عمر هاشم لـ«صوت الأمة»: أهل الشر يحاولون تفتيت أمتنا العربية.. مناهج الأزهر تحتاج لمراجعة كل 3 سنوات.. تجديد الخطاب الديني ضرورة للتعامل مع البنوك.. ولا نستطيع تكفير «داعش»

الجمعة، 24 فبراير 2017 10:43 ص
عمر هاشم لـ«صوت الأمة»: أهل الشر يحاولون تفتيت أمتنا العربية.. مناهج الأزهر تحتاج لمراجعة كل 3 سنوات.. تجديد الخطاب الديني ضرورة للتعامل مع البنوك.. ولا نستطيع تكفير «داعش»
هناء قنديل

«تجديد الخطاب الديني».. هو التحدي الأبرز الذي يواجه المؤسسات الإسلامية، في ظل تصاعد وتيرة عنف الجماعات الإسلامية الإرهابية من أمثال «داعش» و«القاعدة»، والتي يرى البعض أن تلك الجماعات وجدت تأصيلًا لفكرها المتطرف في كتب الفقه، ما زاد قدرتها على التلاعب بالعقول وجذب المزيد من العناصر المضطربة التي تميل للعنف، وترتاح لوجود ما يبرره، «صوت الأمة» التقت بالدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بمصر، للحديث عن رؤيته عن كيفية التصدي للعنف الإسلامي المتنامي، وإلى نص الحوار:


ما رأيكم في الفكر التكفيري الذي يتبناه «داعش»؟
هذا التنظيم لا يمت للإسلام بصلة، والدين بريء منه، ومن كل إنسان يكفر أخاه، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: «أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه».

وهم انشقوا عن الجماعة، وشقوا عصا الطاعة ورسولنا الكريم، قال: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل قتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه»، فالرسول يتبرأ من هؤلاء الذين يخرجون على الناس ويثيرون الرعب فيهم.

كيف تُقيم أفعال التنظيم؟
استخدام العنف مرفوض، وكل تصرف يحاول التشدد، والعدوان على النفس الإنسانية «حرام»؛ لأن الله تعالى قال: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلَّا بِالْحَقِّ»، والرسول صلى الله عليه وسلم، أوضح لنا ذلك فقال: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة»، فهؤلاء يشرذمون الأمة، ويفرقونها فكلها جماعات باطلة لا أساس لها من الصحة، ولا يقرها الدين، لذا فجميع أنواع التفجيرات حرام، والمولى سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا».

لماذا لم نجد الأزهر أو أي مؤسسة دينية أخرى تكفر داعش؟

لا نريد أن نقع في خطأ التكفير، كما وقع غيرنا مثل من يسبون الصحابة أو يكفرونهم، أو يكفرون الناس.

كيف تكون مواجهة داعش إذن؟
الفكر لا يواجه إلا بالفكر، والحجة تُقارع بالحجة، هم أخطأوا بتكفير بعضهم بعضًا، وناديت في كتابي الذي أخرجته عن الخطاب الديني، بأن يتم تحديث وتجويد الخطاب الديني لنكلم الناس بما يليق بزمنهم ومكانهم.

إلى أي مدى تطمئن لمناهج جمع الحديث التي اعتمد عليها السلف مثل البخاري ومسلم؟
البعض عندما عجزوا عن النيل من السنة، حاولوا أن يجرحوا أصح كتاب بعد كتاب الله، وهو صحيح البخاري، وقالوا بهتانًا وزورًا أن به أحاديث ضعيفة، وكل هذا الكلام خطأ؛ لأن كل الأحاديث الموجودة بالبخاري صحيحة، أنا شخصيًا مكثت مع هذا الكتاب 17عامًا، كنت أحمله، وأحمل مراجعه، إذا ذهبت إلى الحج، أو العمرة، أو للقرية، ووفقني الله إلى شرحه في 16 مجلدًا من القطع الكبير، وأشهد الله أنني لم أجد فيه حديثًا واحدًا ضعيفًا، بل كل ما فيه صحيح.

ماذا عن دسائس المنافقين في كتب السنة؟

ليست موجودة في صحيح البخاري، ولا موطأ الإمام مالك، ولا في رياض الصالحين، ولا في مثل هذه الكتب التي انبرى الأئمة المحدثون إلى غربلتها، وتنقيتها، وتحديد الصحيح منها؛ ولذلك كان صحيح البخاري، وسماه الصحيح لأن جميع ما فيه صحيح، وتقدمت بـ5 كتب في هذا الشأن للمكتبة الإسلامية، ونشر لي مجمع البحوث كتابًا عن السنة النبوية في مواجهة التحدي، دافعت فيه عن السنة ورددت على شبهات المستشرقين وأعداء الإسلام.

ما دوركم كعلماء في مواجهة المخاطر التي تواجه العالم الإسلامي ودرء الفتنة؟

واجب المسلمين في المرحلة الراهنة، أن يكونوا يدًا واحدة، وأن يدافعوا عن دينهم ومقدساتهم، وألا يستمعوا إلى هذه الأباطيل، التي يروجها أعداء الإسلام، فهؤلاء الذين يحاولون إنكار السنة مرة، ثم التطاول على شوامخ أئمة الإسلام والعلماء مرة أخرى، لا يجب الاستماع إليهم، ويجب علينا أن نحافظ على مقدساتنا وأولها المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والأقصى من ورائهما، في مواجهة من يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فواجب مؤسساتنا وجامعاتنا؛ أن تتصدى لهؤلاء الذين يشعلون الفتن، ويحاولون أن يفصلوا الأمة عن مقدساتها ودينها، ودستورها السماوي.

هل هناك ضرورة لتجديد الخطاب الديني في الوقت الراهن؟

نعم، فهذا شيء ضروري؛ لأن تجديد الخطاب الديني من أجل جعله مطابقًا لمقتضى الحال، من الأمور التي تضمن حيوية الفقه، ويجب أن يلقى هذا الأمر اهتمامًا من جميع مؤسسات الإسلامية، فهناك أشياء استحدثت لم تكن موجودة في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، مثل: البنوك يجب أن نبين حكمها للناس، وأن نحيي علوم الدين.

ما أبرز التحديات التي تواجه مستقبل العالم الإسلامي؟
أنا دائمًا أتفاءل بالخير، فطالما هناك الحرمين وهنا الأزهر، فالأمة بخير؛ لأن أهل الشر يحاولون تفتيت أمتنا العربية والإسلامية، ويحاولون فصلها عن رسالتها وعن قرآنها، وهو ما لن يتحقق مطلقا مادام الحرمان والأزهر يؤدون رسالتهم كما يريدها الله، لكن يجب أن ننتبه إلى المخاطر التى تواجهنا، وبخاصة هؤلاء الذين يريدون إثارة الفتنة بين الدول الإسلامية.

مناهج التعليم الأزهري هل تراها بحتاجة إلى مراجعة؟

أنا صاحب رأي مفاده أن أي نظام من نظم التعليم في العالم يحتاج مراجعة كل 3 سنوات؛ لمعرفة هل يحتاج إلى زيادة، أو اختزال، أو بيان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق