بعد الضربة السعودية.. هل سيمنع «الأسد» السوريين من الحج؟

الخميس، 12 يناير 2017 05:20 م
بعد الضربة السعودية.. هل سيمنع «الأسد» السوريين من الحج؟
بشار الاسد
هناء قنديل

أثار قرار المملكة العربية السعودية منح ائتلاف المعارضة السوري حق تنظيم رحلات الحج في الموسم المقبل لكامل الحصة المخصصة للدولة السورية، حالة من الجدل؛ حول الأهداف السياسية من وراء هذا القرار.

واتفق الخبراء، والمراقبون على أن قرار المملكة في هذا الأمر هو شأن سيادي لا يمكن لأحد الاعتراض عليه، إلا أنه في الوقت ذاته يوضح أن قيادة المملكة ترفض، حتى الآن، الاستسلام للواقع والاعتراف بالنجاحات التي حققها بشار الأسد على الأرض.

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلاقات الدولية، إن قرار المملكة المشار إليه، يهدف إلى توجيه رسالة إلى دول العالم، ومن بينها الدول المعنية بالصراع في سوريا، مفادها أن الرياض، ترفض التعامل مع بشار الأسد، وتعتبره بلا شرعية.

وأوضح إكرام، لـبوابة «صوت الأمة»، أن القيادة السعودية ترى أن ائتلاف المعارضة هو الممثل الحقيقي للشعب السوري؛ لذا منحته هذا الحق، دون تردد، متوقعًا أن تستمر ضغوط المملكة على المجتمع الدولي، لتقليل فرص بقاء بشار، أو تقليص مكاسبه قدر الإمكان.

ولفت بدر الدين إلى أن القيادة السعودية لا يُخفى عليها أن مسألة الحج تعد ثغرة خطيرة في الجدار الصلب الذي تواجه به الرياض بشار، وحلفاءه، إذ إن البعض كان يتصور أن المملكة ستضطر للتعامل مع حكومة بشار؛ في ظل أن الرياض لن تجرؤ على منع الحجاج السوريين من أداء الشعائر العام المقبل.

وأضاف: المملكة تصرفت بذكاء، فحققت غرضها، وهو الابتعاد عن التعامل مع رجال الأسد، وفي الوقت ذاته، منحت السوريين حق أداء شعائر الحج، ولم يبق إلا أن يستطيع الائتلاف أن يؤدي الدور المطلوب منه في هذا الشأن.

بدوره يرى الدكتور أحمد النادي، عميد معهد الدراسات والبحوث الآسيوية والخبير في العلاقات العربية، أن التحرك المبكر للمملكة في هذا الشأن، سيقطع الطريق على أي محاولة يمكن لبشار استغلالها؛ للفوز بأي نوع من أنواع الاعتراف السعودي بوجوده.

وشدد النادي على أنه لم يعد ممكنًا أن يستعيد بشار الأسد علاقته بالمملكة التي تدعم بكل قوة إقصاءه من منصبه، منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة ضده، باعتبار أن هذا هو الحل الوحيد لضرب النفوذ الإيراني في المنطقة.

واختتم النادي قائلا: «يبقى أن ننتظر لنرى ما الذي سيفعله الأسد، في ظل سيطرة الإيرانيين على سياساته»، متسائلا: «هل يمكن أن يمنع بشار الأسد السوريين من الحج، أسوة بما فعلته إيران بمواطنيها العام الماضي؟!».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق