خبير آثار: افتتاح المتحف الكبير ومضات إبداعية ورسالة تواصل حضاري للعالم
الأحد، 02 نوفمبر 2025 11:14 ص
أشاد الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، بالافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، واصفًا إياه بأنه ومضات إبداعية تبعث على الفخر وتستدعي التوقف والتحليل.
أكد عبد الرحيم ريحان، في مداخلة هاتفية ببرنامج هذا الصباح، المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل الافتتاح حملت دلالات عميقة، مشددًا على أن المتحف ليس مجرد مكان لحفظ الآثار، بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري ورسالة سلام وتعاون موجهة للعالم أجمع.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير كان بمثابة لوحة فنية متكاملة، بدءًا من عزف أوركسترا لأغنية أنا المصري لسيد درويش، والتي ترمز إلى الأصالة والعراقة المصرية، وصولًا إلى اللحظة الرمزية التي وضع فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي القطعة الأخيرة في النموذج المصغر للمتحف، والتي تحمل اسم مصر، معلنًا بذلك الافتتاح الرسمي لهذا الصرح الحضاري العالمي.
المتحف منارة للحياة وشهادة على العبقرية المصرية
وتناول عبد الرحيم ريحان كلمة الرئيس السيسي، مؤكدًا على أهمية تحويل كل جزئية فيها إلى واقع عملي، وأشار إلى دعوة الرئيس لجعل المتحف منارة للحياة ومركزًا يبرز رسالة مصر في نشر السلام والتواصل بين الشعوب، وهو ما يستدعي، بحسب ريحان، تفعيل التواصل الثقافي وإقامة علاقات سلمية ومصالح مشتركة بين الشعوب، بالإضافة إلى استثمارات جديدة في مختلف المجالات.
وأضاف عبد الرحيم ريحان: المتحف ليس مجرد منتج سياحي، بل هو منتج ثقافي يحقق عائدًا سياحيًا، وهذا يتطلب التركيز على الصناعات الثقافية الإبداعية التي تعتبر من أعظم الصناعات التي يمكن أن تدر إيرادات كبيرة.
مصر: مهد الحضارة ورسولة السلام
واستشهد عبد الرحيم ريحان، بحديث الرئيس عن كون مصر أقدم دولة عرفها التاريخ، حيث انطلقت من ضفاف نيلها أنوار الحكمة لتضيء طريق التقدم الإنساني، وشدد على أن صروح الحضارة تبنى في أوقات السلام وتزدهر بروح التعاون بين الشعوب، مؤكدًا أن الحوار والسلام الذي دعت إليه مصر هو الأساس الذي تُبنى عليه العلاقات بين الأمم.
الهوية البصرية ودعوة للاستثمار في التراث
وفيما يتعلق بالهوية البصرية للحفل والمتحف، أشاد ريحان بالمشهد المبهر الذي عكس جمال وعظمة الحضارة المصرية، بدءًا من الأضواء التي زينت سماء الأهرامات، وعرض القطع الأثرية النادرة، وصولًا إلى الترانيم المصرية القديمة والمجسمات الضوئية. واعتبر أن هذا الاحتفال أبرز الهوية المصرية المستمدة من تاريخها العريق.
كما دعا عبد الرحيم ريحان، إلى ضرورة الاستثمار في التراث المصري وتسجيل المزيد من المواقع الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، معتبرًا أن "كل أرض مصر تحمل قيمة عالمية استثنائية"، وأن هذا التسجيل يمثل دعاية طبيعية تساهم في تعزيز مكانة مصر الثقافية والسياحية.
طموحات سياحية وتحديات التسويق
ورغم إشادته بالوصول إلى 17.7 مليون سائح، أكد عبد الرحيم ريحان أن هذا الرقم لا يعكس الإمكانات الحقيقية لمصر، التي يجب أن تطمح للوصول إلى 40 مليون سائح، على غرار دول مثل إسبانيا وفرنسا. وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تطوير آليات "التسويق السياحي" للمفردات السياحية المتنوعة التي تمتلكها مصر، ليس فقط في السياحة الثقافية، بل في مختلف المجالات.
واختتم عبد الرحيم ريحان حديثه بالإشارة إلى أهمية الدور الذي يلعبه الفنانون والمؤثرون العالميون في الترويج للسياحة المصرية، معتبرًا أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل "بصمة ورسالة مهمة للحضارة الإنسانية كلها".