عهد سياحي جديد

الأحد، 02 نوفمبر 2025 03:42 م
عهد سياحي جديد
رضا عوض يكتب:

يبدو أن مصر علي أبواب عهد سياحي جديد بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي تم يوم أمس، السبت، وسط احتفالية عالمية حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وعدد كبير من ورؤساء وملوك وأمراء، ممن وجهت لهم مصر دعوات رسمية لحضور الافتتاح الأهم لأكبر متحف في العالم، والذي يضم ألاف القطع الأثرية النادرة.
 
تم بناء المتحف الكبير علي مساحة نحو 500 ألف متر مربع، بتكلفة تخطت مليار دولار،، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف فصول التاريخ المصري القديم - من الدولة القديمة والوسطى والحديثة وحتى العصرين اليوناني والروماني.
 
المؤكد أن المتحف الكبير سيؤدي لنقلة نوعية في حركة السياحة الوافدة، وستدخل مصر عهدا جديدا من الحركة السياحية خلال السنوات القادمة لمشاهدة القطع الأثرية المصرية، وهو ما ظهر في وضع كل شركات السياحة العالمية زيارة المتحف الكبير علي رأس برنامج الرحلة السياحة إلي مصر، لمشاهدة الأثار المصرية النادرة داخل المتحف الكبير، في ظل وجود قطع توت عنخ أمون الأثرية والتي تعد من أهم وأندر القطع الأثرية في العالم، والتي تصل إلي 5000 قطعة أثرية، إلى جانب المركب الشمسي للملك خوفو ، والتيجان والتماثيل العملاقة والأعمدة الضخمة ومركب الشمس، علاوة علي ذلك سيجد السائح تمثال رمسيس يقف شامخا منتظرا زوراه علي بوابة المتحف في مشهد أهتمت الدولة المصرية برسمه ليكون واجهة المتحف، علاوة علي مجموعة من 10 تماثيل للملك سنوسرت من الدولة الوسطي، والتي تستقبل السائح في البهو العظيم، وقد تم عرضها علي شكل هرمي محاكاة الشكل الهرمي لمنطقة الأهرامات، أضف اليها عمود الملك مرنبتاح المصنوع من الجرانيت الوردي، إلي جانب تمثال لملك وملكة من العصر البطلمى.
 
وبحسب التقارير الصادرة فقد بدأت شركات السياحة المصرية والعالمية تحركاتها الفعلية لجذب السياح، وقامت بوضع برامج زيارة المتحف المصري الكبير على رأس أولوياتها، وهو ما لاقي قبولا كبيرا ظهرا جليا في حدوث قفزة كبيرة في حجم الحجوزات. كما ارتفع الطلب من السائحين في المدن الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة على رحلات اليوم الواحد لزيارة المتحف المصري الكبير والأهرامات، إلى جانب ارتفاع حركة الرحلات عبر مطار سفنكس الدولي.
 
كما أن أغلب الفنادق المطروحة للحجز حالياً في نطاق القاهرة، خاصة القريبة من منطقة الأهرامات، تنتمي إلى فئة الأربع والثلاث نجوم، إلى جانب دخول عدد من الشقق الفندقية في المناطق المجاورة ضمن منصات الحجز العالمية، كما بدأ موسم انتعاش الحجوزات الخاصة بالجولات السياحية وسارعت كبرى منصات السفر العالمية إلى طرح برامج خاصة لزيارة المتحف المصري الكبير. 
 
من جانبه كشف مركز معلومات مجلس الوزراء عن زيادة النمو في سجل السائحين خلال الشهور الماضية، حيث بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال 6 شهور نحو 7.07 مليون سائح.
 
وبحسب الاحصائيات الرسمية المصرية فان عدد السياح في مصر يتجاوز الـ 8 مليون سائح سنويا، إلا أن هذه الأرقام مرشحة للزيادة بعد افتتاح المتحف الكبير، حيث من المتوقع أن يصل عدد السياح خلال الفترة القادمة إلي ما يقرب من 15 مليون سائح في مصر، وهو رقم كبير من الصعب أن تستوعبه مصر مع قلة عدد الفنادق المصرية التي تستوعب هذا الكم من السياح، كما أن الفنادق المصرية لم تكن مؤهلة لاستقبال هذا العدد الكبير من السياح، وهو ما يعني أن بناء هذا المتحف سيواكبه بناء عدد كبير من الفنادق خلال الفترة القادمة لاستيعاب هذا الكم من السياح. 
 
ووفقا لتوقعات وكالة «فيتش» الأمريكية، التي نشرها مركز معلومات مجلس الوزراء، سيصل عدد السياح الوافدين إلى مصر نحو 17.76 مليون سائح بنهاية 2025، بزيادة سنوية قدرها 13.12% مقارنةً بـ15.7 مليون سائح في عام 2024.
 
من جانبها وضعت مصر خطة مستقبلة لزيادة عدد السياح الي 30 مليون سائح بحلول عام 2030 ، حيث تم وضع خطة بحسب المصادر من داخل وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الأثار لاستقطاب 30 مليون سائح خلال الفترة من 2025 إلى 2030، وهو ما أكدته بيانان صادرة من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية.
 
 وكشفت البيانات استهداف الحكومة المصرية زيادة أعداد السائحين سنوياً من مستوى 15.8 مليون سائح بنهاية العام الماضي إلى 17.5 مليون سائح بنهاية العام الحالي، بزيادة قدرها 10.8%.، كما تتطلع الحكومة لزيادة عدد الزائرين للبلاد إلى 18.9 مليون سائح خلال عام 2026، و20.4 مليوناً في 2027، و22.5 مليوناً في 2028، و24.7 مليوناً في 2029، على أن تصل إلى 28 مليوناً بنهاية عام 2030.
 
وتسعي الحكومة من وراء هذه الخطة الطموحة إلي زيادة  مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لمصر من مستوى 3.4% العام الماضي إلى 3.8% بنهاية العام الحالي، و3.9% العام المقبل، و4.1% في 2027، و4.3% في 2028، و4.5% في 2029.
 
من ناحية أخرى فإن عدد المشروعات الفندقية التي جري الاتفاق عليها خلال الفترة الماضية تتوافق مع الأهداف المصرية من الاهتمام بزيادة العوائد السياحية، فمع الطفرة السياحية المتوقع لمصر ستشهد مصر رواجا سياحيا كبير يتطلب من الحكومة المصرية توفير عدد كبير من الفنادق، وهو ما جري الاتفاق عليه خلال الفترة الماضية ، حيث قامت الحكومة المصرية بعقد سلسلة من الاتفاقات مع شركات بناء عملاقة لبناء أكثر من 50 فندقا خلال الفترة القادمة في خطة طموحة تسير جنبا إلي جنب مع خطة زيادة عدد السياحة في مصر حتي 2030، وهو ما يعني أن هناك نهضة عمرانية كبير سيشهدها قطاع السياحة في مصر خلال الفترة القادمة.
 
ولن يتوقف الأمر عند حد النهضة العمرانية فقط بل سيمتد إلي ما هو أكثر من ذلك عندما تقوم مصر بتطوير خطوط السكك الحديد، وخطوط المواصلات، والطرق المؤدية إلي المتحف الكبير وإلي سلسلة الفنادق المقرر اقامتها خلال الفترة القادمة توافقا مع المد السياحي المتوقع خلال السنوات القادمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق