الـ«توربيني» يعود.. قصة اغتصاب طفلين في أكتوبر

الثلاثاء، 21 فبراير 2017 01:05 م
الـ«توربيني» يعود.. قصة اغتصاب طفلين في أكتوبر
مي عناني

مع بزوغ الخيط الأبيض من الفجر، تجمع معداتها الصغيرة.. وتخرج إلى الطريق لتبدأ بيع «أكواب الشاي»، إلى السائقين والمارة في الطريق، حالة شقاء لا تنتهي الهدف منها رعاية نجلها الصغير، وتذليل الصعاب أمامه، هدفها الوحيد أن يصبح «طبيبًا أو مهندسًا»، شخصية مرموقة تفتخر بها أمام المجتمع.. «كريم.ا»، 8 أعوام، ذلك الطفل الذي يحمل من البرائة ما جعلها أحد المدللين بالمنطقة، حتى أصبح حديث الجميع خلال الأيام الماضية.

«صرخات مكتومة.. عويل.. وهرولة دون توقف.. وسباب يملأ المكان»، هذا كان حال الأم عقب أن شاهدت مقطع فيديو جنسي يجمع طفلها الصغير، مع توربيني أكتوبر الجديد.. كانت لحظات سكون تجمع والدة كريم صاحبة «نصبة الشاي»، بصديقتها ووالدة «رمضان. ب»، صاحبة إحدى محال البقالة بأكتوبر، إلى أن تسلمت «كارت ميموري»، من أحد الجيران وأخبرها أنه يحتوي على مقطع فيديو يهمهما.

ضحكات صاخبة، وتساؤلات عديدة جالت في خاطرهما: «يعني هيكون الفيديو في أيه».. لحظات وبدأ الصمت يخيم على السيدتان، والظلام يحيط بهما من كل جانب، فقد ظهرا «كريم، ورمضان»، في الكادر، وصوت ينادي: «يلا ياض أنت وهو اقلعوا الهدوم»، وبخوف ورهبة خلعا الطفلان ملابسهما، لم تستطع السيدتان تمالك نفسيهما، وهرورلا في الطرقات بحثًا عن الصغيران.

على جانبي إحدى الطرقات، جلسا الطفلان المكلومان، يتهمسان في صمت عن العنف والتعدي الجنسي الذي يتعرضان لها بصفة مستمرة، خائفان أن يسمع همساتهما أحد.. الرهبة تملكت قلوبهما والخوف، من رؤية والدتهما قادمات مسرعات إليهما.. وبعد جلسة مطولة من الحديث والتأكد من هتك عرض الطفلًا، اصطحبت الأمهات الأطفال إلى قسم شرطة 6 أكتوبر.

«إلى عمل فينا كده ياماما عبدالرحمن وأحمد.. كانوا بيقولولنا هنلعب فوق السطح، وبعد فترة صورونا وقالوا لو حد عرف هيقولوا للناس كلها ويشوفونا واحنا من غير هدوم»، هكذا بدأ صاحب الثمانية أعوام، حديثه والدموع تنهال من عيناه. لحظات وطالب الضابط المسؤول لقاءهما، دموع لم تتوقف خلال سرد أحداث الواقعة، ومع كل معلومة جديدة يقولها الأطفال تنهار الأمهات أكثر فأكثر.

تملك الحضور في غرفة التحقيقات الصمت عقب إجابة الطفلان عن سؤال المقدم مروان مشرف، رئيس مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر.. الموضوع ده حصل كام مرة؟، فرد الأطفال: «تقريبًا 20 مرة.. وكل مرة كان لازم الاتنين يلعبوا معانا».. كانت تلك الكلمات بمثابة السكين الذي جعل الأمهات تلفظ الأنفاس الآخيرة.

أجهشتا بالبكاء، وأحمرت عينهما، وقالوا «الموضوع بدأ بكارت ميموري، كان يحتوي على مقاطع فيديو للطفلان، أثناء ممارسة العلاقة الجنسية الكاملة معهما.. الطفلين تم تصويرهم في أوضاع مخلة، وهتك عرضهم.. عيلنا ضاعوا حرام هو مفيش أخلاق»، كانت تلك الكلمات التي أختتم بها الأمهات أقوالهم، قبل أن يتم استعداء المتهمين، وهم، «عبدالرحمن. ا»، 17 عامًا طالب، و«أحمد.م»، 15 عامًا، طالب، الذان أقرار خلال التحقيقات بصحة كافة المعلومات الورادة.

«هددنا الطفلان أكثر من مرة لو توقفوا عن ممارسة العلاقة معنا بعرض مقاطع الفيديوهات على شبكة الإنترنت.. كما هددناهم بالتعدي عليهم بالضرب والإيذاء». أما عن عدد مرات ممارسة الشذوذ مع الطفلان، أقرار بأنهما مارسا الشذوذ نحو 20 مرة، كما أقرا بأنهما تناوبا عليهما أثناء العلاقة.

كان التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة أن المقدم مروان مشرف، رئيس مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر، تلقى بلاغًا من بائعة شاي، وجارتها صحابة محل بقالة، يفيد بقيام عاطلين بالتعدي جنسيا على نجليهما وهتك عرضهما وتصويرهما.

وعلى الفور انتقل ضباط القسم إلى مكان الواقعة، وبالفحص تبين أن المجني علية نجل المبلغة الأولى يدعى «كريم. ا»، يبلغ من العمر8 أعوام، والآخر «رمضان. ب»، 6 أعوام.

وأضافت التحقيقات، أنه بعد عمل التحريات تبين صحة المعلومات الواردة في البلاغ، وبناء عليه تم اتخاذ اللازم، وبإعداد الأكمنة تمكن كلا من النقيب أحمد السويركي، ومحمد الصعيدي أحمد راغب، معاونا مباحث القسم، من تحديد المتهمين، وهم، «عبدالرحمن. ا»، 17 عامًا طالب، و«أحمد.م»، 15 عامًا، طالب، وتمكنوا من القبض عليهم، وتبين أنهم جيران المجني عليهم، وتم اقتيادهم إلى قسم الشرطة.

وبسؤال المبلغتين، أكدوا أنهم فوجئوا بأحد الأفراد المقيمين بالمنطقة حضر إليهم وبحوزته كارت ميموري وسلمه لهم وأخبرهما بأنه يحتوي على مقاطع فيديو خاصة بنجليهما، وبفحصها تبين أن المتهمين قاموا بالتعدي على نجليهما وهتك عرضهما بالتبادل، وصوروا عملية الاعتداء كاملة.

وأمرت نيابة أكتوبر، حبس عاطلين 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهما، بالتعدي جنسيًا على طفلين وتصويرهم، كما طالبت بعرضهم على الطب الشرعي لبيان تعرضهم للاعتداء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق