مايكل منير عضو الحزب الجمهوري يكشف علاقة الإخوان بالإدارة الأمريكية السابقة.. وسياسات ترامب المقبلة تجاه مصر (حوار 2-2)

الإثنين، 26 ديسمبر 2016 06:51 م
مايكل منير عضو الحزب الجمهوري يكشف علاقة الإخوان بالإدارة الأمريكية السابقة.. وسياسات ترامب المقبلة تجاه مصر (حوار 2-2)
المهندس مايكل منير يتحدث لبوابة «صوت الأمة»

- مؤسسة قطرية أكبر متبرع للإخوان في أمريكا
-
ترامب صفع أوباما وكلينتون باستقباله للرئيس
- تجديد الخطاب الديني يبدأ من الأزهر.. و
لا أريد إرهابيين في مجلس النواب

أجرى الحوار في القاهرة - شارل فؤاد المصري

قال مايكل منير، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ليس عضوًا تقليديًا، خاصة وأن موضوع المهاجرين كان ضمن أقوى العوامل التي أدت إلى فوزه، كما أن اختياره للقادة الذين يعملون معه يعد اختيارًا متشددًا، لذا فإنه يتوقع تغيير سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه مصر والشرق الأوسط.

وأكد منير، في حواره لبوابة «صوت الأمة»، أن جماعة الإخوان المسلمين كان لها دورًا كبيرًا داخل البيت الأبيض، وكشف عن دعم السعودية لعدد من المتورطين في أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية.. وإلى نص الحوار (2-2):


- هل تعتقد أن المرحلة المقبلة بين الإدارة الأمريكية والمصرية ستشهد ازدهارا بخلاف ما كانت عليه في عهد أوباما؟

هذا يتوقف على أشياء عديدة، أولًا تقدم مصر في ملف الحقوق والحريات وإطلاق سراح الشباب المعتقلين عن طريق الخطأ أو غيره، والرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ العملية بذكاء سياسي، علمًا منه بأن هذه القضية أصبحت محورية مع الولايات المتحدة.

وعندما ينتهي هذا الموضوع سيزيل أيادِ أعضاء التشجيع الإخواني في الولايات المتحدة.

- هل يوجد أعضاء من التشجيع الإخواني في الولايات المتحدة؟

نعم، وتستطيع أن تجدهم في المجتمع المدني وكُتّاب اليسار والحزب الديمقراطي.

- من دفع لهم ليدعموا الإخوان؟

عندما ترى مكتب «بروكن انستتيوت»، ستجد أن أكبر متبرع لهم، هي مؤسسة قطرية، تستطيع أن تعرف من يدفع لهم بشكل رسمي وغير رسمي.

- إذن؛ كيف تتم مقاوتهم؟

يمكن مقاوتهم باستراتيجية عامة تضعها الدولة المصرية. مصر بالفعل اتخذت خطوات، لكنها ضعيفة، حيث اعتمدت على مجهودات اللوبي المدفوع له، ففي أمريكا هناك لوبي شخصي من أبناء الدوائر، ولوبي مدفوع له وهو شركات يعمل بها سياسيين سابقين.

ورغم عمل اللوبي المدفوع له سواء من الإمارات أو مصر بشكل إيجابي إلا أنهم لم يصلوا إلى المستهدف، وهو تحويل هذه الجماعة إلى جماعة إرهابية في نظر المجتمع عن طريق الحراك الشعبي.

- ما هي الآليات التي يمكن بها تحقيق ذلك؟

المصريون في الخارج هم أكبر آلية، لكن، كي تستطع إيصالهم لهذه النقطة يجب أن تلتزم مصر كدولة بعدة ملفات، من بينها ملف الديمقراطية، فهناك مشاكل كبيرة مثل الشباب وقانون التظاهر، وعندما يتم الإفراج عن جميع الدفعات سنصل للمستهدف.

- بالفعل تم الإفراج عن أول دفعة من المعتقلين ممن لم يكن له سجل جنائي..

المحكمة الدستورية أقرت بعدم دستورية بعض مواد قانون تظاهر، مثل المادة رقم 10، إلا أن مجلس الوزراء قال إنه سيتم تغيير هذه المادة فقط.

وفي الولايات المتحدة هناك قانون تظاهر يسمح لك بحجز مكان للاحتجاج في الأماكن الحساسة، لذا يجب على مصر كدولة تريد ترسيخ مبادئ الديمقراطية أن تكون قراراتها متماسكة مع الشعب في هذه الحالة، وهذا لن يؤثر على الأمن القومي المصري، لأن الشعب المصري بدأ يشعر بالإرهاق من التظاهر، والاتجاه الآن أصبح للحالة الاقتصادية بشكل أكبر.

- هل دخل إلى البيت الأبيض 400 موظف منهم كبار موظفي الإخوان، عندما كان أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وهم من قادوا المظاهرات ضد ترامب؟

لا أعتقد هذا، لكن البيت الأبيض كان يزوره قيادات من جماعة الإخوان.

- لا تعتقد أن الرقم صحيحًا لكن هناك أعداد، على اعتبار أن أوما عابدين ابنة مؤسس الجماعة الإسلامية هي موظفة كبيرة في البيت الأبيض؟

إذا كنت تريد العودة لعلاقة الإخوان بالولايات المتحدة فعليك الرجوع إلى أوما عابدين، ففي إحدى زيارات هيلاري كلينتون إلى غزة، أصرت أوما أن يتم إنزال الزجاج لكي تصافح الأطفال الفلسطنيين وبالفعل استجابت كلينتون لها، إذن ماهو التركيب السيكولوجي الذي جعل موظفة، ما هي إلا «سكرتيرة» في البيت الأبيض، أن تسيطر على صانعة قرار بهذا الشكل، بل وتعرضها للخطر.

- ما رأيك في هذا الشأن؟

هناك أشياء خفية، وأوجه غضبي مع ترامب الآن، قوله إنه لن يلاحق «الإيملات» المسربة لكلينتون، وهذا أغضب عددًا كبيرًا من الحزب الجمهوري؛ لأن ملاحقة كلينتون في «الإيملات» المسربة ستوضح العلاقة بينها وبين الإخوان.

إذن، الإخوان مخترقون للبيت الأبيض؟

الاخوان لهم حضور، بدليل إجراء وليد الشرابي و4 من الإخوان لقاءً في البيت الأبيض، وعقب هذا اللقاء نظموا مؤتمرًا ببيت الصحافة الأمريكي وطالبوا من خلاله بأعمال إرهابية في مصر، وكنت أول شخص يُرسل هذا التسجيل للإعلام في مصر كي يتم نشره.

ما تعجبت منه، هو مناداة الإخوان بأعمال إرهابية في مصر عقب خروجهم من البيت الأبيض وبعده وزارة الخارجية، وللأسف مصر لم تعترض أو تصدر بيانًا، رغم مناداة الدكتورة مها عزام بقتل ضباط الشرطة في الشوارع.

ننتقل للاقتصاد، هل تعتقد أن العلاقات الاقتصادية الأمريكية ستشهد تحسنًا كبيرًا؟
 
المستثمر الأمريكي يريد أن يعمل في مصر مثله مثل أي مستثمر آخر، لكن لدينا بعض المشاكل، فـ «المحاكم المطاطة» تأخذ أوقاتًا كثيرة في إجراءات التقاضي، قد تصل في بعض الأحيان إلى 10 أو 15 عامًا، لذا يجب وجود قانون استثمار يحمي المستثمر الداخلي قبل الخارجي؛ لأن المصري الذي لم يستثمر في بلده لن يشجع أي مستثمر أجنبي أن يأتي إلى بلده.

الأمر الثاني، يجب أن يكون للدولة رؤية إصلاح اقتصادية تعتمد على الصناعة والتصدير.

- بالفعل رؤية الإصلاح موجودة، بدليل موافقة صندوق النقد على إقراض مصر مبلغ كبير؟

هذا القرض للإصلاح الاقتصادي بصفة عامة، لكن ما تستهدفه مصر هي الصناعة والتصدير، يجب أن نعتمد على كلمة «صنع في مصر». يكون هناك منتج محلي صالح للاستخدام، كما يجب وجود لجنة تقود التخطيط وتطرح مشاريع، وآليات لحماية المستثمر وإلغاء الاستيراد.

- ننتقل إلى الوضع الداخلي، كيف ترى الحالة الحزبية في مصر وأنت رئيس حزب «فاشل»؟

إذا فشل حزب في العمل السياسي؛ فهذا يعود إلى فشل الدولة في تمهيد الأرض لعمل الأحزاب، فأمن الدولة وأجهزة المخابرات يجمعان المرشحين للنزول لانتخابات مجلس الشعب، وعندما ينجحوا يطلبون منهم ترشيح أسماء للانتخابات المحلية.

والتعددية الحزبية هي أساس الديمقراطية، فعندما يكون لديك نظام مرتعش تجده يخشى المعارضة، أما النظام القوي يسمح بالمعارضة ويستفاد منها، خاصة في المحليات.

يمكن للدولة رفض اعتراض أحد عليها في مجلس النواب؛ لوجود أجندة معينة تريد طرحها، أما المحليات يجب أن تترك فيها معارضة وشباب؛ لأن ما يطرحونه يلامس حياتهم الشخصية، لذا عندما تهيمن الدولة على العملية السياسية يحدث ركود للأحزاب، واستطيع أن أقول الآن أن المصريين ينتظرون حزبًا للرئيس عبد الفتاح السيسي أو رؤية الأحزاب المقربة منه.

والأمن انتهى من تقسيم الكعكة الآن بين الأحزاب، كما أن الإعلام يُدار من خلال رجال الأعمال، والحياة السياسية والديمقراطية في مصر انتهت.

أما عن عودة الاستثمار، فمن أهم أسبابه عدم وجود عملية سياسية واضحة المعالم للمعارضة وأحزاب سياسية عاملة في الشارع المصري، المواطنون ليسوا «أغبياء»، فالآن أصبحت وسائل التكنولوجيا كافة تحيط بهم، مثل الإنترنت والأقمار الصناعية ومواقع التواصل الاجتماعي، والمصريون يعلمون أن الدولة ستأتي بأعضاء لا يقولون سوى «موافقون»، كما أن المواطنون الآن يقولون «بدل ما تبيعوا أعضاء بيعوا أعضاء مجلس الشعب».
 
كيف ترى إنجاح العملية السياسية بكل تفاصيلها في مصر؟

يجب على الرئيس الابتعاد عن الأحزاب السياسية في مصر، لكن هناك من يحاول أن يأخذه إلى هذا الطريق، وفرصة مجلس النواب مضت، لم نستطع إعادة إنتاج نواب يمثلون الحياة السياسية في مصر؛ لأننا نعلم جيدًا الطريقة التي أتوا بها إلى هذا المنصب.

هل تشكك في طريقة انتخابهم؟

أشكك في الطريقة الموثقة لتدخل الأمن والدولة في العملية الانتخابية، التي أدت إلى وجود مجلس لا يمثل الشعب، الفرصة الآن لإصلاح الحياة السياسية هي المحليات، بعد أن يتركها الأمن تتم في ظل انتخابات نزيهة وحرة.

سمعت الرئيس السيسي يتحدث كثيرًا عن تجديد الخطاب الديني، إذا لم تترجم الدولة حديث الرئيس إلى أفعال حقيقية ستظل كما هي، إذا تم تكميم المعارضة والسلفيين والإخوان.

أنا لا أريد إرهابيين في مجلس النواب أو الحياة السياسية، لذا يجب أن يفرز المواطنون، ودور الدولة هو تجديد الخطاب الديني، لكن في رأي الشخصي أن شيخ الأزهر يجدد الخطاب الديني بحوارات مع الفاتيكان، الفاتيكان لا تحتاج إلى خطاب ديني، ما يحتاج إلى خطاب ديني هي محافظات الصعيد، المنيا والأقصر وقنا، بعد تفشي الخطاب السيئ فيها.

تجديد الخطاب عمل دؤوب ويومي يبدأ من الأزهر ومن المفكرين داخل الأزهر، لأنهم السبب وراء إنتاج معظم هذا الفكر.

- كيف ترى الثناء والإعجاب من ترامب حينما كان مرشحًا عندما التقى السيسي؟

هناك قواعد مشتركة بين الإثنين، فكلاهما شخصيات قوية، يريدان مواجهة الخطر بشجاعة، والتقارب بينهما شيئًا طبيعيًا في وقت أراد فيه ترامب صفع أوباما وكلينتون باستقباله للرئيس عبد الفتاح السيسي، وترامب كان يحتاج هذا كثيرًا في عمليته الانتخابية، كي يقول إنه قابل رئيس دولة كبرى ويُثبت أنه يفقه في السياسة الخارجية.

- كيف ترى الانعاكسات السياسية لعلاقة ترامب بالسيسي؟

الضغوط التي كانت موضوعة على مصر ستنتهي، كما أن السيسي سيرحب به في الولايات المتحدة، وستكون هناك مشاورات ثنائية، وستقدم الولايات المتحدة يد العون اقتصاديًا لمصر، لكن هذا لن يحدث سوى بمضي مصر قدما في الإصلاح الاقتصادي والسياسي؛ لأن رئيس دولة عظمى جاء بانتخابات حرة لديها أعضاء في الكونجرس مواقفهم واضحة من الديمقراطية وحقوق الإنسان، لن يسمحوا له أن يفعل ما يشاء في دولة ما زال الفكر عنها في الخارج عكس ذلك.

وختامًا، أنصح مصر شعبًا وقيادة أن نمضي قدمًا في الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق