داعش والكنيسة البطرسية

الثلاثاء، 21 فبراير 2017 09:03 ص
داعش والكنيسة البطرسية
إيهاب عمر يكتب

بينما يصنع تنظيم الإخوان في قطر وتركيا كتب وأفلام وثائقية لكل كبيرة وصغيرة من أجل ترسيخ روايتهم حول الأمور في مصر، فأننا في مصر رغم ما لدينا من حقائق، ووثائق بل وكروت لعب لا نقوم بتسليط الضوء على تلك الحقائق إلا عبر مقالات أو منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون توثيق الأمور.

يوم الأحد 11 ديسمبر 2016- قام الإرهابي محمود شفيق بتفجير نفسه داخل الكنيسة البطرسية في العباسية، ما أسفر عن استشهاد 29 مصليًا وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين، وخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجنازة يعلن اسم وتفاصيل الحادث في سرعة مهنية ادهشت العدو من جهة، ولاقت سخرية غلمان المؤامرة من جهة آخري.

وخلال بضعة ساعات تحول شباب المؤامرة إلى خبراء (DNA) وخبراء إعلاميين ومفرقعات ومؤامرات، وفي نهاية المطاف خرج علينا من يؤكد أن التفجير هو من صناعة النظام ضد المسيحيين في أحدث حلقة من حلقات الأدعاء الإخواني أن الدولة هي من تدير العمليات الإرهابية ضد شعبها وجيشها!، ولم ينس بعض المسيحين الموالين للمؤامرة ان يتهموا البابا تواضروس الثالث بالتواطؤ بل والتورط مع الدولة في تحرك الهدف منه ضرب المسيحين من الداخل.

وكان لافتًا إندلاع تظاهرات فورية شابها البلطجة في محيط الكنيسة فور وقوع الحادث واتخذت تلك المظاهرات اشكال الإجرام، ولا اعرف لماذا لم يتم التحقيق في هذا الفعل المدبر والظن أنه رد فعل تلقائي لما جرى من جرم!

ثم خرج تنظيم الدولة الإسلامية، وإصدر بيان، ولكن في فبراير 2017 اصدر تنظيم الدولة الإسلامية فيديو يظهر فيه الإرهابي محمود شفيق على طريقة تنظيمات القاعدة –داعش ليهدد ويتوعد ويعلن اعتزامه القيام بالعمل الإرهابي، ما يخرس كافة الألسنة الشاذة التي رفضت كافة الأدلة التي ساقتها الكنيسة قبل الطب الشرعي في هذا الملف.

على ضوء فيديو الدولة الإسلامية الأخير، يجب العودة إلى بيان وزارة الداخلية بتاريخ 13 ديسمبر 2016 حول الحادث، حيث يتحدث البيان عن قائد الخلية الاخواني مهاب مصطفى السيد قاسم ويلقب بــ«الدكتور»، وهو كادر إخواني يمجد فكر الإرهابي سيد قطب، الإرهابي الذى يعزف الجميع عن ذكر تاريخه وكيف يعتبر هذا الرجل هو الآب المؤسس الحقيقي لتنظيم الإخوان وتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وغيرها في مصر، وتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات خارج مصر في أفغانستان وسوريا والعراق.

تردد مهاب قاسم مرارًا على قطر، والتقى بقيادات إخوانية وقطرية هنالك، ولما نجح الأمن المصري في تصفية محمد كمال قائد العمليات الإرهابية في تنظيم الاخوان، اصبح قاسم هو مدير هذا الجهاز الإرهابي، وخطط لاكثر من عملية أهمها الكنيسة البطرسية.

بحسب بيان الداخلية، منفذ الجريمة هو محمود شفيق مواليد عام 1994، من عشاق سيد قطب وحازم صلاح أبو إسماعيل، شارك في اعتصام رابعة الإرهابي، ثم القى القبض عليه عام 2014 في الفيوم خلال إحدى المظاهرات الإخوانية بتهمة الانضمام إلى تنظيم الإخوان واتلاف الممتلكات العامة، ولكن تم الافراج عنه، ويجب الإشارة هنا إلى أن محامية الإرهابي تعد من أهم ناشطات التيار اليساري في مصر، ما يوضح بجلاء حقيقة الظهير اليساري الذي يترافع عن هؤلاء في المحاكم.

ويشير بيان الداخلية إلى أن الإرهابي توجه إلى شمال سيناء حيث تلقى تدريبات، ما يشير بحسب بيان الداخلية إلى وجود معسكرات تدريب للعناصر الإخوانية على يد تنظيم «بيت المقدس سابقا» في شمال سيناء، قبل أن يعود للقاهرة ويتصدى لتنفيذ عملية الكنيسة البطرسية، علمًا بأن اسرته ادعت اختفائه قصريًا ما يزيد عن العام قبل الحادث.

عملية الكنيسة البطرسية هي الحلقة المفقودة لكل من لم يصدق العلاقة الوثيقة بين التنظيمات الإسلامية مثل الإخوان وداعش وقطر سواء التنسيق المباشر أو العمل الإرهابي، نحن أمام خلية إخوانية خالصة يديرها عميل قطري عملت تحت راية داعش في شمال سيناء والقاهرة.

هذا السيل من الحقائق الذي ظفر به الوطن بدماء جنوده في سيناء والمصلين في الكنيسة البطرسية وعقول وسواعد الطب الشرعي والبحث الجنائي لماذا يذهب هباء إلا بعض السطور في الصحف؟ لماذا لا نرى سلسلة من الأفلام الوثائقية وعمل قناة خاصة لهذه الأفلام بدلًا من تناثرها على خارطة البث التلفزيوني؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق