مناورات سياسية للضغط على «طهران» والدفع بالمعارضين (تحليل)

الأربعاء، 18 يناير 2017 06:02 م
مناورات سياسية للضغط على «طهران» والدفع بالمعارضين (تحليل)
صورة ارشيفية
محمد الشرقاوي

تظل الدولة الإيرانية وإداراتها الحاكمة محل تساؤلات ونقاش في الأوساط السياسية الدولية، وخاصة لتورطها في كثير من الأوضاع الموجودة على الساحة، الوضع في سوريا والعراق واليمن، هذا من جهة، ومن جهة ثانية انتهاكات حقوق الإنسان بداخلها ضد السُنة وبلاد الأحواز.

واعتبر سياسيون ما أسموه «الفاشية الدينية» الحاكمة في إيران، عامل رئيسي للحروب والأزمات وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وطالبوا باتخاذ سياسة حاسمة من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تجاه نظام «الملالي»، وذلك في ندوة أُقيمت مساء أمس الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية «باريس» بمقر الجمعية الوطنية، بحضور قيادات المعارضة الإيرانية ونواب فرنسيين.

وأُقيمت الندوة بعنوان «تطورات الشرق الأوسط والموقف الفرنسي والأوربي حيالها»، تطرق الحاضرون خلالها إلى انتهاكات الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق، مطالبين الحكومات الدولية بشن حملات لطرد المليشيات الإيرانية من سوريا والعراق.

النائب دومينيك لوفور، رئيس اللجنة البرلمانية الفرنسية، قال إنه يجب على إيران أن توقف ممارساتها لزعزعة البلدان الأخرى، وأن يجب استخدام الحزم من قبل المجتمع الدولي تجاه طهران، لوقف الإعدامات الجماعية.

الدولة الإيرانية حققت مكاسب كبيرة على مدار الـ 4 سنوات الماضية، في الساحتين السورية والعراقية، في سوريا نجحت في وقف تمدد الفصائل السُنية والحفاظ على حكم بشار الأسد، وإعلاء رايتها الشيعية، وفي العراق، أسست هيئة الحشد الشعبي، ودعمتها، والضغط لدمجها كفصيل داخل الجيش العراقي.

الإدارة الأمريكية الجديدة، أكدت أنها ستُعيد النظر في العلاقات الإيرانية، حيث أكد «دونالد ترامب» الرئيس الأمريكي الجديد، عزمه إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني بما يتوافق مع شروط الاتفاق والتي لم تلتزم بها إيران.

واستعشرت واشنطن بالخطر بعد تكرار التهديدات الإيرانية، بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وهو ما دفع قادتها إلى التصريح الإعلامي بأن إيران لن تقبل ذلك.

وأكد أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، أن الأمريكيين يُدركون وجود أسد رابض مُترصد صبور في إيران لا ينبغي لهم الاقتراب منه، إن «ترامب» سيضم العسكريين إلى إدارته وسيشتبك مع إيران.

بدأت في الأيام الأخيرة وجود تحركات موسعة لقادة المعارضة الإيرانية، وضغوط سياسية للزج بهم كبديل سياسي لإدارة حسن روحاني، فأرسل مسئولون أمريكيون سابقون رسالة بعلم الأصول إلى دونالد ترامب للتعامل معهم.

ودعا المسؤولون «ترامب» إلى اعتماد سياسة جديدة بشأن إيران، تعترف بالمصالح والحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الإيراني، وليس فقط حكم «علي الخامنئي»، مشيرين إلى أن إدارة «أوباما» تعاملت بما يُخالف مصالح الشعب الإيراني، وما جلبت لها امتيازات من خلال فرض الحرب الطائفية في دعم نظام «الأسد» في سوريا، وللميليشيات الشيعية في العراق.

كذلك مؤتمر الجمعية الوطنية الفرنسية، والذي استضاف نواب فرنسيون أكدوا فيه على انتهاكات الدولة الإيرانية.

قالوا فيه: «أدرك العالم بأن نظام الملالي وقوات الحرس وحزب الله وغيرها من الميلشيات العميلة في سوريا ليس لهم دور في محاربة التطرف وداعش، بل إنهم موجودون هناك لإنقاذ مصالحهم سوريا، وهو ما اعترف به على خامنئي لو لم نقاتل في سوريا لكان علينا أن نتصدى للعدو في طهران».

ومن جهة أخرى، دفعت الضغوط الدولية الأخيرة على الدولة الإيرانية إلى إعادة النظر في سياساتها الخارجية، فلا مانع عندها الأن من الجلوس مع المملكة السعودية على مائدة الحوار لحل الأزمات التي تورط فيها كلا منهما.

حيث دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى تعاون إيراني سعودي للمساعدة في حل النزاعات في سوريا واليمن، بعد «تعاونهما الناجح» بشأن لبنان في العام الماضي.

وقال «ظريف»، خلال كلمته اليوم الأربعاء، في المنتدى الاقتصادي العالمي في «دافوس»: «لا أرى أي سبب لأن تكون هناك سياسات عدائية بين إيران والسعودية ضد بعضهما، يمكننا في الواقع العمل معا لإنهاء تلك الاوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها في المنطقة».

وأضاف «لقد تمكنت إيران والسعودية من وقف عرقلة عملية انتخاب الرئيس في لبنان وحققنا نجاحا في ذلك».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق