بعد 63 عاما.. سيدة تفقد أرضها الزراعية

الأحد، 22 يناير 2017 09:06 م
بعد 63 عاما.. سيدة تفقد أرضها الزراعية
بعد 63 عاما.. سيدة تفقد أرضها الزراعية
اماني خيري

يدها جلبت الحياة إلى الأرض، فبعد أن كانت جرداء لا زرع بها ولا ماء، تحولت إلى إحدى جنان الأقصر.. أرض قاحلة، مأوى لـ«الحشرات والحيوانات الضالة»، الماء لا يعرف طريقها، تربتها ماتت بسبب اختفاء اليد التي تحمل الخير، تحملت عبء تحويل الأرض إلى جنة.

حملت بيدها الخير إلى أرض تقبلتها، وكأنها طفل صغير، ينتظر حنان والدته، شعرت الأرض بالدفء والرغبة في المشاركة في الحياة من جديد، وساهمت في الإنتاج الزراعي للمحافظة منذ نحو 63 عامًا، إنها قصة من المشقة عاشتها «مسنة الأقصر»، فتحية بغدادي أحمد، رحلة من الشقاء انتهت هذا العام بمفاجأة كبيرة، وهي وقف توريد محصولها من «قصب السكر»، بسبب أوراق حيازة الأرض التي اختفت، نتجية جشع أحد الأقارب والجمعيات الزراعية- على حد وصفها.

«اشتريت الأرض سنة 1945، مساحتها (15 قيراط)، عملتلها حيازة زراعية.. كانت أرض بور، اشتغلت عليها لمدة 10 سنوات، حتى تصلح للزراعة من جديد.. بسبب مجهودي في الأرض وإعادتها تم تكريمي من قبل وزير الزراعة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبعد ده كله فقدت الأرض»، بهذه الكلمات بدأت سيدة العقد الخامس حديثها.

بصوت يحمل الضيق والعجز، قال «فتحية»: «اشتريت قطع صغيرة بجوار أرضي، علشان أتوسع، على مدار السنين اللي فاتت، في عام 73 اشتريت (قراطين)، وفي عام 74، اشتريت (10 قراريط)، وفي عام 76- اشتريت (7 آخرين)، وضمتهم للحيازة الزراعية»، مشيرة إلى أنها قامت بعمل تبادل بين ورثة شقيقة زوجها في عام 1979- بمساحة (7 قيراط)، مقابل أرض تملكها بالقرب من مسكنهم في المدينة، ووقع على هذا التبادل الشقيقان الأكبر من الورثة نيابة عن أخوتهم الصغار.

وتضيف السيدة، وعقب مرور أكثر من 38 عامًا على عملية التبادل، وإحياء قطعة الأرض ودخولها في كوردون المباني، وصرفي جميع مستحقاتي من الجمعية الزراعية لوجود حيازة رسمية، ظهر أحد ورثة شقيقة زوجتي، وهو «عبد الرحيم. ا.ع»، موظف بالزراعة، مطالبًا بنصيبه من الأرض التي حدثت فيها عملية التبادل، مستغلًا وجودي بمفردي، لأن أبنائي غير متواجدين في البلدة، ويعملون خارجها، ومنهم من هو خارج مصر.

وتقول: «جميع الأوراق والمستندات متواجدة، وتتضمن عملية التبادل، ولذلك رفضت مطلبه، وبعدها فوجئت بوقفي هذا العام، من توريد محصول القصب، وعند ذهاب أحد أقاربي للجمعية الزراعية لمعرفة السبب، لم نجد أوراق الحيازة التي تم سحبها أو إخفاؤها من الملفات».

«كيف كانت الجمعية، تصرف مستحقاتي من الأسمدة، وتقوم بتوريد قصب السكر في الأعوام الماضية، وتؤكد عدم وجود حيازة، وكيف تختفي الحيازة الزراعية الخاصة بي فجأة؟»، بهذه الكلمات اختتمت «فتحية»، حديثها، مشيرة إلى أنها لن تتوقف حتى تحصل على حقها.

من جانبه أكد المهندس خالد عبد الراضي، وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، إلى تقدم السيدة بشكوى له، للنظر فيها والتحقيق، وعلى هذا الأساس شكل لجنة مكبرة للتحقيق في الأمر، مشيرًا إلى أن اللجنة لم تنه عملها حتى الآن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة