«آبار مطروح».. أسطورة رومانية في حضن الجبل(صور)

الثلاثاء، 10 يناير 2017 10:30 ص
«آبار مطروح».. أسطورة رومانية في حضن الجبل(صور)
علاء عبد الله

شهدت مصر العديد من الثقافات المختلفة، التي حملتها قوى الاحتلال على مر العصور، وقد استفادت من عمليات الاحتلال باكتساب العديد من الثقافات المختلفة، فضلا عن الميراث السخي الذي خلفه «فراعنة مصر»، لأبناءها، والذي شكل مرجعية فكرية وإبداعية يلجأ إليها العالم أجمع حتى اليوم، وخاصة الباحثين عن التطور، ومن أبرز العصور التي شهدتها مصر هي فترة حكم «الرومان».

«حكم البطالمة».. خلف البطالمة الإسكندر الأكبر بعد وفاته؛ وتمكنوا من إنشاء دوله تمتعت بكافة مظاهر الاستقلال حتى سنة (31 ق. م)، حيث تمكن «اكتافيوس»، من الإنتصار على كليوباترا السابعة؛ وأنطونيوس، في موقعة أكتيوم البحرية في نفس السنة، ومنذ ذلك التاريخ صارت مصر ولايه «رومانية».

حكمت مصر ما بين سنة (31 ق. م)، وحتى (395م)، واعتمدت في توطيد سلطانها على مصر بالقوة العسكرية، وعلى الرغم من ذلك نقلت العديد من ثقافتها إلى مصر، مثل ثقافة «الحاميات»، وأنشأت العديد منها وجعلتها ثكنات لها، وكان منها: «حامية شرق الإسكندرية، وحامية بابليون، وحامية أسوان» وغيرها من الحاميات التي انتشرت في أرجاء البلاد، ونقلت أفكارها الهندسية إلى مصر.. وكان أبرزها الأبار.

«الآبار الرومانية».. إحدى أهم الثقافات الهندسية التي تم نقلها إلى مصر وتستغل حتى الآن، حيث إشتهرت الإمبراطورية الرومانية قديمًا بحفر بئر أمام كل وادي من الوديان، لتجميع مياه المطر.

ويقول قاسم الجراري، عمدة قرية أبو مزهود، بمطروح، إن الآبار الرومانية، تنتشر علي مستوي محافظة مطروح، حيث يوجد المئات من الآبار لتجميع مياه المطر.

وكانت «الإمبراطورية الرومانية»، تقوم بزراعة الحبوب والكروم بصحراء الغربية، ونقلها عبر الأسطول البحري إلى روما.

«تتمتع الآبار الرومانية بالصلابة».. هكذا يؤكد عمدة قرية أبو مزهود، مشيرًا إلى أن الجيش الروماني كان يختار مكان الآبار في الجبال الصخرية، كي تكون المياه باردة في الصيف ودافئة في الشتاء.

ويوضح«الجراري»، أنهم كانوا يستخدموا «المرمار»، وهي أحجار صغيرة تخرج من البحر يتم خلطها مع الرمل والجير- تمحر بها الآبار والأحواض - التي تروى بها الأراضي ونعيش عليها، لعدم استطاعه بدو الصحراء شراء الأسمنت.

ويضيف «منصور»، من بدو مطروح: «تتميز مياه الآبار الرومانية، بالنقاء وحلاوة الطعم، والتي أثبت أنها أكثر أمان وصلاحية من مياه النيل المنقولة عبر الأنابيب، فهي بالنسبة لنا في صحراء مطروح المصدر الوحيد للحياة».

ويقول: «ولولا الآبار الرومانية ما عاش منا أحد في صحراء مطروح، فنحن لا نعرف مياه النيل»، مشيرًا إلى أنهم اعتمدوا منذ القدم على الآبار في الشرب، والزراعة، ورعاية الأغنام».

«وعن اختيار أماكن الآبار».. يقول أحمد رحومة، مهندس آبار، بمطروح، «يتم اختيار مكان البئر في نهاية الجبل، ويتم عمل سدود لتحويل مياه المطر للبئر، وتعرف هذه العملية عند بدو الصحراء بـ«القشاش»، وكانو قديمًا يستخدمون عجل السيارات، ويتم ربطه من النباتات الصحراوية الموجودة بطريقة معينه جنبا إلى جنب لتحويل المياه لتصل في النهاية إلى البئر».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق