بلاد الأرز على صفيح ساخن.. 4 شهداء و3 جرحى فى غارة إسرائيلية جنوبى لبنان
الأحد، 02 نوفمبر 2025 10:24 ص
هانم التمساح
يتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، مع تكثيف إسرائيل عملياتها الجوية في عدد من المناطق الجنوبية، وسط حالة ترقب شعبي وإدانة من السلطات اللبنانية للهجمات التى وصفتها بأنها انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية والقانون الدولي.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء اليوم، أن أربعة أشخاص استشهدوا وأصيب ثلاثة آخرون جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفر رمان جنوب لبنان.
وأشارت الوزارة إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى موقع القصف لانتشال الضحايا ونقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة، وسط حالة من الاستنفار في المستشفيات الجنوبية تحسبًا لتجدد الغارات.
من جانبه قال وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، إن الجيش يعمل على إنهاء أي وجود مسلح جنوب الليطاني قبل نهاية العام الجاري، مطالباً الجانب الإسرائيلي بتنفيذ التزاماته بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات عليها ،مضيفا على هامش "حوار المنامة" في البحرين، أن الحكومة اللبنانية لا تريد ربط بسْط سلطة الدولة بإعادة الإعمار.
حروب طويلة
وفيما يتعلق بكون لبنان يخشى حربا إسرائيلية جديدة، قال وزير الداخلية اللبنانى :"تعرضنا على مر السنوات لحروب طويلة، وتعرضنا لكثير من الاعتداءات، وآخرها حرب الأيام الـ66، والتي بالمناسبة لم تنتهِ بعد؛ ما زالت الحرب مستمرة علينا حتى الآن. نعم، علينا أن نكون مبادرين لتجنيب وطننا ومواطنينا مزيداً من الدمار. نأمل ألا يكون هناك إلا الخي"ر.
ومن جهته قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، إن الحكومة ماضية في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، التي تهدف بدورها إلى تثبيت الاستقرار وتعزيز سلطة المؤسسات الشرعية، وذلك خلال لقاء مع رئيس ألمانيا، فرانك فالتر شتاينماير، السبت، في أثناء زيارتهما إلى مصر.
ودعا سلام فى بيان لرئاسة الحكومة اللبنانية، إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب اللبناني" ووقف اعتداءاتها المتكررة"، مؤكداً التزام لبنان الكامل بالقرار1701 و"بترتيبات وقف الأعمال العدائية" ،مؤكدا أن لبنان يسعى جاهداً للاستفادة من مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، وقمّة شرم الشيخ، لتطبيق وقف العمليات العدائية وتثبيت الاستقرار في البلاد، وخاصة الجنوب، مشيراً إلى أن استقرار لبنان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة.
مفاوضات لإنهاء الاحتلال ودعم ألمانى
من جهته، أكد الرئيس الألماني دعم بلاده الثابت للبنان في جهوده للحفاظ على استقراره وتعزيز مؤسّساته، ولا سيّما الجيش اللبناني، مشيراً إلى استعداد ألمانيا للمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي المرتقب لدعم الجيش، وللإسهام في مشاريع التعاون الاقتصادي، والتنموي.
وقال شتاينماير إن لبنان "مدعو اليوم للاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد الذي تشكّل بعد وقف إطلاق النار في غزة، من أجل تثبيت الاستقرار، وإعادة بناء الثقة داخلياً وخارجياً.
وأضاف: "ألمانيا ستواصل وقوفها إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الحساسة"، مشيراً إلى "أهمية الوصول إلى اتفاقٍ نهائي مع صندوق النقد الدولي باعتباره خطوة محورية، لإعادة الثقة الدولية، وتحريك عجلة الاقتصاد".
وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن "المسار الإصلاحي للحكومة مستمر بوتيرة ثابتة، سواء على الصعيدين المالي والإداري"، مؤكداً أن "هذه الإصلاحات تشكّل القاعدة الضرورية لتعافي الاقتصاد، واستعادة ثقة المانحين، والمجتمع الدولي بلبنان".
بدوره أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون، الجمعة الماضية عن استعداد بلاده للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، "بإرادة متبادلة وبزمان ومكان يحدد لاحقاً" ،وكان وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول زار بيروت، الجمعة، والتقى الرئيس جوزاف عون، الذي أعرب عن استعداد بلاده للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، "بإرادة متبادلة، وبزمان ومكان يحدد لاحقاً"، فيما طالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للتقيّد باتفاق وقف إطلاق النار.
وطالب الرئيس اللبناني خلال اللقاء بأن "يضغط المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة على إسرائيل، للتقيّد باتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في نوفمبر الماضي، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية الدولية، واستكمال تنفيذ الخطط الموضوعة لبسط سيادة لبنان على كامل أراضيه"، وفق بيان أصدرته الرئاسة اللبنانية عبر حسابها على منصة "إكس".
وقال وزير الخارجية الألماني خلال لقائه مع نظيره اللبناني يوسف رجي في مقر وزارة الخارجية، إن "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية غير مقبول"، مؤكداً "ضرورة احترام إسرائيل سيادة لبنان والتزامها وحزب الله بترتيبات وقف الأعمال العدائية"،ويتمثل في بسْط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية حصراً، ولذلك يجب أن يكون السلاح محصوراً بيد الدولة.
حزب الله ..جاهزون
من جانبه قال الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله يشدّد على جاهزية المقاومة للدفاع عن لبنان، واستمرار التحقيقات في الخروقات، مؤكّداً أنّ حزب الله بقيادته الجماعية وبتنسيق مع الدولة قادر على مواجهة أيّ عدوان والحفاظ على قدراته العسكرية والسياسية، واكد نعيم لوسائل إعلام لبنانية "المقاومة جاهزة للدفاع، وليست جاهزة لشنّ معركة"، مؤكداً: "لا يوجد لدينا قرار لشنّ معركة ولا قرار بمبادرة قتال، لكن إذا فُرضت علينا معركة، ولو لم يكن لدينا سوى خشبة، فلن نسمح للإسرائيلي أن يمرّ، سنقاتله حتى لو لم يبقَ منا رجل أو امرأة"