ننشر خطة الداخلية لتطهير الوزارة من «ضباط التعذيب»

مفارقة غريبة تعاني منها وزارة الداخلية، وتبحث عن طرق للتخلص منها‘ ففي الوقت الذي يسفح فيه «دم الشهداء» في الكمائن وأماكن الخدمة ليملأ وجه وزارة الداخلية بالعزة والشرف، يرتكب بعض حمقي الغرور من ضباط نفس الوزارة حوادث تشوه تضحيات زملائهم وتجلب السخط علي قيادات الأمن، ويضيع مجهودات رهيبة تبذل في سبيل محاصرة الجماعات الارهابية والتكفيرية.

التعذيب لا ينتهي
بقصد أو دون تزايدت حالات التعذيب والوفيات داخل أقسام الشرطة وأخرهم وفاة "شبيب" والذى اطلق عليه «خالد سعيد الصعيد» وبعدها وفاة طبيب بيطري بالإسماعيلية واليوم وفاة سجين بقسم عين شمس.

علمت «صوت الأمة» أن وزير الداخلية أجتمع بعدد من مساعديه داخل الوزارة، وبحث معهم عدة أمور من بينها أسباب عودة ظهور حالات تعذيب للمتهمين والمواطنين داخل الأقسام.
اجراءات التطهير
وأكد مصدر أمنى أن اللواء مجدى عبدالغفار، شدد على مساعديه خلال الإجتماع على ضرورة التنبيه على الضباط والأفراد بالالتزام بضبط النفس وعدم التعرض لكرامة المواطن ومراعاة حقوق الأنسان.

ومع انتهاء الإجتماع الذى حضره مساعد وزير الداخلية لقطاع التفتيش والرقابة واللواء أبوبكر عبدالكريم مساعده للعلام والعلاقات، خرج بعدة قرارات من بينها، سرعة التعامل مع الشكاوى والبلاغات المقدمة لقطاع حقوق الأنسان بالوزارة واخطار الوزير شخصيًا بالنتائج.
اعطاء صلاحيات واسعة لقطاع التفتيش لمعاقبة الضباط الخارجين عن القانون والمتهمين فى حالات تعذيب وذلك لعقوبات تصل إلى الوقف عن العمل والنقل الى أعمال إدارية بالوزارة مع ابلاغ الوزير بنتائج التحقيقات، بالإضافة إلى نقل جميع الضباط من تورط فى قضايا تعذيب متهمين.
كما شدد وزير الداخلية على الإستعانة بتطبيق قواعد ومعايير حقوق الأنسان التى تدرس بكلية الشرطة وعقد دورات وفرق فى مجال حقوق الأنسان وطرق البحث فى الجرائم المطبقة فى الدول المتقدمة والعمل بها وذلك خلال فترة قصيرة.

وفور انتهاء الإجتماع خرجت وزارة الداخلية، ببيان صحفى، قالت فيه إنه لا تهاون مع أي تجاوزات فردية تقع من بعض رجال الشرطة، ولا تعبر بأي عن طبيعة العمل الوطني لرجال الشرطة.
وتابعت الوزارة، أن العقيدة الراسخة في وجدان رجال الجهاز هي التضحية بالغالي والنفيس دفاعًا عن أمن الوطن والمواطنين، والالتزام باحترام نصوص وروح القانون في كافة المهام الموكلة لهم، والمحافظة على الكرامة الإنسانية واحترام القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وفقًا للدستور والقانون.
وأكدت الوزارة أنها لن تسمح لبعض التصرفات والأفعال الفردية، بأن تنال من التاريخ العريض للشرطة المصرية في العمل الوطني، وتضحيات رجالها الأبطال في مواجهة الإرهاب، الذين قدموا ولازالوا فى سبيل القضاء عليه، الآلاف من المصابين والمئات من الشهداء.
ونوهت الوزارة بأن كافة الوقائع المنسوبة لبعض رجال الشرطة هي محل تحقيقات بالوزارة والنيابة العامة، وستُعلن نتائج التحقيقات بشفافية على الرأى العام، وأنها ملتزمة بتنفيذ القانون وتطبيق القرارات والأحكام القضائية على الجميع دون استثناء حرصًا على مبدأ سيادة القانون، مشيرة إلى أن رجال الشرطة عازمون دومًا على التمسك بالقيم المهنية والأخلاقية والتفاني في إنجاز رسالتهم الوطنية مهما كانت التحديات ومهما بلغت التضحيات، مدركين لما يحيط بالوطن من مخاطر.

وفى نفس السياق أجرى اللواء سعيد شلبي، مدير أمن القليوبية، حركة تنقلات بين ضباط المديرية، شملت عددًا من مساعدي المدير ورؤساء ومعاوني المباحث.
وقرر شلبي نقل الرائد أحمد عبد العاطي، رئيس مباحث مركز شبين القناطر، ليتولي رئاسة مباحث مركز قليوب، والنقيب معتز شويخ، معاون مباحث مركز شبين، إلى قسم مكافحة المخدرات، وتعيين الرائد حازم سعد، رئيسًا لمباحث شبين القناطر، والرائد محمد سعيد عرفان، رئيسًا لمباحث الخصوص، وذلك على خلفيه تعذيب متهم حتى الموت داخل مركز شرطة قليوب.
مصادر قريبة من الإجتماع طلبت عدم ذكر إسمها أن ثمة تعليمات بعمل تحريات دقيقة حول الضباط والأقسام الشرطية التي تتبني أساليب الإهانة والتعذيب وبيان مدي حقيقة معتقداتهم السياسية وانتمائاتهم.