مؤتمرات جنيف حول سوريا.. تاريخ من الفشل (تقرير)

الجمعة، 24 فبراير 2017 07:34 م
مؤتمرات جنيف حول سوريا.. تاريخ من الفشل (تقرير)
سوريا
أحمد جودة

تتواصل المباحثات حول الأزمة السورية في مدينة جنيف بسويسرا اليوم الجمعة لحل الصراع الدائر منذ ست سنوات، وبدأت هذه المباحثات برعاية الأمم المتحدة منذ عام 2012، للوصول إلى اتفاق مرضي لجميع الأطراف بين المعارضة السورية ونظام الأسد، ورغم ما يقدمه المجتمع الدولي من جهود لإنهاء الصراع بين الطرفين عبر مؤتمر جنيف، إلا أن هذه المفاوضات تنتهي بالفشل مثل سابقيها.

جاء مؤتمر «جنيف1»، الذي عقد في يونيو 2012، مخيبا للأمال بعد إصداره مجموعة من التوصيات، كانت أبرزها تشكيل حكومة من ممثلي الحكومة والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية، إلا أن النظام السورى بادر برفض هذه التوصيات فكانت مصيرها الفشل، لرفضه تسليم السلطة لأي طرف، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

وشهدت مفاوضات مؤتمر «جنيف 2»، التي عقدت في يناير 2014، نوعا من التوتر والخلافات بين الطرفين، فكانت تنظر حكومة الأسد أن الغرض الأساسي من المفاوضات هو مكافحة الإرهاب ووقف العنف، ورفض اقتصار المحادثات على نقل السلطة، في حين إصرار المعارضة السورية على نقل السلطة، وتشكيل هيئة انتقالية تتولى شؤون البلاد، مما وصلت المشاورات إلى نفق مظلم.

وأدى إصرار الطرفين إلى فشل مفاوضات مؤتمر «جنيف 2»، حيث أكدت حكومة الأسد على استقلال سوريا، واعتراضها على تسليح المعارضة، ورفض التدخل الأجنبي، فيما تمسكت المعارضة بنقل السلطة، وإغفال نظام الأسد عن توصيات مؤتمر جينيف الأول.

وخلال ثلاث جولات من المحادثات في فبراير ومارس وأبريل العام الماضي، لم يتوصل مؤتمر «جنيف 3» إلى نتائج مثمرة أيضا، بسبب الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، التى انتهت إلى تعليق المحادثات. حينها اتهم بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية بجنيف، «مجموعة الرياض»- المجموعة المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية- بالسعي إلى إفشال المفاوضات السورية عبر طرح شروط مسبقة لبدئها، كما أتهم رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المجموعة رياض حجاب الحكومة السورية بالعمل على إفشال هذه المباحثات، ووجه اتهامه إلى روسيا والجيش السوري بتكثيف العمليات العسكرية والغارات الجوية.

وفي محاولة جديدة، أطلقت الأمم المتحدة محادثات سلام، والمنعقدة الآن في سويسرا، في جولة أخرى من مفاوضات السلام في جنيف، بعد فشل الجولات الثلاث السابقة، والتي تجري تحت وساطة الأمم المتحدة، للسعى إلى وقف النزاع المسلح بين الأطراف في سوريا.

وأكد دي ميستورا، المبعوث الأممى حول الأزمة السورية، أنه ليس من المتوقع تحقيق «معجزات» في المفاوضات التي تجرى الآن، محذرا من المبالغة في التفاؤل بشأن نتائج مباحثات جنيف، واصفا الأزمة بكابوس للشعب السوري، والذي يرغب بشدة في إنهاء النزاع.

وحذر المبعوث الأممي وفدي الحكومة والمعارضة من توابع فشل المحادثات الجديدة، التي ستخلف مزيدا من القتلى والإرهاب، إلى جانب انتشار الأعمال المروعة والمعاناة وزيادة عدد اللاجئين، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق