المهندس مايكل منير عضو الحزب الجمهوري يكشف علاقة الإخوان بالإدارة الأمريكية السابقة.. وسياسات ترامب المقبلة تجاه مصر (حوار 1- 2)

السبت، 24 ديسمبر 2016 12:13 م
 المهندس مايكل منير عضو الحزب الجمهوري يكشف علاقة الإخوان بالإدارة الأمريكية السابقة.. وسياسات ترامب المقبلة تجاه مصر (حوار 1- 2)
مايكل منير أثناء حديثه لـ«صوت الأمة»


العمليات الإرهابية تتم بمعرفة ملوك ورؤساء الدول.. والسعودية دعمّت 21 إرهابيًا من منفذي هجمات 11 سبتمبر 

الكشف على«الإيميلات المسربة» يوضح علاقة كلينتون بالإخوان.. وكانت تعلم تخطيطهم ضد المسيحيين

«أوما عابدين» كلمة السر في علاقة إدارة أوباما بالإخوان

تجديد الخطاب الديني يبدأ من الأزهر.. والحياة السياسية في مصر انتهت


أجرى الحوار في القاهرة- شارل فؤاد المصري:

قال مايكل منير، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ليس عضوًا تقليديًا، خاصة وأن موضوع المهاجرين كان ضمن أقوى العوامل التي أدت إلى فوزه، كما أن اختياره للقادة الذين يعملون معه يعد اختيارًا متشددًا، لذا فإنه يتوقع تغيير سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه مصر والشرق الأوسط.

وأكد منير، في حواره لبوابة «صوت الأمة»، أن جماعة الإخوان المسلمين كان لها دورًا كبيرًا داخل البيت الأبيض، وكشف عن دعم السعودية لعدد من المتورطين في أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية.. وإلى نص الحوار:


- بصفتك عضو في الحزب الجمهوري الأمريكي.. كيف تقيّم فوز مرشحكم دونالد ترامب؟
من أهم أسباب فوز مرشحنا الجمهوري دونالد ترامب، العوامل الداخلية وأبرزها فشل الحزبين الجمهوري والديموقراطي بصفة عامة .
لا يعتبر ترامب عضوًا في الحزب بالشكل المعتاد؛ لأن أعضاء الحزب دائمًا ما يترشحون ،ترامب ليس عضوًا تقليديًا، كما أن عوامل فوزه تعود لأسباب داخلية بحتة، كالهجرة والعشوائية.

- ما هذه الأسباب؟
أول هذه الأسباب الهجرة؛ فالولايات المتحدة لديها 12 مليون مهاجر غير شرعي من دولة واحدة، هي المكسيك، أبناؤهم يدخلون المدارس والمستشفيات على نفقة الحكومة الأمريكية، ما يجعلهم عبئًا على الدولة، كما أنهم لا يدفعون ضرائب «بيشتغلوا من تحت الترابيزة».

أما العامل الثاني لفوز ترامب، فيتمثل في الاتفاقيات التجارية التي وقعت عليها الولايات المتحدة مع الصين في التسعينيات؛ فكانت نتائج هذه الاتفاقات، انفتاح السوق الأمريكي في الصين، وفي الوقت ذاته، أغلقت الصين السوق مع أمريكا، ولم تفتحه بالقدر المطلوب ليصبح هناك تبادل تجاري متكافئ.

وشعر الأمريكيون أن الانفتاح مُضر؛ لأن الصناعات الثقيلة-خاصة الحديد -هربت إلى الصين، وظلّ المواطنون دون عمل، في ظل خفض الصين لعملتها عن قصد بمستوى معين، وارتفاع الدولار أمام العملة الصينية، كي يلجأ العالم بأكمله لشراء المنتجات الصينية نظرًا لتدني سعرها.

- هل تقصد أن ترامب جاء ليكافح مثل هذه الأمور؟

نعم، ترامب جاء من ولايات ديمقراطية، مثل ميتشجن، ويسوكنسن وبنسلفانيا، فكل هذه الولايات ظلت طوال 20 عامًا تصوّت للديمقراطيين، وهذا يعني أن الحزب الديمقراطي فقد الاتصال بقواعده الشعبية؛ لأن القواعد الأهم للحزب الديمقراطي هي الاتحادات، خصوصًا اتحاد العمال؛ لأنه كان أقوى اتحاد يشجع الحزب الديمقراطي وينجحه، وتعد الولايات الثلاث ولايات صناعة، فميتشجن تشتهر بصناعة السيارات، وبنسلفانيا بالحديد والصلب.

وهناك تأثير قوي لاتحادات العمال في الانتخابات الأمريكية، فلا يمكن لأي مرشح الفوز دون التواصل معها، وفي هذا الوقت كان العمال يشعرون بالملل، فأحوالهم متدهورة، حيث يتم فصلهم.

مكسب ترامب هو أولا داخلي، أما بالنسبة لرؤيته السياسية الخارجية، استطيع القول بأنه لم يدرسها بعد.

- يُصنّف ترامب بأنه من اليمين المتطرف، وهو الذي يحكم العالم في فرنسا ونيوزلندا.. كيف تُقيّم ذلك وأنت خبير في السياسة الأمريكية وعضو بالحزب؟
ما يقال عنه اليمين المتطرف، يجب أن نسأل من يقول عنه هذا؟ الديمقراطيون اتهموا ترامب بأنه من اليمين المتطرف لأنه تحدث بشدة عن المهاجرين، أما العرب اتهموه بأنه من اليمين المتطرف لأنه تحدث بشدة عن العرب، خاصة الإرهابيين الإسلاميين.

- لكن هو تحدث عن المسلمين؟
ترامب أوضح وجهة نظره وصححها فيما بعد؛ فهو كان يتحدث عن من يدخلون الولايات المتحدة دون معرفة أحد، فهناك من جاءوا من سوريا مع اللاجئين وارتكبوا حوادث إرهابية في فرنسا وألمانيا.

- هل ترى أن الفرحة في الشرق الأوسط بمجيء ترامب هي بمثابة التصويت العقابي غير الرسمي لكلينتون؟
الشعب المصري بصفة عامة عاطفي، يُحركه أي شيئ، فعندما ترشحتُ على قائمة الحزب الجمهوري في 2005، كان يُطلق على هذا الحزب «الحزب العنصري المتطرف الذي يكره مصر»، أما الآن أصبح الحزب هو الأفضل للمصريين، والحزب لم يغيّر سياسته، بل أن الإعلام هو من غيّر طريقة التعاطي مع الحزب بناءً على سياسات الدولة.

سياسات الحزب كما هي، السياسات الداخلية هي تشجيع الاقتصاد، خاصة عن طريق خفض الضرائب وتشجيع الشركات الصغيرة في النمو؛ ليصبح هناك فرص عمل، أما السياسة الخارجية هي القوة، أي قوة الولايات المتحدة، وليس ضعفها أو تفكيكها أو انحناءها كما فعل أوباما.

أما عن اختيارات ترامب، فهي اختيارات متشددة، ويتضح هذا في اختياره لمستشار الأمن القومي، فهو يختار الصقور والعسكريين؛ لأنه يرى أن صورة انحناء أوباما أمام ملك السعودية، التي نتذكرها جميعًا، مثلت رمزًا لتفكير أوباما السيكولوجي خلال الـ 8 سنوات، في إدارته للعلاقات الخارجية؛ فالولايات المتحدة تراجعت أمام أعدائها الصغار.

- هل تعتبر الولايات المتحدة السعودية عدوًا؟
في الوقت الحالي نعم، فما يُعلن يختلف عما يتم نشره في الصحف، فالولايات المتحدة كانت تعلم بأن الحكومة السعودية دعمت 21 إرهابيًا ممن نفذوا أحداث 11 سبتمبر الإرهابية.

والعالم كله رأى المشاجرة طوال السنوات الماضية للكشف عن الـ 38 صفحة الذي تم إخفاؤها بأمر رئاسي من الكونجرس عن من الذي ارتكب أحداث 11 سبتمبر، والملك الحالي وهو أمير الرياض يُقال إنه كان له دخل في أحداث 11 سبتمبر، وهذا يقال على الملأ في الإعلام الأمريكي.

- هل يؤيد هذا الحديث من الكونجرس أو الحكومة أو إدارة دعم اتخاذ القرار؟
الحكومة الأمريكية والكونجرس لم يسمحا بإعلان هذا التقرير، حيث تم إخفاؤه طوال 15 عامًا، منذ أحداث 11 سبتمبر وحتى الآن.

- لماذا لا يتم تجميد أموال السعودية؟
إذا عدنا لحديث ترامب عن السعودية في الحملة الانتخابية، ستجد أن هناك تغييرًا تجاه السعودية، التغيير سيكون نحو التشدد، فإذا نظرت لتصريحات مستشار الرئيس الحالي الذي تم اختياره للأمن القومي، وهو جنرال سابق ورئيس المخابرات العسكرية، ستجد أن تصريحاته تقول إن العمليات الإرهابية تتم عن طريق رؤوساء وملوك الدول، فهم من يسمحوا بأن تتم العمليات في أوتارهم، وبالتالي يجب التعرض لهؤلاء، فإذا أردت إيقاف العمليات الإرهابية أوقف الرؤساء والملوك في هذه الدول، الذين يسمحون بفعل هذا.

بالرغم من خطاباته ضد الإسلام والهجوم الشرس عليه، إذا نظرت لتصريحات ترامب، ستجد أنه لم يتراجع عما قاله، ما يعني أن السياسة المقبلة هي سياسة النسر.

- من المعلوم أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات لا تتغير سياستها بتغير رؤساءها.. هناك سياسات محددة سلفا يأتي رئيس لينفذها.. هل تعتقد أن ترامب سيقف أمام المؤسسات الديمقراطية التي تحكم الولايات المتحدة؟
ما قلته صحيحًا، لكن هذه القاعدة تم كسرها في 2006، عن طريق جورج بوش الابن؛ لأن خطابه في مركز دعم الديمقراطية في أمريكا عن عدم مساندته الديكتاتوريين على حساب حقوق الإنسان، كان نقطة تحول في السياسة الأمريكية بأكملها، حيث استطاع تغيير سياسة 40 سنة مضت، وبعد هذا الخطاب بـ 4 أعوام بدأت الدومينو تسقط في العالم العربي.

ترامب من الممكن أن يتصدى لهذا ويُغيّر الفكرة، فالكونجرس الآن- بغرفتيه الشعب والشورى- يقف في صفه، فهما الذراع الثانية في العملية الديمقراطية، أما المحكمة الدستورية فليس لها دور سوى الفصل في الدستور ومخالفاته، لذا ترامب لديه الأصوات التي تسمح له بتمرير أي قانون أو مشروع قانون من الكونجرس.

وفي بعض الأحيان، الديمقراطيون يوجد منهم مجموعة تُسمى «الديمقراطيين الجمهوريين»، أو ديمقراطيي الرئيس ريجان، وهي مجموعة تؤمن بأفكار الحزب الجمهوري لكن نظرًا للمناطق التي تتواجد بها، يتم ترشيحهم عن الحزب الديمقراطي، وتمثل هذه المجموعة نسبة كبيرة من الحزب الديمقراطي في الكونجرس، وبالتالي سيتحررون من الحزب ويمكن أن يصوتوا لصالح ترامب ليتخطى نسبة الـ 70%، وهي النسبة التي يحتاجها لتمرير أي قانون إذا أوقف له شيئ.

لكن هذا لا يعني أنه سيتم إجراء تغييرات في اليوم الأول، فهناك ضغوط وتغييرات غير معلنة، كما سيوجد سياسات معلنة.

- هل تعتقد أن يحدث تغير في السياسة الأمريكية تجاه مصر والشرق الأوسط؟
بالطبع، ستختلف عن سياسة أوباما وكلينتون؛ لأن سياستهما كانت معلنة، فعندما جاءت كلينتون إلى مصر عقب ثورة 25 يناير رفضت مقابلتها؛ لأنه كان من الواضح أنها جاءت لتحدث انقسامًا طائفيًا، فهي تريد أن تقابل المسلمين وحدهم، والمسيحيين وحدهم، كما أنها كانت تعمل مع السلفيين «من تحت لتحت»، وأرادت أن تعطي شكلا على أنها تقابل القيادات المسيحية؛ لذا رفضتُ بشدة مقابلتها.

وتختلف رؤية كلينتون وأوباما تجاه الشرق الأوسط عن ترامب، وربما يتضح هذا من السياسة العامة في سوريا.

- على ذكر سوريا.. هل تعتقد أن الوضع سيتغير على مستوى الجغرافيا أقصد على الأرض بعد مجئ ترامب؟
نعم، سيتغير الوضع للأفضل، فأي رئيس أمريكي في العام الأخير من حكمه لا يستطيع اتخاذ قرار، ويصبح مثل «البطة من غير جناحات بتقل قوتها».

- هل كان هناك دعم عسكري من الإدارة القديمة في الشهرين الماضيين؟
نعم، تغير الوضع كثيرًا، فسقوط حلب كان بتمويل وضغط أمريكي، ورجوع حلب الآن أيضًا بضغط وتكتيك أمريكي، فالجيش الأمريكي أطلقت يديه ليفعل ما يحلو له، والقيادات في الجيش تعلم أن سياسة أوباما في الشرق الأوسط كانت خاطئة، لكنني لا أعتقد أن أوباما أعطى أوامر بأن يكون هؤلاء دون أسلحة.

- هل تؤيد ما يُقال بأن أوباما كان يدعم الإرهاب في الشرق الأوسط؟
بالتأكيد، عن طريق سياسته والعمليات الخاصة التي لم نسمع عنها شيئا حتى الآن، والخطابات التي نُشرت في ويكيلكس، فهذه التسريبات كانت تؤكد أن هيلاري كلينتون كانت تعلم اعتداءات الإخوان على شباب الثورة في مصر، وتخطيطهم ضد المسيحيين والأقليات ولم تفعل شيئًا.

غدًا الحلقة الثانية من الحوار...

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة