منذ 48 عامًا.. البابا تواضروس يكسر قرار المجمع المقدس ويزور الأراضي المحتلة

الخميس، 26 نوفمبر 2015 12:38 م
منذ 48 عامًا.. البابا تواضروس يكسر قرار المجمع المقدس ويزور الأراضي المحتلة
إسراء الطنطاوي

«إن مصر أيضًا بلد مقدس».. هكذا وضع البابا الراحل «شنودة الثالث»، بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية، مصر في مكانة القدس، بعدما حرم زيارة الأقباط إلى مدينة القدس المحتلة، ومنع رحلات الحج بعد سقوطها تحت الاحتلال الإسرائيلي، فقد كان يرى أن زيارة الأقباط للقدس تعتبر تنشيط للسياحة والعملة الإسرائيلية، وتعد ذلك مساهمة منهم في زيادة ميزانية إسرائيل، ومساعدة غير مباشرة في قتل الشعب الفلسطيني.

وفي يوم 26 مارس 1980، صدر قرار المجمع المقدس، بتحريم حج المسيحيين إلى الأراضي المقدسة، تضامنًا مع مقاطعة الشعب المصري زيارة فلسطين بعد اتفاقية كامب ديفيد، والذي أشاد به الفلسطينيين والعرب واعتبروه قرار وطني لصالح القضية الفلسطينية، ومن يخالف هذا القرار كان يتعرض للعقاب من قبل البابا شنودة الثالث، فكان يلزم من يسافر إلى القدس بنشر اعتذار رسمي في جريدة الأهرام ويحرم من التناول لمدة سنة كاملة، ولكن كان هناك بعض الاستثناءات لكبار السن والمرضى بعد دراسة كل حالة وأسباب زيارتها، وتحديد العقاب المناسب لها، على عكس الشباب.

وكان البابا شنودة أول من التزم بهذا القرار، بعد رفضه مرافقة الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس في نهاية السبعينات، الأمر الذي تسبب في إبعاده إلى دير وادي النطرون في سبتمبر 1971، وتكرر رفضه للذهاب إلى القدس مرة أخرى عام 1992، لتجليس الأنبا إبراهام مطرانًا للقدس وكرسي أورشليم، واكتفى بإرسال وفد يرأسه الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري وعدد من الأساقفة نيابة عنه.

ولأول مرة منذ عام 1968، وبعد رفض البابا كيرلس السادس الذي سبق البابا شنودة، والذي كان له موقفًا مماثلًا، زيارة القدس عام 1967 بعد وقوعها في يد الاحتلال الإسرائيلي، يزور البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأراضي المحتلة، للصلاة على مطرانها الراحل الأنبا إبراهام الذي توفي أمس الأربعاء، ويرأس وفد كنيسيًا رفيع المستوى يتألف من 3 أساقفة وكاهن وشماس للسفر إلى القدس عبر تل أبيب.

وتعد تلك الزيارة كسرًا لقرار المجمع المقدس، باعتبارها أول زيارة لشخصية تعتلى كرسي البابوية المصرية منذ عشرات السنين، على الرغم من تأكيد البابا تواضروس سابقًا، إلتزامه بالقرار واستمرار العقاب لكل من يخالفه، ولكن مع مراعاة كل حالة وظروفها.

وشددت الكنيسة على أن هذه الزيارة لا تعد كسرًا للقرار، وإنما تكريمًا للمطران الراحل، والذي تتلمذ على يده البابا تواضروس، في دير الأنبا بيشوي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق