمل وترك منازلهم لانعدام الأمن وتواجد مدمني المخدرات بشكل دائم في الحي، مؤكدًا أنه بين الحين والآخر تنشب مشاجرة بين البلطجية وبعضهم البعض وقد تجعل أهالي الحي لا يذهبون إلى أعمالهم للرعب الشديد في قلوبهم.

«البيوت انخفضت عن الأرض 70 سم، بقت عشش مش بيوت»، هكذا يشكو الحاج عودة الزيات، «فكهاني»، محذرًا من كارثة قد تحدث إذا حلت السيول على الحي في أي وقت، قائلا «هنبقى في تعداد الأموات»، فالشوارع الضيقة تحول دون وصول سيارات الصرف الصحي للشوارع، فالأهالي يلجئون إلى إزالة مياه الصرف بأنفسهم مستخدمين «الجرادل»، كما أنه في حال وقوع كارثة فإن سيارات الإسعاف أو المطافئ لم تتمكن من الوصول إلى شوارع الحي.

بيوت الدعارة والمشاجرات كان لها نصيبًا أيضًا من الشكاوى التي طالت المنطقة، فتقول نادية، إحدى السيدات في الحي، إن عدة مشاجرات تحدث يوميا في الشوارع بالسيوف والمطاوي، ما يثير الرعب في نفوس سكان المنطقة، كما أن هناك انتشار لبيوت الدعارة في المنطقة.

وقال المهندس جمال الباشا، رئيس حي العرب، إنه من الضروري تطوير الجزء الجنوبي الغربي في هذه المنطقة التي توجد خلف سجن بورسعيد، للقضاء على هذه العشوائيات، لما تضمه من أكشاك تستخدم في أغراض غير قانونية، واصفًا المنطقة بأنها حيوية.

وأضاف «الباشا»، أن المحافظ، وعد أن بورسعيد ستكون بلا عشوائيات في نهاية 2016، مشيرا إلى أن هذه المنطقة العشوائية ستتحول إلى صرح تجاري ضخم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق