الموسيقار ناير ناجى عن حفل افتتاح المتحف الكبير: أضخم عمل فى مسيرتى
السبت، 01 نوفمبر 2025 11:37 م
وصف المايسترو العالمي ناير ناجي حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بأنه أضخم حفل قام بقيادته منذ بداية مسيرته الفنية، كاشفًا عن حجم التحديات والإبهار الذي صاحب هذا الحدث التاريخي، مؤكدا أن شرف المشاركة في هذا الحدث العالمي يمثل تتويجًا لمسيرته، مشيدًا بالرؤية الفنية التي جعلت من الحفل سيمفونية إنسانية تحتفي بالحضارة المصرية.
أوركسترا عالمي بروح مصرية
وأوضح ناجي، خلال لقائه مع الاعلامية منى الشاذلي، خلال بث مشترك على قنوات الشركة المتحدة، أن الأوركسترا تكونت من فريق عمل ضخم، حيث ضم الكورال 120 فردًا والأوركسترا أكثر من 100 عازف، وأشار إلى أن هذا التجمع الفني لم يكن مصريًا خالصًا، بل كان ذا طابع عالمي، حيث شارك فيه فنانون وممثلون لـ 79 دولة إلى جانب الموسيقيين المصريين، وهو ما يعكس رسالة المتحف كصرح للإنسانية جمعاء.
التحدي الأكبر: التزامن بين العزف الحي والعروض البصرية
وأضاف: الفكرة كانت أن يحتفل العالم كله معنا، وكان من الرائع قيادة موسيقيين من أماكن لم نتخيلها مثل موريشيوس وبوليفيا وتركمانستان، مما خلق تفاعلًا فنيًا فريدًا.
واعتبر المايسترو ناير ناجي، أن التحدي الأكبر في الحفل لم يكن في قيادة هذا العدد الضخم من الموسيقيين، بل في تحقيق التزامن اللحظي والدقيق (Sync) بين الموسيقى الحية والعروض البصرية المتعددة، وقال: المشكلة لم تكن في القيادة فقط، بل في أنني كنت أتابع الشاشات وطائرات الدرونز وعروض المابينج على المبنى في نفس الوقت، كل حركة بصرية كانت مرتبطة بجملة موسيقية محددة.
ووصف الأمر بأنه أشبه بالجلوس في استوديو لعمل المونتاج، ولكن على الهواء مباشرة، مؤكدًا أن نجاح هذا التزامن كان توفيقًا إلهيًا بعد بروفات مكثفة استمرت حتى الليلة التي سبقت الحفل.
موسيقى تتحدث بكل اللغات
وأشاد ناجي بالعبقرية الموسيقية للمؤلف هشام نزيه، الذي صنع توليفة فريدة تمزج بين الألحان الأوركسترالية الضخمة والآلات الشرقية والمصرية القديمة، وأوضح أن الأوركسترا ضمت آلات متنوعة مثل العود، القانون، البزق، الربابة، الأرغول، والهارب، مما أضفى طابعًا مصريًا خالصًا على العمل العالمي، كما أشار إلى أن الكورال أدى فقرات غنائية بلغات متعددة شملت اللغة المصرية القديمة، القبطية، النوبية، اللاتينية، والعربية، بالإضافة إلى أصوات ومؤثرات صوتية غير مرتبطة بلغة محددة، مما خلق تأثيرًا دراميًا عميقًا يعبر عن عظمة التاريخ المصري.
رؤية فنية وراء الاختيارات
وأكد ناجي أن اختيار المطربين والمؤدين لم يكن بهدف "استعراض العضلات الصوتية"، بل لخدمة الرؤية الفنية للموسيقى التصويرية التي وضعها هشام نزيه، وأوضح أن الأصوات البشرية، مثل صوت التينور رجائي الدين أحمد، استُخدمت كتأثير صوتي يخدم المشهد الدرامي، وليس بالضرورة لغناء كلمات محددة.
واختتم تصريحاته معبرًا عن فخره العميق بهذا العمل الجماعي، موجهًا الشكر لكل فرد في الأوركسترا والكورال والفرق الفنية، مؤكدًا أن هذه الرؤية والجهد الجماعي هما سر الإبهار الذي شهده العالم في ليلة افتتاح المتحف المصري الكبير.