قاض بريطاني: بوتين ربما أقر خطة لقتل جاسوس سابق بالسم

قال قاض بريطاني اليوم الخميس إنه من المحتمل أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أٌقر خطة لجهاز الأمن الاتحادي الروسي لقتل العميل السابق ألكسندر ليتفينينكو، الذي توفي بعد ثلاثة أسابيع من تناوله شايا ملوثا بالسم في فندق بلندن.

وفي تقرير مطول، قال القاضي روبرت أوين إنه متأكد من أنه تم إعطاء ليتفينينكو شايا يحوي جرعة قاتلة من البولونيوم-210 في أحد فنادق لندن في نوفمبرتشرين أول 2006. والبولونيوم نظير فتاك حتى وأن جرى تناوله بكميات صغيرة.

وقال إن ثمة "احتمالا قويا" بأن جهاز الأمن الاتحادي الروسي أدار عملية القتل، وإن بوتين "ربما صدق" على العملية.

واتهم ليتفينينكو قبل أن يموت بوتين بإصدار أمر بقتله، لكن هذه هي المرة الأولى فيما يبدو التي يجري فيها الربط على نحو رسمي بين بوتين وذلك الحادث.

وتنفي موسكو دائما بشدة التورط في وفاة ليتفيننكو؛ وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاكاروفا اليوم الخميس إن الحكومة لا تعتبر نتائج أوين موضوعية أو محايدة.

وأضافت في بيان "نأسف لأن قضية جنائية خالصة سيست وعكرت صفو الجو العام للعلاقات الثنائية." وتابعت أن قرار بريطانيا إجراء تحقيق عام في القضية وراءه دوافع سياسية وأن العملية لم تكن شفافة بالنسبة للجانب الروسي أو الجماهير.

وترفض روسيا تسليم المشتبه بهما الرئيسيين وهما أندريه لوغوفوي ودميتري كوفتون.

ولوجوفي عضو بالبرلمان الروسي، وهو ما يعني أنه محصن من الملاحقة القضائية. وفي مقابلة مع وكالة إنترفاكس للأنباء، وصف الاتهامات الموجهة له بأنها "عبثية".

وقال "لم يكن هناك منطق مثلما توقعنا. نتائج التحقيق التي أعلنت اليوم تؤكد مرة أخرى موقف لندن المناهض لروسيا والرؤية ضيقة الأفق لبريطانيا وعدم استعدادها لتحديد السبب الحقيقي لوفاة ليتفينينكو."

وليتفينينكو، وهو عميل سابق لجهاز الأمن الاتحادي الروسي، فر إلى بريطانيا في عام 2000 وأصبح من أشد منتقدي جهاز الأمن في روسيا وبوتين، الذي اتهمه ليتفينينكو بوجود روابط له بالجريمة المنظمة.

وقال أوين إن ليتفينينكو "كان يتم النظر إليه باعتباره خان جهاز الأمن الاتحادي الروسي" بأفعاله، وإنه "كانت ثمة دوافع قوية للمنظمات والأفراد داخل الدولة الروسية لاتخاذ إجراءات ضد السيد ليتفينينكو، بما في ذلك قتله".

وتوفي ليتفينينكو، الذي أصبح منتقدا شديدا لبوتين، بعدما تسمم بمادة البولونيوم-210، وكان قد فر من روسيا إلى بريطانيا عام 2000 بعد خلافه مع بوتين ودائرته الضيقة.