في ذكري ميلاد ناصر.. «بني مر» تذوق المر (صور)

الثلاثاء، 17 يناير 2017 10:32 ص
في ذكري ميلاد ناصر.. «بني مر» تذوق المر (صور)
سحر فاروق الحمداني

عندما تخرج من مدينة أسيوط متجها نحو الشرق.. وحين تصل إلى قرية بني مر مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. تشم عبق التاريخ وتشعر بالعظمة.. خاصة عندما تقع عيناك على اللافتة التي تحمل اسمه في مدخل القرية.

وبعد أن تدخل القرية.. وتتحدث إلى أهلها تجد مشاعرهم ممزوجة بين الرضا عن الزعيم والفخر والعظمة بأنه ابن قريتهم من جانب.. والغضب من سلبيات يصعب المسامحة فيها.. منها أن القرية لم تنل حقها في أن تكون نموذجية كغيرها من القرى من جانب آخر.. وأن الرئيس تجاهلها في التطوير خوفا من اتهامه بالمحاباة لقريته.. حتى أن عائلته نفسها غضبت منه بسبب رفضه التدخل بالأمر المباشر.. لإصلاح حال القرية.. وترك الأمر للتقسيمات الإدارية الخاصة بكل محافظة.

ووسط تناقضات الرضا والغضب، تجولت بوابة «صوت الأمة»، بين أهالي قرية الزعيم الراحل، في ذكري ميلاده الـ 99، والتي تحل 15 يناير من كل عام.

يقول محمد محمود، أحد سكان قرية بنى مر، أن بلد الزعيم جمال عبدالناصر، تعاني من الإهمال والفقر، حيث بدأت بها أعمال الصرف الصحي منذ عام 2010، ولم تنته للآن، بسبب وصلة 300 متر.

وتسائل: هل يعقل أن قرية الرئيس الراحل، بدون صرف صحي، لافتا إلى أن مسؤولي المحافظة ضربوا بتعليمات رئيس الوزراء بسرعة استكمال أعمال الصرف بالقرية، خلال زيارته لها، عرض الحائط.

ويؤكد، أن قرية بني مر، تشرب مياه ملوثة وتنبعث منها رائحة متعفنة، لافتا إلى أن الوحدة الصحية لا يوجد بها أطباء، مما يدفع المرضي للتوجه إلي مدينة أسيوط العاصمة، فضلا عن الطرق غير الممهدة في القرية.

وأضاف علي صالح، من الأهالي، أن عائلة الزعيم جمال عبد الناصر، هي من أول العائلات التي أسست القرية، إلا أن منزل العائلة، والذي عاش فيه والده عبد الناصر طه حسين خليل، تحول بفعل التجاهل إلى خرابة، حوائطه متهالكة وتتجمع حوله أكوام القمامة.

وخلال الثلاثين عاما الماضية، تعمد النظام الحاكم تهميش عائلة عبد الناصر وخرجت القرية عمدا من حسابات المسؤولين، لأنها تحمل اسم الزعيم عبد الناصر حتى أنه تم تهميشها سياحيا بعدم تحويل منزله لمزار سياحي وإهمال تطوير المرافق والخدمات بالقرية، حتى أن التمثال الذي صمم له منذ أكثر من 20 عاما، لم يوضع فى مكانه الحالى، بميدان عمر مكرم، بمدينة أسيوط، إلا بعد قيام ثورة يناير.

وكانت محافظة أسيوط، قامت بضم المنزل إلى تعداد المباني التراثية ذات القيمة التاريخية عام 2002، إلا أنه لم ينل حتى نصيبا من الترميم.

ويشير «صالح»،، إلى أن بعض الوفود الأجنبية، خاصة الروس يزورون منزل عائلته ويحزنون على الاهمال الذي لحق به، لافتا إلى أن إحدى الروسيات حملت حفنة تراب المنزل وعادت بها إلى بلدها روسيا.

ويضيف، أن رجال ثورة يوليو زاروا القرية، من الضباط الأحرار، وانقطعت الزيارات عقب وفاة الزعيم ثم عادت ثورة 25 يناير، وزارها البعض كنوع من الدعاية الانتخابية.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد عوض، مدير عام الآثار القبطية والإسلامية، بأسيوط، أنه يسعى خلال الفترة القادمة بضم بين الزعيم بقرية بني مر على تعداد المباني الأثرية بمحافظة أسيوط.

وما زال أبناء عمومة الرئيس يعيشون في بني مر، التي يفخر أهلها بأنهم استضافوا الزعيم ومعه مجلس قيادة الثورة في أثناء عملهم، وضربت شهادات المواليد مثالا صارخا على على الحب الأصيل للزعيم جمال عبد النّاصر فلا بيت في القرية يخلو من اسمه «جمال»، و«ناصر»، و«عبد الناصر».

وقال عبد الناصر طه حسين، من أبناء عمومة الزعيم جمال عبد الناصر، وكبير العائلة، أن أسرة وعائلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، احتفلت بذكرى ميلاده في القاهرة، وقرأنا له الفاتحة بحضور أمين الحزب الناصري وعدد كبير من قيادات الحزب، ومحبي وأنصار الرئيس من دول اليمن والعراق، وسوريا، وليبيا، وفلسطين، في الضريح بجوار مسجد كوبري القبة، ثم توجهوا إلى المتحف.

وأكد صلاح خلف، من أهالي القرية، أن هناك خدمات دخلت القرية، منها انشاء قصر ثقافة سيتم افتتاحه قريبا يحمل اسم الزعيم جمال عبد الناصر، وبها مدارس لمراحل التعليم الأساسي الثلاثة، كما أنه تم رصف الشارع الرئيسي في القرية.

وأشار، إلى أن أهالي القرية، طالبوا من قبل بتغيير اسم مركز الفتح، باسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولم يستجب أحد من المسؤولين لمطالبهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق