محاولة للفهم

الإثنين، 20 فبراير 2017 06:14 م
محاولة للفهم
كمال الهلباوي يكتب

المؤتمر الثلاثون للوحدة الإسلامية «2-2»
١٢- فى هذه الظروف المتأزمة المرّة التى أوجدها التيار التكفيرى يتوجّب على علماء الأمة مضاعفة الجهود لتفعيل حركة الإحياء الإسلامى، وحثّ الأمة نحو هدفها الكبير المتمثل بوحدة الدائرة الحضارية الإسلامية والاستئناف الحضارى.

١٣- يقترح المؤتمرون تأسيس «المنظمة العالمية للحضارة الإسلامية الحديثة» لتتولى مسئولية نشر الفكر الحضارى المستقبلى للأمة الإسلامية. ويطالبون كل ذوى الفكر الحضارى الأصيل من أبناء الأمة التعاون مع هذه المنظمة بعد إقامتها.

١٤-أدان المؤتمرون ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تهمة التحريض الطائفى، وأكدوا أن مسيرة هذه الدولة المباركة تشهد أنها وقفت إلى جانب المظلومين والمستضعفين بغض النظر عن انتمائهم الطائفى بل والدينى، ولا أدلّ على ذلك من مواقفها من الشعب الفلسطينى المظلوم ومن المسلمين فى البوسنة والهرسك، ومن قضايا كثيرة تجاوزت فيها الطائفية ووقفت من منطلق رسالى إلى جانب المظلومين.

١٥- طالب المؤتمرون الكشف عمّا فى تاريخنا القديم والمعاصر من مشاريع إحيائية وحضارية ووحدوية لإبراز الاهتمام الحضارى للمسلمين، ودفع ما يثيره التكفيريون الإرهابيون من شبهات تجاه الإسلام والمسلمين.

١٦- يدين المؤتمرون ما يتعرض له العالم الإسلامى من تكريس للتجزئة الطائفية والقومية والإقليمية، ويطالبون المخلصين من أبناء الأمة بالتأكيد على وحدة الدائرة الحضارية، وعلى أن هذه الأمة أمة واحدة فى ثقافتها وآدابها وتطلعاتها وآمالها وآلامها، وفى هذه الصورة فقط تستطيع أن تنتسب إلى النبى الخاتم (عليه أفضل الصلاة والسلام) وإلا فهى ليست منه فى شيء.

١٧- يؤكد المؤتمرون على ضرورة فضح التشيع البريطانى وأبواقه والتسنن الأمريكى وأبواقه، ويشدّدون على ضرورة التحلى بالوعى والبصيرة تجاه هذه الأبواق.

١٨ - يبارك المؤتمرون انتصارات مقاومة الشعب العراقى والشعب السورى ضد الإرهاب، ويعقدون الأمل على الله ثم على تضحيات الشعبين، ودعم الأمة الإسلامية فى تطهير البلدين من الإرهاب تماماً.

١٩- يدين المؤتمرون ما يتعرض له الشعب اليمنى من قتل يومى وتدمير وإهلاك للحرث والنسل، ويطالبون المحافل الدولية التدخل الفورى لانقاذ الشعب اليمنى المقاوم الصامد الصابر البطل مما يتعرض له من عدوان.

٢٠- يعرب المؤتمرون عن أساهم وأسفهم لما يحدث فى البحرين من انتهاك لحقوق المواطنين ومن ممارسات قسرية بحقّ الآمنين، ويطالبون بالاستجابة لمطالب الشعب البحرينى فى حقوقه الوطنية المشروعة.

٢١- يدعو المؤتمر وزارت التربية والتعليم فى العالم الإٍسلامى وضع مسألة وحدة المسلمين والتقريب بين مذاهبهم مادةً فى الكتب الدراسية ويطالب بإقامة مؤتمرات ويطالب المؤسسات التقريبية فى جميع أرجاء العالم من أجل نشر ثقافة التقريب.

٢٢- يدين المؤتمرون ما يمارسه الإرهابيون التكفيريون من ممارسات مقيتة تجاه الأقليات غير المسلمة فى عالمنا الإسلامى، ويؤكدون أن المسلمين كانوا متعايشين بسلام ووئام مع غير المسلمين من أصحاب الأديان الإلهية الأخرى فى جميع البلدان الإسلامية، وأن غير المسلمين كان لهم الدور المشهود فى حركة الحضارة الإسلامية.

٢٣- يدين المؤتمرون ما تتعرض له الأقليات المسلمة من اضطهاد فى بعض البلدان الغربية وما تواجهه من تهديد وتخويف، ويطالبون حكومات تلك البلدان الالتزام بشعاراتها فى احترام الحريات وكرامة الإنسان تجاه مواطنيها المسلمين.

٢٤- يشجب المؤتمرون ما يتعرض له المسلمون فى بعض البلدان من تقتيل وتشريد واضطهاد مثل المسلمين فى ميانمار، كما يدينون سكوت المحافل الدولية تجاه ما ينزل بالمسلمين هناك.

٢٥ - يطالب المؤتمرون باحترام حرية المرأة فى ارتداء زيها الإسلامى وفى حفظ عزّتها وكرامتها ويدينون أى انتهاك لهذه الحرية، ويؤكدون أن الشريعة الإسلامية استهدفت صيانة المرأة فى شخصيتها الإنسانية وكرامتها وفى النهوض بدورها الرائد فى بناء الجيل والمجتمع العزيز الكريم.

٢٦- أكد المؤتمرون أن الواجب يفرض علينا ونحن نختتم العقد الثالث من مؤتمر الوحدة الإسلامية، أن نقف بإجلال واحترام أمام روّاد التقريب الذين توفّاهم الله سبحانه ممن كانت لهم جهود مشكورة فى حقل التقريب. نستذكر منهم بدون ذكر الالقاب: الشيخ عبدالمجيد سليم والشيخ محمود شلتوت والسيد حسين البروجردى والشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، والشيخ محمد تقى القمى والسيد روح الله الموسوى الخمينى والسيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمود كفتارو والشيخ محمد مهدى الآصفى والسيد مرتضى العسكرى تغمدهم الله برحمته وجزاهم الله عنّا خير الجزاء.

٢٧- تقدم المؤتمرون بالشكر الجزيل والثناء الجميل للجمهورية الإسلامية الإيرانية لما تبذله من جهود فى حقل وحدة الأمة وتقريب مذاهبها الإسلامية، ويثنون بشكل خاص على الإمام الراحل روح الله الموسوى الخمينى رائد التقريب والإحياء فى عالمنا المعاصر، وعلى خلفه العبد الصالح الإمام الخامنئى قائد الثورة الإسلامية لما يتخذه من مواقف رائدة لإحباط فتن التفرقة والدعوة بالعمل واللسان إلى وحدة الأمة وعزّتها وكرامتها واستعادة دورها فى الساحة البشرية. {سُبحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

إنتهى البيان. وأهم ما فى هذا البيان الدعوة الخالصة لوحدة الأمة الإسلامية، والابتعاد عن الروح الطائفية والروح المذهبية المتعصبة التى تسود بعض الدوائر بل البلدان باسم المذاهب الإسلامية والمذاهب منها براء، إذ أن المذاهب مدارس للتعبد وليست مدارس لإثارة الفتن، ومن لا يعجبه مذهب منها فليذهب آخر، وعلينا أن نتعلم أن نحترم إجتهادات الآخرين وخاصة الائمة المجتهدين فيما ذهبوا إليه سواء اكانوا ممن ينتسبون الى أهل السنة والجماعة أو أهل التشيع – المذهب الاثنى عشرى – أو أصحاب المذهب الزيدى أو الاباضى، - دون الفرق المنحرفة عقديا فى أى مذهب - ولنعلم جميعا أن من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة. كما جاء فى أحاديث كثيرة. وهذا هو البخارى، وكذلك نجد مثله فى مسلم رحمهما الله تعالى يروون الأحاديث التى تقول» مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَىٰ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ «أو كما جاء فى الحديث.

قد نختلف فى المذهب الواحد عن بعض السلوك أو بعض العبادات أو النظرات السياسية، ولكن الدعوة الى وحدة الأمة لها قدرها وأهميتها، ونحن مع من ينادى بها فى زمن التشرذم والتفرق الذى تشهده الأمة فى ضوء إتفاقية التشتيت والتفريق والتمزيق « سايكس بيكو» ولنا عودة الى الحديث عن وحدة الأمة والتقريب مرة ومرات حتى تخرج الأمة من وهدتها وإنحطاطها وتمزقها وتفرقها بعيدا عن التعصب المذهبى أو غير ذلك مما أدى إلى حروب تدمير البلاد العربية والوحدة الإسلامية. وكفى ما نراه فى العراق وسوريا واليمن وليبيا.

وفى المقالات القادمة نناقش اخطاء الاخوان المسلمين فى ضوء مقال الدكتور جمال حشمت، بمناسبة ذكرى ٢٥ يناير والذى ذكر فيه بعض الأخطاء او الخطايا العشر للاخوان.
وبالله التوفيق

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة