كيف يواجه الأزهر ظاهرة «الإرهاب» في الجامعات؟

الجمعة، 24 فبراير 2017 11:09 ص
كيف يواجه الأزهر ظاهرة «الإرهاب» في الجامعات؟
مشيخة الأزهر الشريف
منال القاضي

تواصل مشيخة الأزهر الشريف، عقد سلسلة الحوارات المجتمعية بشباب المحافظات على مستوى الجمهورية، حيث عقدت اليوم الجمعة، لقاءً حواريًا بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان «نحو مستقبل أفضل للشباب»، بمشاركة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر.

ودعا المشاركون -حسب بيان للأزهر- إلى ضرورة مشاركة الشباب في العمل التطوعي، والابتعاد عن أصحاب المصالح والأهواء الذين ليس لهم هدف إلا استغلال الشباب، مؤكدين أن الأمن الفكري للمجتمع هو حماية الشباب وتنشئتهم تنشئة فكرية سليمة تحميهم من الوقوع في براثن الفكر المتطرف، مشددين على ضرورة اكتشاف مواهب الشباب والاهتمام بهم وأن نشعرهم أنهم قيد الاهتمام والرعاية من كافة المسؤولين وكافة المؤسسات.

وأوضح وكيل الأزهر، في رده على أسئلة الشباب حول التجديد في الفكر الإسلامي، قائلا: «التجديد في الفكر الإسلامي لزمة من لوازم شريعتنا، ولا يمكن أن ينفك عنها، ولا يمكن للشريعة أن تساير حاجات الناس وتواكب متطلباتهم من دونه، فالأحكام المحسومة التي لا تقبل التغيير ولا التبديل في الشريعة الإسلامية قليلة جدًا؛ حيث تكاد تنحصر في أركان الإسلام وبعض المحرمات المحدودة، وفي المقابل نجد أن ما لا يُحصى من فروع الشريعة الإسلامية مرن يقبل التطويع ليناسب زمان الناس وأحوالهم».

وأضاف شومان، أن الأزهر الشريف أعد مقررا دراسيًا يسعى لتعميمه على الجامعات المصرية حول الثقافة الإسلامية ليواجه انتشار ظاهرة العنف في الجامعات، وتوغل الجماعات الإرهابية داخل الحرم الجامعي، ويعالج القضايا الملحة، وتم الاتفاق مع المجلس الأعلي للجامعات لإقراره.

وأكد وكيل الأزهر، أن مصر اليوم تحتاج لحراك إعلامي إيجابي يدفع ويساند التنمية التي تتم على أرض الواقع، بدلًا من توجيه سهام النقد للمؤسسات، فمصر تحتاج من الجميع التكاتف، مؤكدًا أن الإعلام عليه دور كبير في توجيه سلوكيات الأفراد نحو العمل والإنتاج، مشيرًا إلى أن قناة الأزهر تأخرت كثيرًا، وهناك كثير من الأطروحات لكننا اتفقنا على عدم ظهورها إلا إذا كانت قادرة على الصمود محققة لأهدافها، فالعالم وليس المصريين فقط من ينتظرونها لأنها ستكون قناة عامة بعدة لغات، وستكون نقلة نوعية لإعلام صادق هادف.

ولفت شومان، إلى دور المرأة، قائلا: «إن الله أثبت للمرأة كل الحقوق وأوجب لها الرعاية الكاملة، وأن لها دور أساسي في المجتمع المسلم المتحضر، مستشهدًا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم الذى أكد على أن النساء شقائق الرجال، كما ألزم الرجل ببرها والعطف عليها»، مؤكدًا على اهتمام مؤسسة الأزهر بالمرأة، واختيارها في أماكن مميزة تليق بفكرها، وتدفع بها نحو المناصب القيادية بقوة.


وقال شومان إن الحملة موجهة ضد مناهج الأزهر، موضحًا أن الأزهر يدرس كافة المذاهب والأفكار، ويدرس الحقيقة وغيرها لنبين بطلان كل ما يخالف الحقيقة لنحذر الناس منه؛ وليس معني تدريسه أننا نقره، ولكننا ندرسه لنحمي الناس ونبين لهم الحق من الباطل بالنصوص الصحيحة، وللأسف الشديد جل من يتصدي بالنقد للمناهج الأزهرية من غير المتخصصين فضررهم أكبر من نفعهم، وهذا ما نواجهه من نقد غير بناء، لكن سيظل الأزهر أبد الدهر أكبر مؤسسة تحتوي التعددية، ولن يكون لدينا منهج واحد يقوم على رأي واحد فمذاهب الرأي الواحد صنعت لنا التطرف، أما التعدد فهو حماية فكرية للمجتمع.

وشدد شومان، على أن استهداف الأزهر له أهداف كثيرة، ويكفى أن العالم يقدر الأزهر، ومن يظن نفسه أنه قادر على عرقلة مسيرة الأزهر أو إضعاف جهوده فهو واهم.

وقال الدكتور ممدوح تهامي نائب رئيس جامعة الإسكندرية، إن مؤسسة الأزهر لديها قوة كبيرة لقيادة الحوار المجتمعي مع الشباب، فهو صخرة صلبة منيعة قائمة على فكر ومنهجية ثابتة، ولها قدرة على مواجهة الأمواج العاتية خاصة في السنوات الأخيرة التي قاد فيها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، السفينة بحكمة كبيرة ساهمت في حماية الشباب والوطن من فتن كبيرة كادت تعصف بالوطن.

وأضاف تهامي، أن مفهوم العولمة طرحه الغرب لطبع العالم وفقا لأهوائه، متناسين أن العالم به ثقافات وأفكار متعددة تخالف فكرو هدف العولمة التي طرحها الغرب، وهو ما أسهم بشكل كبير في ظهور التطرف.

وأشار تهامي، إلى أن مصر كان المجتمع في شبه عزلة حتى بداية السبعينات بدأت بعدها مرحلة الانفتاح على العالم، ولكن كان بطريقة عشوائية، وبدأت معها تتداخل مفاهيم فكرية جديدة غير سوية على الساحة تتخلي عن الأسس التي تبني الأمة بقوة مثل الدراسة والعلم والعمل، وكانت كل الاتجاهات والمخرجات تهدف للترفيه، قابله فكر عنيف من جانب أخر فتسرب فقدان الأمل، حتى جاءت ثورة يناير التي للأسف استغلتها بعض الجماعات لإشاعة الفرقة بين أبناء الشعب المصري.

ولفت شومان، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي فرضت نفسها على المجتمع المصري بقوة، وقد استغلها البعض لنشر الشائعات والأفكار الهدامة، وتدنت لغة الحوار بين الجميع، وهو ما وضع الدولة أمام خيارين، الأول: إما أن ننحي الخلاف، وإلثاني: أن نتجه لحوار مجتمعي يهدف لبناء الدولة على أسس سليمة، وهو ما اختارته الدولة، من خلال أسس واضحة قائمة على الأخلاق للخروج في النهاية إلى الاحترام المتبادل، وإعلاء المصلحة العامة كأساس ثابت، فلابد من تكاتف المؤسسات، والقيام بدورها في الحوار المجتمعي، خاصة المؤسسات الدينية والإعلامية وهو ما قام به الأزهر.

وقال القس بولس عوض ممثل الكنيسة المصرية «إننا نحتاج لحوار بناء بين مؤسسات الدولة والشباب للاستفادة من قدراتهم ومؤهلاتهم لصالح مستقبل مصرنا الحبيبة، ونحتاج لعمل وفكر إيجابي مشترك يعزز قيم المواطنة ويرسخها في العقول يكون له اسهام كبير في الإصلاح والقضاء على الفساد».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق