في ذكرى عيد الجلاء.. «قتلوا الشمس مرة وجبناها تاني»

الأحد، 18 يونيو 2017 04:43 م
في ذكرى عيد الجلاء.. «قتلوا الشمس مرة وجبناها تاني»
جمال عبد الناصر اثناء توقيع اتفاقيه الجلاء بين مصر و انجلترا
إسراء سرحان

«قتلوا الشمس مرة وجبنا الشمس تاني، خلي البحار يملي عيونه من نور بلدي، خلي البحار يفرد صدوره لنسمة ولدي، ويشوف الضحكة في عين ولدي، الضحكة شوارع مرصوفة دنا ضحكة ابني موصوفة»، بهذه الكلمات وصف عبد الرحمن الأبنودي، حال شباب مصر ورجالها في أكثر من سبعين عامًا حتى تحقق الجلاء التام والكامل عن أرض مصر.

في ذكرى «عيد الجلاء»، اليوم، تحتفل مصر بجلاء آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية في 18 يونيو 1956، نتيجة اتفاقية الجلاء بين مصر وإنجلترا، وكان صمود الشعب المصري سببا في هذا العيد.

معركة الجلاء

بدأت مع الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 وبعده بثلاث سنوات بدأت مفاوضات دوملدورف في 1885 إلى 1887 في محاولات إنجليزية لخداع المصريين وإقناعهم بأن القوات البريطانية جاءت لمهمة ولن يطول بقاؤها.. لكن الإنجليز استمروا، لتبدأ بعد ذلك المقاومة المصرية طلبا للجلاء.. وقاد الزعيم مصطفي كامل المقاومة الوطنية ومعه محمد فريد.. وكانت دعوة مصطفى كامل هي الشرارة التي انطلقت منها ثورة 1919 والتي اندلعت عقب اعتقال سعد زغلول ورفاقه في شهر مارس 1919.

كانت ثورة 1919 إعلانًا مصريًا وقويًا ضد إعلان الحماية الإنجليزية علي مصر عام1917 واستمرت الثورة تحمل لواء المقاومة أملا في تحقيق الجلاء التام عن مصر حتى صدر تصريح 28 فبراير 1922 وبرغم أن تصريح 28 فبراير أكد استقلال مصر واعتبارها دولة ملكية دستورية خاصة بعد صدور دستور 1923.

وكلما طالب المصريون باستكمال الجلاء البريطاني، كان الإنجليز يسيطرون أكثر حتى كانت معاهدة 1936 التي سميت معاهدة الصداقة والتحالف بين مصر وبريطانيا وتم توقيعها في 26 أغسطس عام 1936، وبمقتضاها تقرر انتقال القوات البريطانية المحتلة إلى مناطق محددة في سيناء ومنطقة القناة ومديرية الشرقية حتى حدود القاهرة والجيزة على أن تقوم الحكومة المصرية ببناء ثكنات هذه القوات.

الحركة الوطنية لم تهدأ واعتبرت المعاهدة إهدارا لجهودها.. وظلما للدماء الزكية التي سالت من أجل جلاء القوات الإنجليزية تماما عن مصر لذلك عادت المظاهرات الشعبية الضخمة مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 واستمرت المظاهرات التي راح ضحيتها عدد من الشباب المصري في عام 1946 مطالبة بالجلاء ورضخ الانجليز ورحلوا عن قلعة القاهرة في 4 يوليو 1946 لكن ذلك لم يشف غليل المصريين وظلوا يكافحون ويجاهدون ويطالبون بالجلاء التام تحت شعار «الجلاء التام أو الموت الزؤام».. وعادت المفاوضات من جديد إلا أن الإنجليز أصروا علي بقائهم في مدن القناة وعدم مغادرة خط القناة مهما كان الثمن.

وقامت ثورة 23 يوليو 1952 ليرتبط الجيش مع الشعب في مقاومة المحتل، وفي 1954 بدأت المفاوضات المصرية الإنجليزية تحت ضغط هجمات الفدائيين علي معسكرات الاحتلال وانتهت بعقد اتفاقية الجلاء في 29 أكتوبر 1954 التي بمقتضاها كان الجلاء عن مصر وانتهاء الوجود الإنجليزي تماما في خط القناة، وشهد يوم 18 يونيو 1956 جلاء آخر جندي إنجليزي عن مصر وقام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر برفع علم مصر خفاقا علي القاعدة البحرية في بورسعيد وسط فرحة المصريين العارمة التي حققت ثمار سنين من العطاء والجهاد.

نص اتفاقية الجلاء

قرار بإصدار الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، العقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا والموقع عليه بالقاهرة في 19 أكتوبر سنة 1954.

مجلس الوزراء بعد الإطلاع على الإعلان الدستوري الصادر في 10 فبراير سنة 1953، وعلى القانون الرقم 637 لسنة 1954 بالموافقة على الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا والموقع علية بالقاهرة في 19 أكتوبر سنة 1954، وبناء على ما عرضه وزير الخارجية قرر:

مادة 1- يعمل اعتبار من 19 أكتوبر سنة 1954 بالاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق علية، المعقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا والموقع عليه بالقاهرة في 19 أكتوبر سنة 1954 والمرفق نصه لهذا القرار.

مادة 2- على الوزراء كل فيما يخصه تنفيذ هذا القرار.

نص اتفاق 19 أكتوبر سنة 1954 إن حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا، إذ ترغبان في إقامة العلاقات المصرية ـ الإنجليزية على أساس جديد من التفاهم المتبادل والصداقة الوطيدة، قد اتفقتا على ما يأتي:

المادة 1

تجلو قوات صاحبة الجلالة جلاء تاما عن الأراضي المصرية وفقاً للجدول المبين في الجزء (أ) من الملحق الرقم (1) خلال فترة عشرين شهرا من تاريخ التوقيع على الاتفاق الحالي.

المادة 2

تعلن حكومة المملكة المتحدة انقضاء معاهدة التحالف الموقع عليها في لندن في السادس والعشرين من شهر أغسطس سنة 1936، وكذلك المحضر المتفق علية، والمذكرات المتبادلة، والاتفاق الخاص بالإعفاءات والميزات التي تتمتع بها القوات البريطانية في مصر وجميع ما تفرع عنها من اتفاقات أخرى.

المادة 3

تبقى أجزاء من قاعدة قناة السويس الحالية. وهي المبينة في المرفق (أ) بالملحق الرقم (2) في حالة صالحة للاستعمال ومعدة للاستخدام فوراً وفق أحكام المادة الرابعة من الاتفاق الحالي. وتحقيقاً لهذا الغرض يتم تنظيمها وفق أحكام الملحق الرقم (2).

اقرأ ايضًا:

الاحفاد يسطرون ملامح البطولة اقتداء بصناع «عيد الجلاء»

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق