مدير المخابرات القومية الأمريكي الجديد خبير دبلوماسي ومعتدل حزبيا

كلف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، السيناتور الأمريكي السابق دان كوتس، ليكون رئيسًا للمخابرات القومية في الولايات المتحدة خلال عهد الإدارة الجديدة، بحسب ما أعلنت العديد من المصادر انتقالية لعدد من المواقع الإخبارية.

كوتس تقاعد مؤخرا عن عضوية مجلس الشيوخ الأمريكي خلال الشهر الحالي، وذلك بعد أن قرر عدم الترشح لفترة جديدة في العام الماضي، إلا أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة قرر اختياره ليكون بمثابة المستشار الرئيسي له فيما يتعلق بالقضايا الاستخباراتية، كما سيقوم بالإشراف على الجهود الاستخباراتية التي سوف يتم إقرارها من قبل الكونجرس الأمريكي.

قيادات استخباراتية جديدة
السيناتور الأمريكي السابق، سبق له وأن خدم في العديد من المواقع، وبقي عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكي لمدة 10 سنوات كاملة، في الفترة بين عامي 1989 و1999، ثم تم اختياره ليكون سفيرا للولايات المتحدة بالعاصمة الألمانية برلين خلال الفترة الأولى من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ليعود بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ من جديد في عام 2010.

يقول موقع «سي إن إن» الإخباري أن اختيار كوتس ليترأس إدارة الاستخبارات الوطنية في المرحلة الحالية، يأتي في إطار الدعوات للتدقيق في الجهود الاستخباراتية خلال المرحلة المقبلة، في ضوء ما يثار حول الدور الروسي في توجيه نتائج الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، وهي الدعاوى التي يرفضها تماما الرئيس الأمريكي الجديد، والذي يسعى لإحلال قيادات جديدة في أجهزة الاستخبارات في المرحلة المقبلة من أجل ضمان ولائهم له.

تقليص الدور الاستخباراتي
اختيار السيناتور الأمريكي السابق يتزامن أيضا مع تقارير عدة حول خطط الإدارة الجديدة لتقويض دور أجهزة الاستخبارات الأمريكية، والتي يصل عددها إلى حوالي 16 وكالة، أو على الأقل التقليل من صلاحياتها خلال المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي نفاه بعض مسئولي إدارة ترامب، والذين أكدوا أن أنشطة الإدارة في المرحلة الحالية تدور حول جمع المعلومات، موضحين أن جميع النقاشات التي تدور حاليا ليست نهائية.

يقول شون سبيسر، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في عهد ترامب، إن جميع التقارير التي تتناول خطط الإدارة الجديدة لتقليص صلاحيات الاستخبارات ليست دقيقة على الإطلاق، مشددا على أن أمن المواطن الأمريكي والحفاظ حالة الأمان بالمجتمع الأمريكي تمثل الأولوية القصوى للإدارة الجديدة في المرحلة المقبلة.

وأضاف أن الإدارة الجديدة سوف تبذل قصارى جهدها للوفاء بالتزامها تجاه اتخاذ الطرق الأكثر فاعلية للقيام بهذا الدور، مؤكدا أن ما يدور حول إعادة هيكلة المجتمع الاستخباراتي الأمريكي هو أمر غير حقيقي بالمرة.

محل للإعجاب
إلا أنه بالرغم من الجدل الذي دائما ما يثار حول اختيارات ترامب، إلا أن كوتس على ما يبدو محلًا للإعجاب من قبل العديد من زملائه في مجلس الشيوخ الأمريكيين، ربما بسبب اعتداله وعدم شراسته الحزبية، وبالتالي فكان الخيار محل ثناء من بعضهم، خاصة أولئك الذين يميلون للحزب الديمقراطي.

ويرى أنجوس كينج، عضو مستقل بمجلس الشيوخ يميل دائما نحو مواقف الديمقراطيين، أن زميله السابق كان محلا للإعجاب بصورة كبيرة داخل مجلس الشيوخ، خاصة وأنه يتسم بقدر كبير من الاعتدال الحزبي رغم انتمائه للحزب الجمهوري، موضحا أن الرجل يملك خبرة كبيرة في السياسة الخارجية في ظل عمله السابق كسفير أمريكا في برلين.