غرف النوم «الأسمنتية» تهدد عرش صناع الأثاث

الأربعاء، 01 فبراير 2017 11:34 ص
غرف النوم «الأسمنتية» تهدد عرش صناع الأثاث
«غرف النوم الأسمنتية» تتحدى الأخشاب
محمد عبدالله

لا تتوقف إبداعات المصريين على مر العصور، خاصة لو كانت لمواجهة موجة ارتفاع الأسعار، التي تضرب البلاد في الآونة الأخيرة، جراء الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها حكومة المهندس شريف إسماعيل.

وفي صعيد مصر، عمد الأهالي على استخدام «الطوب الأحمر» ليس لبناء منازلهم هذه المرة، لكن لصنع الأثاث وغرف النوم، بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الأخشاب، نتيجة قرار تحرير سعر صرف الجنيه.



وحرر البنك المركزي سعر صرف الجنيه في نوفمبر عام 2016، وخفض قيمته بنحو الثلث أمام الدولار، كخطوة كبيرة صوب تحقيق التوازن بالسوق وجذب استثمارات، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة من الخارج.

يقول أحمد الخطيب، وهو إمام مسجد «عزبة البوصة» التابعة لمركز «أبوتشت» بشمال قنا، إن ارتفاع أسعار الأخشاب دفعه إلى التفكير في بناء غرف النوم والأثاث باستخدام «الطوب الأحمر» والأسمنت، ويؤكد أن الفكرة لاقت قبولا كبيرا بين صفوف الأهالي.

«ارتفاع الأسعار دفعني إلى التفكير في طريقة جديدة لصنع الأثاث وغرف النوم، وبالفعل وجدت ضالتي في الطوب الأحمر والأسمنت؛ فقمت باستدعاء بناء وأخذ مقاسات الغرفة وصمم نموذج من الغرف بمكوناته (السرير والدولاب والتسريحة)» يضيف الخطيب.

وارتفع سعر متر الخشب الزان والسويد بشكل جنوني حتى وصل لـ 700 جنيه للمتر، علاوة على ارتفاع أسعار «الأبلكاش» ما أدى لانهيار صناعة الأثاث، بحسب ما قاله محمد عبده مسلم، رئيس نقابة صناع الأثاث ورئيس الاتحاد الإقليمي للنقابات المستقلة.



ومع ارتفاع الأسعار وتزايد متطلبات الأهل في المهور، عزف كثير من الشباب عن الزواج، وهو ما دفع «الخطيب» إلى استخدام الطوب والأسمنت، لتكون أشبه بمبادرة لمواجهة جشع التجار وغلاء الأسعار.

يوضح الخطيب، أنه لجأ لصناعة غرفة النوم بالطوب الأحمر المدعوم بالأسمنت، بعد تصميم «دولاب بالدرف الخاصة بها وإحضار رخام ليكون بديلا عن الأرفف الخشبية لتتحمل ضغط البناية»، مؤكدا أنه صمم سرير وتسريحة أيضا.

ويتابع: «عقب الانتهاء من البناء سيتم مسحهم بالأسمنت بالكامل لنتمكن من عمل الدهانات لهذه القطع وعمل تصميمات فنية سيتم اختيارها في مرحلة الدهانات».



«ابني مقبل على الزواج ويحتاج أموالا كثيرة، وبعد ارتفاع أسعار جميع المستلزمات، لم أجد أمامي حلا سوى بناء الأثاث وغرف النوم.. هذه الفكرة سأعمل على تعميمها من خلال التعاون مع باقي الأئمة في القرى والنجوع للتخفيف على الشباب في ظل التكاليف المرتفعة» يضيف الخطيب.

ويختتم: «سأطلق حملة لمحاربة الغلاء في الأثاث المنزلي مثل الحملة التي بدأتها محافظة قنا أيضا لتخفيف المهور، لإكمال الزيجات الكثيرة التي توقفت لسنوات بعد ارتفاع المهور».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة