محمد بدران.. الحقيقة والتاريخ (6)

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 01:36 م
محمد بدران.. الحقيقة والتاريخ (6)
محمد بدران

لقاء تلفزيوني «وهمي» مع مستشار البيت الأبيض جون انديليند..

في لقاء تلفزيوني «وهمي» أعلن بدران عن تدشين منظمة «مستقبل وطن الدولية للشباب»، كمنظمة عالمية تضم جميع الشباب على مستوى العالم، بهدف تخريج أجيال شبابية جديدة مترابطة وممكنة ومؤمنة بالقيم وقادرة على وضع حلول لجميع المشكلات والتحديات التي تواجه العالم بأثره.

وملأ «بدران» كافة وسائل الإعلام بتصريحات مباشرة عن تفاصيل لقاء خاص جمعه مع مستشار البيت الأبيض السابق، بالولايات المتحدة جون انديليند- بحسب مزاعمه، كما أصدر أوامر للمكتب الإعلامي لحزب «مستقبل وطن» بنشر مقتطفات من تسجيل مصور لبدران مع انديليند باعتباره لقاءًا هامًا اختص به المستشار الإعلامى والسياسي السابق للبيت الأبيض على فضائية «سي إن سي سي» الأمريكية بدران.

لكن المفاجأة التي تمثل فضيحة لرئيس حزب مستقبل وطن السابق، والتي جائت عقب محاولات التأكد من صحة اللقاء، هو أنه لا يوجد شخص يسمى جون انديليند، عمل كمستشارًا للبيت الأبيض، كما أنه لا توجد أى فضائية أمريكية تسمى «سي إن سي سي»، التي تحدث عنها بدران.

وبالبحث باسم «جون انديليند»، وجد أن صفحته الخاصة على موقع «لينكد إن»، تؤكد أنه يعمل في مجال العلاقات العامة، والتدريب على مهارات التواصل الاجتماعي والإلقاء. كما أنه عمل لسنوات طويلة في مجال سلامة الطرق السريعة.

وبمشاهدة المقطع المصور، نجد عدد من السقطات التي توضح أن التسجيل غير حقيقي، فمع بداية التسجيل نجد أن المذيع، بالتأكيد، يتحدث باللغة الإنجليزية، في حين يرد بدران بالعربية ولا يوجد أي ترجمة للإنجليزية تظهر على الشاشة، كما أن المذيع لا يرتدي سماعة أذن تمكنه من سماع ترجمة لحديث بدران وكذلك بدران لا توجد أي سماعة أذن لديه لترجمه أسئلة المذيع والمعروف أن بدران مستواه في اللغة الانجليزية ضعيف للغاية.

كما نجد أنه مع حديث المذيع الأمريكي المزعوم، هناك ترجمة للغة العربية تظهر على الشاشة، وهو ما يتنافى مع العقل، فما فائدة الترجمة للعربية بالنسبة للمشاهد الأمريكي؟

وبالنظر إلى شريط الأخبار «نيوز بار»، الذي يظهر في خلفية الاستوديو، نجد أنه لا يعرض أي أخبار أو حتى شعار القناة المزعومة، ولكنه يعرض فقط كلمات تتكرر مثل «أخبار الرياضة» و«النشرة الجوية» و«الأخبار العاجلة» باللغة الإنجليزية.

كما أنه من الملاحظ أن وضعية جلوس المذيع والضيف «غير منطقية»، فتظهر قدم المذيع ملاصقة لمقعد بدران. ونجد أنه لا يوجد فاصل زمني بين سؤال المحاور وإجابة الضيف، وهو ما يؤكد على أن الحوار التلفزيوني وهمي.

إقالة أم استقالة؟

في توقيت مفاجئ وبطريقة أحدثت جدلا واسعا، أصدر محمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن في 24 اغسطس 2016 ، قرارًا رسميًا بتفويض المهندس أشرف رشاد أمين عام الحزب، بكامل صلاحيات منصب رئيس الحزب، وهو ما أعاد إلى الأذهان حالة الجدل والغموض التي صاحبت سفر بدران إلى الولايات المتحدة منذ مايقرب من 10 أشهر لاستكمال دراسته والذي اعتبره البعض وقتها إبعادًا عن الحزب، حتى جاء قرار التفويض ليعيد نفس الشكوك والتساؤلات على نفس الألسنة، هل ماحدث مجرد تفويض إدارى مؤقت أم أن هناك أمرا آخر خلف الكواليس؟

وأشارت بعض المصادر، داخل الحزب أن قرار بدران بتقديم استقالته جاء كخطوة استباقية قبل أن تتم إقالته بسبب سفره المفاجيء لأمريكا بزعم استكمال دراسته، بينما أشارت مصادر أخرى أنه تمت إقالته بالفعل لكن حدثت مشاورات بين الطرفين «الحزب وبدران» للخروج من المأزق بأكثر الصور قبولًا لدى الرأي العام لاعتبارات إنسانية تخص مستقبل بدران، بعد أن رفض بدران العودة إلى مصر لمباشرة مهام عمله كرئيس للحزب مفضلًا مصلحته الشخصية باستكمال إقامته في أمريكا.

وأشارت ذات المصادر، إلى أن اجتماعًا موسعًا لقيادات الحزب تم قبل إعلان استقالة بدران، خرجوا فيه بقرار إقالته وتم الاتصال به وتخييره ما بين العودة إلى مصر وما بين تقديم استقالته، وإلا سيعلن خبر إقالته، ففضل التقدم باستقالته بشكل شخصي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق