«معندناش علاج لحالتك».. رد المستشفيات على مصاب بالشلل الدماغي‎

الإثنين، 20 فبراير 2017 05:38 م
«معندناش علاج لحالتك».. رد المستشفيات على مصاب بالشلل الدماغي‎
مريض - صورة أرشيفية
سمر عبدالله

يجلس على أحد الكراسي الخشبية متنقلا بين سريره وكرسيه الذي اعتاد الجلوس عليه طوال اليوم، لا يقوى على الحركة وحده، فأطرافه الأربعة عاجزة، لا يستطيع تحريكها دون مساعدة أحد أفراد أسرته، هذا هو الحال الذي ظلّ عليه الشاب العشريني عمر عبد الرحمن، طوال الأعوام الماضية في حياته، باحثًا خلالها عن أحد المستشفيات التي تستطيع علاج حالته؛ كي يتخلص من الآلام التي باتت تؤرق عليه حياته دون رحمة، ليجد الجواب دائمًا «معندناش علاج لحالتك»، ليعود والده إلى المنزل وقد أصابه اليأس من شفاء ابنه المريض.

منذ نعومة أظافره وُلد مريضًا بـ «الصفرا»، كغيره من الأطفال، إلا أن حالته ظلّت تتدهور يومًا بعد الآخر، حتى اضطر الأطباء –نتيجة المضاعفات الطبية لحالته- إلى نقل دم لجسده، لكن فصيلة دمه النادرة حالت دون إنقاذ حالته، ما أصابه بشلل دماغي وشلل «تيبسي»، جعل أطرافه الأربعة عاجزة لا تتحرك، ما جعله لا يقوى على الحركة أو اللعب مثل أقرانه من الأطفال، وعندما ذهب إلى المدرسة الابتدائية في محافظة الإسكندرية التي يقطن بها لم تراعي المدرسة حالته، وواجه صعوبات عديدة جعلته غير قادر على استكمال دراسته، فلجأ على الفور للتعلم الذاتي في المنزل؛ كي لا تؤلمه مرارة الجهل.

«تكاليف العلاج غالية وانا والدي على المعاش».. هكذا عبّر عمر عن حالته المادية الصعبة التي تعيش فيها أسرته، فهو لا يقوى على الحركة كي يعمل في إحدى الوظاثف ويجلب منها الأموال التي يستطيع بها علاج نفسه، كما أن والده لا يعمل منذ بلوغه سن المعاش ووالدته ربة منزل، لذا فكرّ عمر أن يتم علاجه على نفقة الدولة أملا في أن يعيش حياة خالية من الآلام، لكنه لم يستطع حيث رفضت وزارة الصحية استخراج قرار له بالعلاج.

بعد تواصله مع إحدى الشركات التي تقوم بدور الوسيط بين المريض ومستشفيات ألمانيا، ردّت الشركة على عمر بأن العمليات التي يحتاجها تتكلف 400 ألف جنيه، وهو ما رفضته وزارة الصحة، ويستكمل عمر قائلا «بقالي 24 سنة اهلي دايخين بيا على المستشفيات ومفيش نتيجة ده غير إن امكانيات المستشفيات الحكومية بسيطة متعالجش حالتي، الدكاترة قالولي محتاج السفر بره والوزارة مش عايزة تسفرني، حالتي كل يوم بتسوء و400 ألف كتير علينا».

ولم يقف المرض حائلا أمام طموحات عمر، الشاب الذي يبلغ من العمر 24 عامًا، حيث استطاع أن يُنمي مهاراته التكنولوجية أملا في أن يجد فرصة عمل من المنزل يستطيع من خلالها الحصول على بعض الأموال ليساعد أسرته ويتمكن من علاجه، قائلا «نفسي أسافر بره اتعالج عشان اعرف اتعلم واشتغل، نفسي أبطل اتحرك في البيت على ركبي زي الطفل».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق