مقاهٍ ترفع شعار «هنا الشواذ فقط»

الإثنين، 20 فبراير 2017 05:47 م
مقاهٍ ترفع شعار «هنا الشواذ فقط»
مقاهى - أرشيفية
مصطفى الجمل وأميرة عبد الصبور

هذا المقهى عرفه الشباب منذ ثلاث سنوات، كمكتبة للقراءة، مكونة من طابقين، الأول لتناول المشروبات فقط، والثانى عبارة عن شقتين دون فاصل بينهما، مقسمتين إلى غرفٍ، بكل غرفة مكتبة، يمكنك أن تتناول ما تشاء منها وتجلس تقرأ وتدون ويصلك طعامك وما تريده من شراب حيث مجلسك.

تعثر الشباب المسئول عن إدارة هذا المشروع الثقافى غير الرسمى، دفعهم إلى بيع المقر بما فيه من كتب لثلاثة شباب من سوريا، على وعد أن يكملوا ما بدأوه من حلم حالت الظروف المادية دون اكتماله، ولم يخلف الشباب السورى الوعد حتى ثلاثة أشهر فقط، بعدها تحول المكان إلى مقهى حديث بأثاث مصرى شعبى قديم، مقاعد خشبية تحيط بطبلية خشبية تذكرك بسفرة الآباء والأجداد، حلت الشاشات و«الشيش» محل الكتب، فجاءت الفتيات وخلفهن الشباب من كل حدب وصوب، أسعار كلها فى متناول اليد والمكان به روح غريبة، كل شىء مباح لا أحد ينهر ولا أحد يضجر، الكاميرات موجودة، ولكن هناك من يطمئنك أنها معطلة. «يارب تكون مبسوط معانا يا باشا»، إن كانت تلك زيارتك الأولى، ستسمع العبارة السابقة لأول وآخر مرة، ستمررها كما تمرر كل عبارات المدح التى تقابلها فى أى مكان كهذا، بدءاً من الزيارة الثالثة، ستجد العروض تذهب وتجىء كل خمس دقائق، منهم من سيعرض أن تنفرد بصديقك أو صديقتك بغرفة ليس بها غيركما، وإن كنتما على انفراد فى الأساس، سيأتى من يسألك إن كنت ترغب فى إضاءة خافتة، أو تشغيل موسيقى رومانسية، كل من حولك يتعاملون وكأنهم فى خلوتهم الخاصة، شاب يحضن شابا مثله، وآخر يقبل فتاته، يتسربون بين الحين والآخر إلى تلك الغرفة المكتوب عليها «ممنوع دخول العاملين»، الأمر يتكرر بشكل يستدعى الفزع والترقب والفضول، ما الذى يجرى بداخل تلك الغرفة، وهل تقصدون ذلك المكتوب، إن كنت ممن يطمئنون إليهم ستأتيك الإجابة قبل أن تنهى السؤال :«يا باشا لو عاوزين تغيروا أو تظبطوا هدومكم.. خمسة واللى جوه هيخرج»، حمامان مختلطان يجاوران تلك الغرفة يستخدمهما الشباب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق