«دير شبيجل»: المخابرات الألمانية تتجسس على الصحفيين منذ 1999
الأحد، 26 فبراير 2017 12:30 م
كشفت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، أمس، أن وكالة المخابرات الألمانية «بي إن دي» – المسؤولة عن دائرة المخابرات الخارجية - تجسست على أعداد كبيرة من الصحفيين الأجانب في الخارج على مدى سنوات عدة.
ووفقًا لوثائق كشفتها المجلة فإن جهاز المخابرات الألماني تجسس على تلفونات وأرقام فاكسات و«إيميلات» لحوالي 50 صحفيا أجنبيا يعملون لغرف أخبار حول العالم منذ 1999.
وشملت عملية التجسس صحفيين من هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ووكالة «رويترز»، وصحيفة «نيويورك تايمز»، وهو ما يراه مناصري حرية التعبير انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة.
وشملت قائمة الصحفيين الذين خضعوا لعمليات المراقبة أكثر من 12 مراسلا يعملون لدى «بي بي سي» في مكاتبها في عدة دول منها أفغانستان، كما طالت عمليات التجسس، صحفيين في مقر «بي بي سي» بلندن.
من جهتها، أعربت هيئة الإذاعة البريطانية عن استيائها حول عمليات التنصت، وقال المتحدث باسم الهيئة: «نشعر بالإحباط عند سماع هذه الادعاءات»، مضيفا: «مهمة بعثة بي بي سي هي جلب الأخبار والمعلومات الدقيقة للناس في جميع أنحاء العالم، ويجب أن يكون صحفيينا قادرين على العمل بحرية وأمان، مع توفير الحماية الكاملة لمصادرهم، ونحن ندعو جميع الحكومات إلى احترام عملية حرية الصحافة».
ووفقًا للوثائق، فإن أرقام هواتف صحفيين يعملون لصحيفة «نيويورك تايمز» في أفغانستان ووكالة «رويترز» للأنباء في أفغانستان وباكستان ونيجيريا مدرجة على قائمة جهاز المخابرات الألماني، وشملت القائمة أيضًا أرقام لصحيفة «زيمبابوي اندبندنت»، و«ديلي نيوز».
وتضمنت القائمة أيضًا أرقام أخرى لمراسلين ينتمون إلى وكالات الأنباء من الكويت ولبنان والهند بالإضافة إلى جمعيات الصحفيين في نيبال وأندونيسيا.
وتعتبر عمليات التنصت انتهاكا صريح لحرية الصحافة في ألمانيا حيث يتمتع الصحفيون بحماية ضد تدخلات الدولة، ولهم حماية قانونية ممثالة للأطباء والمحامين. فالصحفي الألماني له الحق في الامتناع عن الإدلاء بالشهادة في المحاكمات من أجل حماية مصادره، كما يحظر القانون الألماني وكالة المخابرات الداخلية من إجراء المراقبة على الصحفيين.
من جانبه، قال كرستيان ميهر، رئيس فرع منظمة «مراسلون بلا حدود» في ألمانيا، إن تجسس جهاز المخابرات الألماني على الصحفيين يعد «هجوم سيء على حرية الصحافة... وانتهاك جديد للدستور.. وإن حرية الصحافة حق من حقوق الإنسان ينطبق على الصحفيين الأجانب».
