عقب شائعات عن قرب خصخصتها.. الموانئ المصرية «أمن قومي»

حالة من الجدل سيطرت على العاملين بمجال النقل البحري، خلال الفترة الأخيرة، بعد ضم عدد من الموانئ لقناة السويس، وبدء عمليات تنمية عدد من الموانئ ومنها السخنة، وهو ما أثار الشائعات حول نية الحكومة لخصخصة عدد من الموانئ المصرية، في إطار خطة لتوفير أعلى سيولة ممكنة.

والمتابع لحركة النقل في مصر يجد أن شركة موانئ دبى سيطرت بشكل كامل على ميناء السخنة، وهو أهم ميناء في مصر حاليا، كما سيطرت إحدى الشركات الهولندية وهي قناة السويس للحاويات على ثانى أهم ميناء في مصر وهو ميناء شرق بورسعيد، فيما تخطط شركة الموانئ الصينية للسيطرة على ميناء الاسكندرية، الأمر الذي يجعل الموانئ المصرية في عهدة الشركات الاجنبية، ويجعل مزاعم الحكومة بعدم الخصخصة مجرد وهم.

وقال الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل الأسبق، إن خصخصة الموانئ البحرية أمر مستبعد تماما، ولم تتم مناقشته من قريب أو بعيد، موضحا أن عمليات تطوير النقل البحري والموانئ ليس لها علاقة نهائيا بأي خصخصة، وأن طرح المشروعات على رجال الأعمال بداخل الموانئ ليس له أدنى علاقة بخصخصة للموانئ أو غيره.

وأضاف الجيوشي أن الوزارة انتهت من مخطط كامل لتطوير الأداء بالموانئ، شمل رفع مستوى الأرصفة وإعادة دراسة التعريفات والرسوم، على أن يتم زيادتها بنسبة مناسبة للجميع مع إنشاء هيئة أو سلطة لتوحيد قرارات الموانئ والنقل بشكل كامل، موضحا أنه قام بتشكيل لجنة لدراسة ملف انشاء السلطة البحرية وسلطة النقل، وتتكون اللجنة من رئيس هيئة السلامة البحرية ورؤساء الموانئ، وقال إن اللجنة سيصدر لها قرار رسمي بموعد الانتهاء من إعداد التقرير النهائي.

وأشار الجيوشي، إلى أن الوزارة انتهت من مخطط إنشاء أكاديمية للنقل من المقرر الاعلان عن تفاصيلها خلال شهر، وسيتم إنشاءها على مساحة 180 فدان بالبحيرة، وتشمل مدرسة ثانوية وكلية للهندسة وأكاديمية للدراسات العليا في كافة قطاعات النقل، لتخريج طلاب على دراية كاملة بكافة مشروعات النقل وكافة أعماله.

وقال إن ميناء الاسكندرية في انتظار طفرة عالمية تشمل ربطه بميناء أوسطى جديد يربط الاسكندرية بالدخيلة، على أن يتم استغلال المسافات غير المستغلة بداخل الميناء، ليصبح ميناء الاسكندرية الأكبر بين موانئ مصر، موضحا أن الوزارة بدأت بشكل فعلي في عدد من المشروعات البحرية المتوقع أن تحقق طفرة في النقل البحري وعلى رأسها مشروع إدخال ونش عملاق لإنتشال السفن الغارقة.

ومن ناحية أخرى، قال اللواء شرين حسن رئيس قطاع النقل البحري السابق، وخبير النقل الدولي، إن الموانئ أمن قومي ولا يمكن لأي مخلوق العبث بها أو خصخصتها، موضحا أن وجود شركات أجنبية بالموانئ لا يعنى أن الموانئ تمت خصخصتها ولكنها تعمل وفقا لقوانين الاستثمار، والدولة لن تقوم بخصخصة الموانئ ولكنها تقوم بعرض المشروعات وهو الأمر متبع في جميع أنحاء العالم.