بعد نهائي السوبر في الإمارات.. حروب الشوارع بين الأهلي والزمالك (تقرير)

الإثنين، 20 فبراير 2017 06:45 م
بعد نهائي السوبر في الإمارات.. حروب الشوارع بين الأهلي والزمالك (تقرير)
الأهلي والزمالك - أرشيفية

قبل 15 سنة كتب الكاتب الصحفى مأمون فندى مقالا فى جريدة «الشرق الأوسط» عن الحياة الحزبية فى مصر، واختار عنوان «الزمالك السياسى هو الحل».

وقال فندى إن قلب الأزمة كان معيار الاختيار والترقى للانخراط فى الحياة العامة، وأن الترقى فى مصر يحكمه عاملان، علاقات القرابة، وعلاقات أجهزة الأمن، أما الولاءات الوحيدة الموجودة فى مصر الآن، والتى هى ولاءات حقيقية وصادقة، فهى ولاءات رياضية، وخصوصا فى حالتى فريقى الأهلى والزمالك، وهما أهم فريقين للكرة المصرية.

بالتالى فالمنافسة الحقيقية والشريفة فى مجتمع مثل المجتمع المصرى تراها يوم مباراة الأهلى والزمالك، منافسة بلا عنف أو فوضى، بل إن بعض الأهلاوية يشجعون «اللعبة الحلوة» حتى لو كانت من فريق الزمالك الخصم، والعكس أيضا صحيح.

المشهد السياسى تغلب عليه مشاعر الانتهازية، لأن الوحيد الذى يمكن أن يقال عليه وصف حزب كان «الحزب الوطنى»، الذى يقابله الأهلى فى الرياضة، ثم مجموعة من الأحزاب الصغيرة التى هى فى الحقيقة أندية بلا لاعبين وبلا جمهور.

وبمقارنة الحياة السياسية بالحياة الرياضية ستكتشف أن بمصر الآن حزبا واحدا مسيطرا هو الحزب الوطنى، مشابها للنادى الأهلى، ولكن ما تفتقده الحياة السياسية المصرية هو الحزب المنافس، تفتقد الزمالك السياسى.

ليس على سبيل النكتة، أن يطالب بعض المراقبين بتحويل ناديى الزمالك والأهلى إلى حزبين سياسيين، فينتقل عالم السياسة من عمل سرى مبنى على علاقات الدم والقبلية والقرابة، أو الارتباط بالأجهزة الأمنية المختلفة، إلى عالم الحماس الجماهيرى الفعلى المبنى على ولاء وحب وارتباط، يتقبل فيه العضو المنتمى والمرشح الهزيمة والنصر بناء على منافسة فكرية، وقتها سنصبح مثل أمريكا لديها حزبان كبيران مثل حزبى الجمهورى والديمقراطى، أو مثل إنجلترا لديها العمال والمحافظين.

كانت كتابات فندى قبل ثورة الغضب وبروز مشهد إحراق الجماهير مبنى الحزب الوطنى أما الحال الذى نراه الآن، وهو عدم وجود حزب حقيقى واحد بل كلها مجموعة أحزاب صغيرة يمكن إسكاتها بمكالمة تليفون، من أمين شرطة فى مكتبه بمديرية أمن القاهرة.

الأهلى والزمالك لم تأت سلطة فى مصر، فى أى عهد، من الملكى وحتى الحالى، إلا وتعاملت معهما باهتمام بالغ، أو على الأقل بحرص شديد، منذ نشأة الناديين (الأهلى ١٩٠٦ والزمالك ١٩١١).

ومن كثرة اهتمام الناس بالفريقين، بات السؤال الأهم لكل رئيس جديد لمصر، أنت أهلاوى واللا زملكاوي؟
فقد كان الملك فاروق، أول وأشهر من شجعوا نادى الزمالك.

كان طبيعيا بعد ثورة يوليو أن ينتمى أول رئيس لها للأهلى، وهو محمد نجيب، وهو الأمر الذى أغضب الضباط الأحرار الزملكاوية فقاموا بتغيير اسم نادى (الملك فاروق) إلى اسمه الحالى (الزمالك).

حتى الزعيم جمال عبد الناصر كان أهلاويا صميما، ورغم أن الرئيس الراحل أنور السادات فضل عدم الإعلان عن انتمائه الكروى فى حياته، إلا أن نجله جمال كشف عن الأمر، وقال «أبويا أهلاوى وعيلتى كلها أهلاوية».

اشتهر الرئيس المخلوع حسنى مبارك، بتشجيعه لنادى الزمالك، وكذلك الحال بالنسبة لنجله جمال.

الأمر الذى دائما ما يحزن الزملكاوية، هو معرفتهم بأن الرئيس المعزول محمد مرسى، كان مشجعا للقلعة البيضاء، وقد صرح بنفسه بأنه من كبار مشجعى الزمالك، حيث أعلن ذلك أثناء حملته الانتخابية فى عام ٢٠١٢.

حكاية حكام مصر والناديين الأكبر فى مصر والشرق الأوسط لم تتوقف فقط عند التأييد والتشجيع، لكنها تجاوزت هذا الأمر لمستوى الندية والخلافات وأحيانا الصراعات.

فالراحل صالح سليم أشهر رئيس للنادى الأهلى كان له ٣ مواقف تاريخية مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كانت أولها قصة الطائرة الرئاسية التى كانت تهبط فى ملعب مختار التتش بالنادى الأهلى، وفى إحدى المرات طلب زكريا عزمى من صالح سليم النزول لملعب التتش لاستقبال الرئيس الأسبق مبارك، إلا أن المايسترو رفض تماما بحجة أن الأهلى ليس قنطرة أو مطارا مؤقتا.

الواقعة الثانية كانت فى أزمة البطولة العربية عام ١٩٩٥، عندما كانت مباراة نهائى البطولة العربية للأندية بين الأهلى المصرى والشباب السعودى باستاد القاهرة، وقبل انطلاقها غضب المايسترو لاكتشافه أن رجال الرئيس الأسبق حسنى مبارك اختاروا له مقعدًا فى نهاية الصف الأمامى من المقصورة الرئيسية لملعب القاهرة خلف الوزراء والضيوف وممثلى النادى السعودى، فغضب بشدة وقرر الانسحاب، وانتهى الأمر بالرضوخ لرغبته، وجلس المايسترو بجانب الرئيس الأسبق.

الواقعة الثالثة كانت قبل إحدى مباريات الأهلى والزمالك، وبعد حادث قطار الصعيد الذى وقع عام ٢٠٠٢، حين اتفق مبارك مع إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام فى ذلك الوقت خلال تواجدهما فى واشنطن، على إقامة مباراة بين الأهلى والزمالك لصالح ضحايا الحادث.

وجاء رفض صالح خوض اللقاء لعدم إبلاغه وأخذ رأيه، ويعتبر صالح سليم الاستثناء الوحيد فى كل رؤساء الناديين بعد ثورة يوليو الذى وقف أمام رغبة السلطة، فى حين أن باقى رؤساء الأهلى كانوا تابعين إلى حد كبير للسلطة، وكل رؤساء الزمالك على الإطلاق كانوا يدورون فى فلك الحاكم.

لكن قبل يوليو ٥٢، كان للزمالك موقف وطني، يسطر له فى كتب التاريخ.

ففى سنة ١٩١٧ بدأ المصريون معركتهم الفاصلة لتحرير نادى الزمالك من سيطرة الأجانب.

وبدأت المعركة بعقد جمعية عمومية للنادى بشارع الشواربى وصدر عن الجمعية قرار بسحب الثقة من مجلس إدارة النادى المكون من الخواجات وانتخاب مجلس إدارة جديد من المصريين.. الدكتور محمد بدر رئيسا ومصطفى حسن وكيلا وإبراهيم علام أمينا للصندوق.

كل هذه الإجراءات والخطوات تمت والنادى تحت حراسة عشرين رجلا من أولاد البلد الجدعان، من أبناء بولاق الذين قرروا وتطوعوا لحماية النادى والحفاظ عليه وعلى مصريته.

حاولت وزارة الداخلية ومستشارها الإنجليزى حتى سفارات إنجلترا وبلجيكا وفرنسا فى القاهرة، التدخل وإعادة الأوضاع لما كانت عليه من سيطرة للأجانب إلا أن المصريين من أبناء الزمالك لم يتراجعوا ولم يستسلموا.

حب المصريين لناديي الزمالك والأهلى مسجل فى كتب التاريخ، فهما جزء من حراكه السياسى والوطنى والاجتماعى، هذا الحب تحول بحكم الظروف القاسية، وتدخلات الحكومات، التى تختلق الأزمات الجانبية لتبعد المصريين عن التفكير فى أزماتهم السياسية، فتحول الحب إلى تعصب.

هذه العصبية ترجمتها جماهير الناديين، إلى نكات تطلق بين الحين والآخر، فى تراشق مضحك للغاية، ينفس فيه المكبوت أو المهزوم غضبه فى السخرية من الآخر.

فعلى سبيل المثال نشر موقع مصريات عددا كبيرا من النكات أطلقها الأهلوية عقب كل خسارة لفريقهم من الزمالك، منها «واحد زملكاوى عنده أرق ومش عارف ينام…. قال له صاحبه عندى لك طريقة للنوم مؤكدة…عد من واحد لخمسميه… الزملكاوى مكدبش خبر… وأول ما الدنيا ليلت راح للسرير وبدء يعد.. واحد.. اثنين.. ولما وصـل إلى ميه وتسعة وتسعين …جاه النوم … قـام غـسـل وشه ورجع للسرير يكمل العد».

«زملكاوى راح للبقال فقال له عندك الشوكلاتة أم ربع جنيه قال له البقال نعم عندى فقال الزملكاوى طيب بكام».

«رابطة مشجعى الزمالك عملوا أتوبيس بالعرض عشان يركبوا كلهم قدام».

«واحد زملكاوى طلع له عفريت فى الفانوس السحرى وقال له شبيك لبيك عبدك بين إيديك قال أنا عايز أشوف المرحوم أبويا، العفريت قاله ده طلب صعب جدا أطلب حاجه تانية قال له عايزين نفوز على الأهلى العفريت قاله إنت أبوك مات سنة كام».

«مرة واحد زملكاوى راح اشترى بطيخه.. فطلعت حمرا.. راح مرجعها».

وعقب المباراة الشهيرة التى انهزم فيها الزمالك من الأهلى بستة أهداف مقابل هدف واحد، أطلق الأهلاوية سيلا من النكات منها: «مرة واحد زملكاوى بيوقف تاكسى بيقوله ٦ اكتوبر فقاله لا ستة واحد».

: مرة واحد زملكاوى اشترى ساعه كل ماتيجى الساعه ٦ تقول له بيبو بيبو بيبو».

«مره واحد زملكاوى حب يتجوز واحدة أهلاوية جابوا المأذون من إيطاليا».

«واحد زملكاوى متعصب خطب واحدة بيسألها عن عيد ميلادها قالت له ٦/١ فسخ الخطوبة».

«مره واحد زملكاوى شاور لتاكسى قاله رايح أبو العلا، السائق قاله لا: رايح أبو تريكة».

«مره بيسألوا سوق التاكسى إيه الفرق بين التاكسى والزمالك قال السواق التاكسى غلبان بيشل ٤ركاب أما الزمالك بيشيل ٦» .
«أهلاوى دخل على زملكاوى المستشفى لقاه تعبان خالص قاله معلش ياصحبى ستة وتزول».

وبعد مباراة فاز فيها الأهلى بثلاثية مقابل هدف وحيد، خرجت هذه النكات: إية الفرق بين برت بلس والزمالك، برت بلس ٣*١ لكن الزمالك ٣ فى عبدالواحد».

مرة واحد قابل واحد قاله كام بيروح فين …. قالة ٦ بيروح ميت عقبة.

مرة واحد زملكاوى سمع النكت اللى فوق جاتله ستة ( سكته ) قلبية.

وبالمقابل أطلق الزملكاوية سيلا من النكات على الأهلى بعد فوزهم.

«واحد اهلاوى قاعد فى المدرجات عمال يقول أهلى أهلى افتكروه تايه».

«أهلاوى راح يشرب عصير الراجل إداله العصير فى كيسة قالة ليه فى كيس، قاله وشك مش وش كاس».

«ما وجه الشبه بين النادى الأهلى وصف أول أبتدائي؟ كلهم بيطلعوا بدرى».

«أهلاوى حلم أن فريقه جاب الكأس، سأل مفسر أحلام قال له: أكيد بتشجع الأهلى حاول تستغطى كويس».

«ماهو وجه الشبه بين الأهلى وطلاب مدرسة المشاغبين ؟، كلهم لم ينجح أحد».

«أهلاوى مراته حامل قالوله عاوز ولد ولا بنت؟، قال نفسى فى الدورى».

ومن النكات إلى التعليقات والكوميكسات، حيث نشر أحد رواد مواقع التواصل الإجتماعى من جمهور المارد الأحمر بعد ضياع لقب السوبر المحلى لصالح أبناء ميت عقبة ردا على جمهور الزمالك صورة كتب عليها: » طب أنا على الأقل واخد السوبر٩ مرات ومتعود أحتفل الدور والباقى على اللى أول مرة ياخد السوبر من يوم ما اتعمل الفيس أصلا».

كما انتابت موجة عارمة من السخرية مواقع التواصل الاجتماعى من قبل جمهور نادى الزمالك بعد فوز الفريق الأبيض على المارد الأحمر وتحقيق لقب كأس مصر الموسم المنقضى وعلق أحدهم على هدف باسم مرسى بطريقته الخاصة قائلاً: «جون على طريقة كريستيانو رونالدو» فيما نشر آخر صورة للفنان الراحل عماد حمدى معلقا عليها: «الأهلى اتنفخ يا نينا».

نشر نشطاء صورة للفنان الكبير محمد هنيدى من فيلمه «وش إجرام» معلقاً عليها «محدش شاف الأهلى يا جدعان أصله كان عايز يكسب الكاس».

فيما نشر آخرون صورة للفنان هانى رمزى من فيلم «غبى منه فيه» كاتبا عليها: » قولتلهم مسيرى هوصل ده مش طبق كشرى ده محل كشرى».

ويأتى الأبرز فى الكوميكسات تغريدة الإعلامى عمرو أديب التى كتب فيها: «لعبنا أسوأ مبارياتنا ومحدش يقلى ده شمهوريش ولا عمل على رجل نملة الأهلى لعب وأجاد وكسب ومبروك ليه».

فيما علق نشطاء آخرون: «نركز يا جماعة هنبدأ المرة دى غير كل مرة وهنختم بـ سنظل أوفياء بردو».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة