مفتي الجمهورية: القوامة ليست سلطة عليا في يد الرجل

الجمعة، 24 فبراير 2017 09:03 ص
مفتي الجمهورية: القوامة ليست سلطة عليا في يد الرجل
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن القوامة ليست سلطة عليا في يد الرجل يترتب عليها إلغاء شخصية المرأة في البيت، بل تحقق مصلحة الأسرة عندما يدير الزوج بها الأسرة إدارة حسنة بعيدًا عن الرعونة والتسلط.

وأوضح المفتي، خلال لقائه الأسبوعي في برنامج «من ماسبير» الذي يذاع على القناة الأولى بالتلفزيون المصري، أن القيِّم – وهو الرجل - هو من يدير مصالح البيت إدارة جيدة وحسنة بما يحقق المصلحة للأسرة جميعًا، فهو يرعى البيت ويديره بمنطق الحكمة وليس التسلط والرعونة، وإذا فهمنا القوامة بهذا المعني لا يمكن أن يُفهم منها إلغاء شخصية المرأة.

وأضاف المفتي، أن طاعة المرأة للرجل لا بد أن تُفهم في سياق الإدارة الحكيمة للبيت من قبل الرجل، مشددًا على أن قضايا المرأة والرجل يجب أن تعالج من خلال الفهم الجيد للنصوص الشرعية.

وأكد مفتي الجمهورية، أن معنى آية القوامة في قوله تعالى: {الرجال قوامون على النساء} يُفهم منها إدارة الأسرة بفن وحكمة، ونحن نريد هذا المعنى، ونطالب رب الأسرة أن يدير البيت بحكمة، لأن الأسرة التي تُدار إدارة جيدة، تنعكس هذه الإدارة الجيدة والتفاهم في الأسرة على الأولاد فيصبحوا أعضاء نافعين في المجتمع.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن التكليف الشرعي للرجل والمرأة ساوى بينهما في الحقوق والواجبات باستثناء بعض الأمور الخاصة بالمرأة، وأن قضية القوامة فهمت فهمًا خاطئًا من قبل المرأة والرجل، مستشهدًا بمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بيته، وكيف أنها كانت علاقة تعاون ورحمة ومودة، حيث كان صلى الله عليه وسلم مشاركًا أهل بيته في العمل المنزلي ولم يلغ شخصية المرأة، فخرج من بيت النبوة أمهات المؤمنين الذين ملئوا الدنيا علمًا وفضلًا.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن الحقوق المترتبة بين الزوجين يغلب عليها الطابع الأخلاقي، لأن العلاقة بين الزوجين لا يستطيع أن يضبطها القانون، لكن الأخلاق هي من تضبط هذه العلاقة.

وقال المفتي: إن الزوجة المصرية في أغلب الحالات معاونة في الأسرة، محافظة على كيان الأسرة، وتعاون الزوج في كل شئون الحياة، فهي لا تفرق بين مالها ومال زوجها وكذلك الزوج.

وأكد مفتي الجمهورية، أن الزوج الناجح والزوجة الناجحة هما من يتفقان على إدارة ناجحة للبيت، لأنهما شركاء في هذا البيت، فامتزاج ثقافتيهما المختلفتين تكونان بيتًا صحيًّا وصالحًا، موضحًا أن البيت بمثابة سفينة تحمل الأسرة جميعًا، وإذا لم يكن الرجل مديرًا وراعيًا قويًّا ومسئولًا لغرقت سفينة الأسرة منه.

وتابع المفتي، بقوله: إن شخصية المرأة مكملة لشخصية الرجل في البيت وليست ملغاة، وعليها أن تساعد زوجها في إدارة المنزل والتي تنجو بها سفينة الأسرة، موضحًا أن من يفهم القوامة على أنها تسلط وحكم سلطوي للرجل فهذا فهم خاطئ، وهذا خلاف ما كان يحدث من النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته، حيث كانت العلاقة بينهم تقوم على الحوار والنقاش، وأحيانا كان يوجد خلاف لكنه كان لا يؤثر على بنيان الأسرة.

وعن حدود طاعة المرأة للرجل قال «المفتي إنها تتوقف» على مدى نجاح الرجل في إدارة الأسرة والبيت إدارة حكيمة، وهذه الطاعة لا تعني تقييد حرية المرأة، وهذا من مزايا التشريع الإسلامي، مؤكدًا على أن المرأة المسلمة سبقت غيرها في حصولها على حقوقها؛ بأن كان لها ذمة مالية خاصة بها ومستقلة، وهذه الذمة تتطلب حرية المرأة مما يدل على رقي الإسلام في تعامله مع المرأة.

وفي سياق آخر قال «المفتي»: إن طاعة ولي الأمر مأمور بها شرعًا، لأن طاعته داخله في طاعة الله ورسوله ما دامت أن أوامره ونواهيه لا تخالف الشرع الشريف، مضيفًا أننا في دولة قوانين وهذه القوانين أوامر يجب طاعتها، وطاعة القانون داخلة في طاعة الله ورسوله صلى الله.

وعن ظاهرة انتشار الرشوة أكد «المفتي» أنها من مظاهر الفساد في المجتمعات، وهذه الأمور تقف عائقًا أمام البناء في الدول، وعلى من يجد هذه الأمور الخارجة على القانون أن يبلغ بها ولا يرضخ لأحد ويصعدها لمن فوقه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق