بالصور..غطاس مجارى .. عندما تنتهى الحياة فى «بلاعة»

الخميس، 26 نوفمبر 2015 07:38 م
بالصور..غطاس مجارى .. عندما تنتهى الحياة فى «بلاعة»

رائحته الكريهة وملابسه الرثة، ليست فقرا فقط , وليست كرها فى النظافه وإنما هى كرها وجبرا عليه بسبب طبيعة عملة, فقد وضعه القدر فى تلك الخانه بين البشر وشاءت له الظروف أن يكون من بين الذين وقع عليهم الاختيار أن تكون حياتهم تحت الأرض , ووراء البشر يتولون أمر تصريف مخلفاتهم , أعتدنا أن نراه يحمل فى يده مجموعة من الأسياخ الحديدية، يركب دراجة قديمة شكا منها الزمن، من كثرة ترحالها بحثا عن الانسداد فى أى ماسورة وعن الطفح من أى بالوعة يخرج.

وفى المكان الذى نهرب منه جميعا ونضع أيدينا فوق أنوفنا عندما نمر بجواره، يتقدم هو وكأن أنفه أعتادت هذة الرائحة الكريهة، ليبدأ عمله وهو يعلم أنه قد ينزل إلى هذا المجهول ولا يعود ولكنه لا يملك حتى رفاهية التراجع والابتعاد مثلنا يضرب بأدواته باحثا عن الانسداد وعندما تفشل محاولاته يضطر إلى النزول من فوهه يمر منها جسدة بالكاد إلى غرفة صغيرة يقولون عنها «غرفة التفتيش» " وأحيانا " البلاعة " هذة الغرفة التى لا تعطيه مساحة للوقوف دائما ممتلئه بالغازات الخانقة وأحيانا القاتلة , إلا أنه يبعث عن العطل دون أن يلتفت إلى أن بقائه طويلا فى هذة الغرفة قد يتسبب فى نهايته خنقا, وهو ما يحدث كثيرا حيث تنتهى به الحياة هنا فى تلك الغرفة مخنوقا تاركا وراؤه فوق الأرض الجميع، ممن رأوا البالوعة والطفح بجوارها فهربوا منها من خوفا من رائحتها .. نحن نهرب من الرائحة وهو تحت الأرض يموت بسببها أنه «غطاس المجارى»، ذلك الرجل الذى تنتهى غالبا حياته فى "بلاعة" مجارى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق