تجديد الخطاب الديني يخلق انقساما داخل الأوقاف (تقرير)

السبت، 10 ديسمبر 2016 01:06 م
تجديد الخطاب الديني يخلق انقساما داخل الأوقاف (تقرير)
تجديد الخطاب الدينى - صورة تعبيرية
حسن الخطيب

حالة من الارتباك تعيشها وزارة الأوقاف، في ملف تجديد الخطاب الديني، خلقت أزمة داخل الوزارة بسبب ممارساتها مع الأئمة والدعاة، وأدت لحالة انقسام بين فريق مؤيد وآخر معارض.

ويرى فريق من أئمة الأوقاف أن ممارسات الوزارة في هذا الشأن، وضع الدعاة والأئمة على مفترق الطرق، وخلق أزمة لن تنتهي مع الأزهر، فبدلا من تكاتفهم والعمل في ظل استراتيجية واحدة، أصبح بينهم تنافس عدائي في تبني رؤية الرئيس لتجديد الخطاب الديني، فهم يرون أن المهمة موكولة للأزهر باعتباره المؤسسة الإسلامية الدعوية الرسمية، والأوقاف تعمل تحت مظلة الأزهر، وأن ممارسات الوزارة مع الأئمة والدعاة لا تليق بشعارات الوزارة، فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني، وتتمثل هذه الممارسات في عدم الاعتراف بنقابة لهم، وتدخلها في الخطبة تارة بالخطبة الموحدة، وتارة أخرى بالخطبة المكتوبة، معتبرين ذلك قتل للإبداع والاجتهاد، مع تدني المرتبات التي يتقاضاها الأئمة.

أما الفريق الآخر يرى أن الأوقاف تعمل وفق استراتيجية واضحة تتماشى مع رؤية الرئيس في ثورة التجديد، وأن الأوقاف مثلها مثل الأزهر لها دورها في تجديد الخطاب، ويروون أن الأزمة جاءت من الأزهر لأنه أقصى الأوقاف في هذا الشأن، معتبرين أن الممارسات التي تقوم بها الوزارة هي من صميم ضبط الخطاب الديني، وعدم إتاحة الفرصة أمام التيارات المتشددة من اعتلاء المنابر، وبث سموم أفكارها من المساجد.

وتعيش الوزارة حالة إنكار دائم بوجود أي خلافات بينها وبين الأزهر، وهذا ما أكده الشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني لبوابة «صوت الأمة»، الذي قال لا يوجد أي خلافات، مدللا على ذلك بأن أساتذة جامعة الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية وكبار علماء الأزهر تم ترشيحهم بعضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهو ما يؤكد على عدم وجود أي خلافات.

وتابع طايع، أن الوزارة تسعى جاهدة وفق رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في قضية التجديد، وما تقوم به الوزارة في مسألة خطبة الجمعة هو حماية منابر المساجد من اعتلاء التيارات المتشددة لها، ومحاربة جميع أشكال التطرف، منوها أن الوزارة لا تقتل الإبداع مطلقا، وإنما تقوم بتنميته، فتنظم دورات تدريبية للأئمة والدعاة بشكل مستمر، بالإضافة إلى اختيار الأئمة المتميزين للاستفادة بخبراتهم في العمل الدعوي.

وأوضح وكيل أول الوزارة أن الوزير أدرج في خطة التجديد إعطاء كل مسجد مكتبة دينية واسعة لإطلاع الإمام على الكتب بها، بالإضافة إلى كتاب خطب الجمعة لوزير الأوقاف، والذي يتم منحه بالمساجد لاطلاع الأئمة عليه، أكبر دليل على أن الوزارة تعمل على تنمية الإبداع، موضحا أن مرتبات الأئمة والخطباء شهدت زيادة واضحة في عهد الدكتور مختار جمعة، وتم عمل كادر خاص للأئمة بلغ قيمته ألف جنيه بالإضافة إلى الراتب، ونوفر بالمساجد أماكن إقامة ومعيشة للأئمة.

وأضاف طايع: «لم نمنع وجود نقابة للأئمة، ولكن يجب أن يكون لها كيان قانوني بالتوافق مع الوزارة، وهو ما يتم مناقشته في البرلمان حاليا، لإنشاء نقابة خاصة بالأئمة، معلنا فتح باب الوزارة أمام أي شكاوى للأئمة وحلها على الفور».

في المقابل يؤكد الشيخ محمد البسطويسي نقيب الأئمة، على أن ممارسات الوزارة ضد الأئمة، هو حجر لأفكارهم وإبداعهم واجتهادهم فكريا ومعنويا وتكميم أفواههم، مشيرا إلى أن الوزارة تنتهج نهج التدخل وإحكام السيطرة، وليس تنمية الإبداع كما تدعي، ومنها عدم اعتراف الوزارة بالنقابة.

وقال البسطويسي: «الوزارة تعني مطلقا بشؤون الأئمة والدعاة، ولهذا رفضت نقابتنا الخاصة بالأئمة، فنحن أنشأنا نقابتنا وفقا للقانون منذ 2011، ولها رقم إشهار بموجب اتفاقيات تشكيل النقابات المستقلة للدفاع عن حقوقهم»، منوها أن مشروع إنشاء نقابة مطروح أمام البرلمان حاليا لمناقشتها.

وينضم للرأي المعارض الشيخ محمد الساعاتي، أمام وخطيب بالأوقاف، يؤكد أن التجديد ليس من اختصاص الأوقاف فقط، وإنما من اختصاص الأزهر ودار الإفتاء، وكان لابد أن يكون هناك تنسيق للجهود في هذا الشأن، منوها عن أن الوزارة حولت تجديد الخطاب لهدف سياسي، مبينا أن الخلافات بين الأزهر والأوقاف واضحة، وهو ماينذر بكارثة فالتنازع بين المؤسسات الدينية سيفقد من ثقة الناس فيها، ولابد من إعادة النظر من جديد في العلاقات بين المؤسسات الدينية وبعضها للإتفاق وليس الاختلاف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق