فنان بورسعيد.. سيمفونية بأقلام «الكحل» (صور)

الثلاثاء، 17 يناير 2017 03:58 م
فنان بورسعيد.. سيمفونية بأقلام «الكحل» (صور)
نيرمين الزهار

«حجاج يطوفون بيت الله الحرام.. حصان يسابق الظلال في الصحراء.. مشربيات حرملك النساء.. أمواج الغضب تتدافع في صراع جديد مع الجبال والصخور.. أشجار يستظل بها المارة.. ومجموعة من الصيادين يبحثون عن الرزق»، قصص بدأت بريشة قادها مجدي خضير، الرسام البورسعيدي، من دبي وجدة.

«مجدي خضير».. فارس في العقد السادس من العمر، قاد ريشته الفنية في جولة، ليبوح برسوماته عن كثير من المعاني التي قد تعجز الكلمات عن وصفها، حول الخطوط والألوان والحركات الإبداعية في اللوحات إلى لغة جديدة، فبمجرد أن ترى عيناك لوحاته من بعيد تسمع صوت مناديًا «هنا يكمن الجمال»، إنها الكلمات التي ينقلها قوام الخطوط على لوحاته.

فما بين سباق الخيل، والسماء الصافية التي تحيط بـ «الفرس النبيل»، الذي يحمل في عينيه «حب، وطيبة»، يجعل الناظرين يتغزلون في الإبداع الذي تجلى به الفنان، ومشهد «الطواف في بين الله الحرام»، الذي جمع رجالًا ونساء يطوفون حول «الكعبة»، تمكن «خضير» من نقل صورة حية إلى عشاق الرسم.

غرفة محصنة.. قفلًا يعلوى بابها.. وعلب من الألوان الزيتية في كافة أركان الغرفة.. وفي مقابل الباب لوحة لمياه البحر والأمواج المتضاربة.. وفي الزاوية لوحة بيضاء، وضع عليها بعض الخطوط العرضية والطولية، رسالة إلى العالم منادية - انتظروا هناك لوحة جديدة قادمة- وأمامها يقف مجدي خضير، باحثًا عن الإلهام لاستكمال أحدث أعماله الفنية.

«الرسم شكل من أشكال الفنون المرئية، لأن الرسم حرفة وموهبة ممتعة ذات خيال واسع»، بهذه الكلمات بدأ «خضير»، حديثه، موضحًا أن الرسم هو حالة إبداعية وفن لا يمكن الاستغناء عنه، مشيرًا إلى أن اللوحة الفنية هي تصور إبداعي من للفنان ومهما كانت رائعة فهي جزء من الواقع الذي نعيشه.

ويقول، رسام بورسعيد، «الجمال هو السمة الأساسية للرسم، فصناعة عمل متناسق أمر شاق»، لافتًا إلى أن موهبة الرسم كانت السبب في تميزه منذ الصغر، قائلًا: «في المدرسة أنا كنت النجم دائمًا بسبب الرسومات التي كانت تعجب الجميع.. وكان زملائي بيطلبوا مني أرسمهم».

ويضيف: «أهم مبادىء الرسم الصحيح هو البدأ بالهيكل الخارجي للشكل المراد رسمه، والانتباه إلى المسافات بين الأشكال، والانتباه أيضا لعاملي (الظل والضوء)، وكيفية المزج بين الألوان»، مشيرًا إلى أنه بدأ الرسم بـ «قلم كحل»، ثم الرسم على الأرض بـ «الطباشير»، متابعا: «احترفت الرسم على الجدران بالزيت في الصغر واستخدمت الاكريليك، والقلم الرصاص».

ويشير «خضير»، إلى أن الرسم هو حالة، بمجرد أن تتلبس الشخصية يبدأ الإبداع- على حد وصفه، لافتًا إلى أنه خلد ذكرى العدوان الثلاثي ومناهضة الاستعمال، في أعماله الفنية، قائلًا: «وتعلمت رسم البورتريه في صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر».

«الرسم يحتاج إلى روح ومشاعر فياضة»، بهذه الكلمات أكمل «رسام بورسعيد»، حديثه موضحًا أن الفنان يترك في لوحته بصمة حية للتراث، مشيرًا إلى أن الإبداع ليس في الرسم نفسه، وإنما الحياة التي تحملها اللوحة، في مرحلة البداية- بالقلم الرصاص– على حد وصفه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة