«الفركة».. زي فرعوني يتحدي الصينيين (صور)

الإثنين، 23 يناير 2017 10:22 ص
«الفركة».. زي فرعوني يتحدي الصينيين (صور)
الفركة».. زي فرعوني يتحدي الصينيين
محمد عبدالله

«الفركة».. صناعة يدوية مصرية قديمة يرجع تاريخها إلى الفراعنة، وهي عبارة عن خيوط مصبوغة من الحرير أو القطن تُصنع منها أشكالا مختلفة من الأقمشة، وهي صناعة الشال الحريري.. فلا تدخل بيتا في «نقادة» بقنا، لمسيحي أو مسلم، إلا وتجد فيه «نول نسيج» ينتجه.

عانت صناعة «الفركة» خلال السنوات الأخيرة كثيرا من أجل الاستمرار، في الأسواق المختلفة، بعد مزاحمة الصين لها بإنتاج نوعيات مشابهة ومقاربة لمنتجات الفركة النقادية وعرضها في الأسواق الخارجية، بعد أن كانت تغرد بمفردها فيها، خاصة في الأسواق السودانية والأفريقية.

كانت تدر صناعة «الفركة» نحو مليوني دولار، كعائد مبيعات لها في الأسواق، ويطالب صنعها بمساعدة الدولة لهم بفتح أسواق جديدة بالقارة الأفريقية بعد الانفتاح الذى تم في الفترة الماضية.

يقول أحمد طه، مدرس: «لقد مثلت الفركة- في الفترات السابقة- مصدرا أساسيا للدخل بمدينة نقادة، وساهمت بشكل كبير في الدخل القومي، حيث كانت مدينة نقادة هي المصدر الوحيد على مستوى العالم لهذه الصناعة الفريدة التى ورثوها عن أجدادهم الفراعنة واحتكروها بحرفيتهم ومهارتهم فيها».

ويضيف: «هذه المهنة احتلت مكانة متميزة، كونها مصدر الدخل الأساسي لمعظم عائلات نقادة، فلا يخلو منزل من بيوت نقادة من هذه الحرفة»، مشيرا إلى أن هناك بيوت متخصصة في صبغ الخيوط وأخرى في تجمعيها وأخرى في التسويق.

ويوضح، أنه في الفترة الأخيرة بدأت صناعة «الفركة» تعاني وبشدة من المنافسة الشرسة للمنتجات الصينية والهندية، فالصين والهند لم يكتفيان بتصدير الخيوط المصبوغة لمصر، بل قاموا بتصنيع وإنتاج مختلف الأقمشة والملايات الصعيدية التي تنتجها الورش المصرية، وتصديرها بأسعار زهيدة، مؤكدًا أنها ليست بكفاءة وجودة المنتج المصري الذي ظل متربعًا على عرش الفركة لقرون طويلة في الدول الأفريقية.

ويقول على الخياط، موظف: «بعد معاناة الفركة لسنوات طويلة وتأثرها بالعلاقات مع الدول الأفريقية نجد أن صناعة وجدت رواجًا بعد قيام البازارات السياحية بتسويق منتجاتها، فالسياح الأجانب يقبلون على منتجات الفركة المصرية، لمعرفتهم بجودتها وجمال ألوانها وخيوطها بعكس المنتجات الصينية التي لا تحمل أي جماليات وكأنها عبارة عن لوحة صماء بلا إبداع أو رسومات».

ويؤكد، أن انفتاح الدولة من جديد على الدول الأفريقية ساهم في فتح أسواق جديدة لهذه الصناعة التى عانت لسنوات طويلة، لافتًا إلى أن هذه الأسواق هى المصدر الأول والرئيسي لهذه المنتجات التى كانت مصدرًا من مصادر الدخل القومى في ثمانينيات القرن الماضي.

ويشير، إلى أن حصيلة التصدير لدولة السودان بمفردها كانت تصل سنويًا لـ 2 مليون دولار، لكن الظروف الاقتصادية والسياسية للسودان في فترة التسعينيات، حالت دون التواصل مع أسواقها فبدأ الركود يدب على أسواق الفركة، بنقادة.

بدوره، يقول أحمد سعد، الباحث في التراث الشعبي، إن الفركة صناعة يدوية مصرية قديمة يرجع تاريخها إلى الفراعنة، وهي عبارة عن خيوط مصبوغة من الحرير أو القطن تُصنع منها أشكال مختلفة من الأقمشة أشهرها الملايات الحريمي التي ترتديها نساء الصعيد وأنواع مختلفة من الأقمشة يطلبها أهالي السودان والدول الأفريقية.

ويضيف، أن الفركة تعتمد على جهاز يدوي يسمى «النول» الذى يتكون من مجموعة أخشاب مصفوفة بطريقة منظمة تصف عليه الخيوط المستخدمة في صناعة الملايات، والعجيب في أمر هذا النول أن طريقة تركيبه لم تختلف عن التصميم الذي كان موجودًا في عهد الفراعنة، وقد أشارت لذلك عدد من النقوش الفرعونية. ويعمل على النوال «صانع الملايات» والذي تكون لديه خبرة جيدة في عمليه صف الخيوط والتعامل مع النول.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق