«القاعدة في 2016».. ظهور إعلامي وانكسار للتنظيم (تقرير)

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 08:43 م
«القاعدة في 2016».. ظهور إعلامي وانكسار للتنظيم (تقرير)
صورة أرشيفية
محمد الشرقاوي

رغم مساعي تنظيم القاعدة، الذي يترأسه أيمن الظواهري، القيادي الإرهابي، للتمدد والبقاء في السنوات التي تلت مقتل المؤسس أسامة بن لادن، إلا أن أنصار تنظيم القاعدة باتوا يترحمون على أيام «بن لادن»، حيث ضربت الهزائم والانشقاقات بؤر سيطرة التنظيم في الشرق الأوسط.

دفع تواجد تنظيم القاعدة في 2015، إلى التكهن بأن العام التالي سيكون عام تأسيس الإمارات القاعدية في شبه الجزيرة العربية، إلا أن العكس كان صحيحًا، حيث تآكلت أذرع القاعدة بالكامل في سوريا واليمن، وانفصلت عنها جبهة النصرة وتم طرد عناصرها من المكلا في اليمن.

ويبدو أن العام الحالي كان عام الظهور الإعلامي للتنظيم المتطرف، حيث حلّ أيمن الظواهري على غير عادته في أحاديث متكررة، وصنع سلسلة إصدارات أسماها «الرسائل القصيرة»، بخلاف ظهور حمزة بن لادن مرة أخرى، والعمل على تجهيزه ليصبح خلفا للظواهري، وظهر الشاب العشريني في إصدارات يتحدث لمقاتلي التنظيم.

- ليبيا 

«خسارة درنة والعودة إلى بنغازي»
شهد عام 2016 مراحل هامة في خريطة التنظيم القاعدي، البداية كانت مع ليبيا، حيث دفعت قوة داعش عناصر القاعدة إلى الاختفاء عن الساحة في مناطق سيطروا عليها بعد ثورة فبراير، خاصة في درنة وبنغازي، إلا أن داعش أعلن سيطرته على تلك المدن واختفى ضوء القاعدة، لكن في أبريل الماضي، استعاد مجلس شورى مجاهدي درنة السيطرة على المدينة، بعدما طرد داعش.

وبعد انتهاء الحرب على داعش في درنة، دخل القاعديون حربًا ضد قوات المشير خليفة حفتر، حيث تعهدت الأخيرة بتطهير المدن الواقعة في شرق ليبيا، وتم طردهم من مناطق في بنغازي ودرنة.

بحلول منتصف العام، لم يعد هناك أي تواجد ملحوظ للقاعدة في ليبيا، وتم تسليط الضوء على حرب سرت، وقرب انتهائها، وظهر أبو مصعب عبد الودود، زعيم قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي، الذي أكد في كلمة حملت عنوان «بنغازي ومعركة الصبر»، في إشارة إلى أن التنظيم باق في ليبيا وفي بنغازي وعلى جميع أنصاره الهجرة إلى الجماهيرية لمناصرة التنظيم في معاركه ضد قوات المشير خليفة حفتر، بحسب ما تضمنه الخطاب.

ظهرت تلك التحركات في ديسمبر، فالتنظيم حاول خداع القوات الليبية بتحرير مدينة سرت، وواصل تحركاته في أنحاء متفرقة من الجماهيرية، خاصة من الجنوب.

- اليمن 

«خسارة المكلا»
في 28 أبريل من ذات العام، نجحت القوات اليمنية مدعومة بقوات التحالف العربي، في طرد تنظيم القاعدة، وهو الأمر الذي اعترف به التنظيم في بيان رسمي له، أكد فيه انسحابه من ميناء المكلا في اليمن. 

وحاول التنظيم دخول المكلا مرة أخرى، بجانب عدن، لكن التواجد الأمني حال دون ذلك.

- سوريا
بعيدًا عن خسارة التنظيم الإرهابي في اليمن وليبيا، شهد نصف العام الأول، انتصارات لجبهة النصرة، ذراع التنظيم في سوريا، أكدت احتمالية قيام أول دولة للتنظيم في بلاد الشام، وذلك في مايو الماضي، حيث ذكرت مجلة فورين بوليسي، أن الجبهة اقتربت من إعلان دولة القاعدة.
إلا أنه في النصف الأخر كان التنظيم على موعد كبير من انشقاقات هزت القيادة الأم في أفغانستان، بدأت بإعلان أبو محمد الجولاني، أمير التنظيم بسوريا، في 28 يوليو ، إيقاف العمل باسم جبهة النصرة وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام، وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة، بعد إعلان القاعدة تفويضها للجبهة باتخاذ هذه الخطوة.

«النصرة» فعلت ذلك للخروج من وطأة الضربات الأمريكية، لكنها لم تنشق عن القاعدة بشكل كبير، حيث ظلّت تعمل وفق أدبيات التنظيم الأم، لكن سرعان ما اعتبرتها الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية في نوفمبر الماضي.

- أبرز القيادات

أبو عبدالله المهاجر
في 18 نوفمبر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل القيادي في تنظيم القاعدة أبو الأفغان المصري، في سوريا، إثر غارة جوية استهدفته في حلب.

فاروق القحطاني 
استهدفته غارة أمريكية في 23 أكتوبر، بإقليم كونار الواقع شمال شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان.

أبو الفرج المصري
أحمد سلامة مبروك، القيادي بالجماعة الإسلامية المصرية، هاجر إلى سوريا، أكبر المنذرين الشرعيين للتنظيم، وتم استهدافه في غارة روسية بحلب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق